قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دنفر (كولورادو): اختار جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية حاكمة الاسكا سارة بالين لتكون مرشحته لمنصب نائب الرئيس وهي خطوة تنطوي على مخاطرة كبيرة وتهدف الى تحريك المياه الراكدة في سباق رئاسي هو فيه الطرف الاضعف.وأعلن مكين اختياره بالين يوم الجمعة. ويضمن اختيار ماكين خلق نوع من الاثارة داخل الحزب الجمهوري قبل مؤتمره العام الذي يعقد في سان بول بولاية مينيسوتا هذا الاسبوع في وقت يتوقع فيه الكثير من الجمهوريين الفشل في انتخابات الرئاسة بالرابع من نوفمبر تشرين الثاني.وأثار اختيار بالين بعض التساؤلات اذ أنها تشغل منصب حاكمة الاسكا منذ أقل من عامين. وبالين (44 عاما) أصغر سنا من مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك اوباما البالغ من العمر 47 عاما والذي كثيرا ما يتهمه مكين بالافتقار الى الخبرة الكافية ليصبح رئيسا. وفي ظل افتقارها للخبرة في مجال السياسة الخارجية سيتطلب اعدادها لمناظرة تجري في الثاني من اكتوبر تشرين الاول مع مرشح اوباما لمنصب نائب الرئيس السناتور المخضرم جو بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جهدا كبيرا.غير أن محللين سياسيين يعتقدون أنها اختيار جيد لمرشح رئاسي أتم عامه الثاني والسبعين يوم الجمعة ويحتاج اتخاذ خطوة ليحقق شيئا في سباق محموم ترجح فيه كفة اوباما. وفي حين تتساوى نتائجه بنتائج اوباما في استطلاعات الرأي يواجه مكين أجواء صعبة في محاولته مد سيطرة الجمهوريين على البيت الابيض لتصل الى ثلاث ولايات متتالية مدة كل منها أربع سنوات اذ ينهي الرئيس الاميركي جورج بوش الذي تراجعت شعبيته بشدة ولايته تاركا اقتصادا اميركيا ضعيفا وحربين في العراق وافغانستان. ويقول لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا عن بالين "لا أدري ان كانت قادرة على تحريك الامور لكن من المؤكد أنها خطوة استراتيجية جيدة."ومضى يقول "انها تغير صورة الحزب الجمهوري من حزب خالص للذكور من البيض الى حزب اكثر تنوعا وهذا مفيد للحزب في عام يرشح فيه الديمقراطيون أول مرشح اميركي من أصول افريقية." واختار مكين مرشحته بالين التي يمكن أن تستقطب أصوات أنصار هيلاري كلينتون التي كانت تنافس أوباما على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي مفضلا اياها على اختيارات أكثر أمانا مثل حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني الذي هزمه مكين في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات والذي يشارك بقوة في حملة مكين الرئاسية منذ ذلك الحين.وقال رومني في بيان أصدره عقب اعلان مكين اختياره بالين "انها من خارج واشنطن وملتزمة بالمبادئ المحافظة التي ستجعل أمتنا أقوى." ووصف الديمقراطي تشارلز شومر عضو مجلس الشيوخ الاميركي اختيار مكين بأنه اشبه بلعبة يائسة في اللحظة الاخيرة في مباراة لكرة القدم الاميركية.وقال بيل بيرتون المتحدث باسم حملة اوباما "اليوم وضع جون مكين رئيسة بلدية سابقة لبلدة تعدادها تسعة الاف نسمة لا تتمتع بخبرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية على مقربة من الرئاسة." ويرى ستيفن هيس الخبير في شؤون الرئاسة والاستاذ بجامعة جورج واشنطن أن اختيار مكين يظهر أنه مقامر مستعد للمجازفة.وقال "اعتقد أن هذا ساحر... لكن من بين الامور الرائعة هو ما قد يخبرنا هذا عن جون مكين. نعلم الان ان لم نكن قد علمنا من قبل أن جون مكين مقامر. هذا ينطوي على مخاطرة كبيرة مثل رمي النرد وهذا مثير للغاية." وقام مرشحون سابقون باختيارات مفاجئة في انتخابات سابقة. وأتى اختيار الرئيس الجمهوري الاسبق جورج بوش الاب لدان كويل عام 1988 بثماره وفاز فيما أخفق اختيار الديمقراطي والتر مونديل لجيرالدين فيرارو عام 1984 وخسرا أمام رونالد ريجان.وستسمح بالين وهي أم لخمسة أبناء لمكين بالرد بالحجة على مجادلة اوباما بأن واشنطن بحاجة الى دماء جديدة لإحداث تغيير. وقال مكين عندما أعلن اختياره لها في دايتون بولاية اوهايو "هي بالضبط من أحتاجه. هي بالضبط من يحتاجه هذا البلد لمساعدتي في مكافحة نفس سياسات واشنطن القديمة الخاصة بي اولا وبالبلد ثانيا."
الصحافة الاميركية تشير الى مخاطر اختيار ماكين لبالن على صعيد متصل، اشارت الصحافة الاميركية السبت الى المخاطر التي يعرض المرشح الرئاسي جون ماكين نفسه اليها عبر اختياره سارة بالن لمنصب نائبة الرئيس في حال انتخابه، في تكتيك فاجا المحللين لكنه قد ينقلب ضده.وقالت واشنطن بوست "بهذا الخيار، يعود ماكين الى صورته كمتمرد" وذلك غداة تعيينه حاكمة الاسكا التي لم يلتق بها الا مرة في السابق، لمنصب نائبة الرئيس في حال فوزه في الانتخابات. واضافت الصحيفة ان هذا الخيار "يساعد ماكين على تدعيم القاعدة المحافظة في حزبه التي كانت قليلة الحماس لترشحه" مشيرة الى ان بالن التي تعتبر من يمينيي الحزب الجمهوري ستخفف من القلق من مواقفه الوسطية في بعض القضايا.اما صحيفة لوس انجلس تايمز فعنونت "مخاطر اختيار ماكين لبالن" وطرحت تساؤلات حول اغراضه السياسية وقدرة بالن على اجتذاب النساء اللواتي يملن الى اليسار ودعمن هيلاري كلينتون. واضافت صحيفة الساحل الغربي الاميركي ان ماكين، في سعيه "الى اجتذاب الناخبات واحراز ضجة اعلامية على طريقة اوباما، ينسف عنوان ترشحه الاساسي الذي وضع +البلاد اولا+ فوق الحسابات السياسية".ونقلت الصحيفة كلام محلل جمهوري وصف الخيار بانه "قرار سياسي خالص. الامر جلي لان ماكين لا تاريخ لديه مع سارة بالن. انه لا يعرفها. يبدو الامر ضربة محسوبة لكسب اصوات النساء".غير ان نيويورك تايمز شككت بقوة في قدرة بالن، الام لخمسة ابناء التي تهوى الصيد، وتدعم لوبي الاسلحة وتعارض الاجهاض، على الاستجابة لتطلعات ناخبات كلينتون.وذكرت الصحيفة بسابقة جيرالدين فيرانو التي اختارها المرشح الديموقراطي وولتر مونديل عام 1984. وقالت "كونها المراة الاولى التي ترشح لاحد اهم منصبين، هزمت هي ومونديل امام رونالد ريغان وجورج بوش لدى شريحة النساء ب12 نقطة".