أخبار

مئات الآلاف يتظاهرون ضد الجريمة في المكسيك

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مكسيكو: شارك المكسيكيون بكثافة السبت في مسيرات احتجاج صامتة ضد الجريمة والخطف والفساد في اوساط الشرطة في سبعين مدينة في ولايات المكسيك الاثنتين والثلاثين، توجتها العاصمة مكسيكو بتنظيم "مسيرة بيضاء" في المساء ضمت مائتي الف شخص وفق الشرطة.

وبدأت التظاهرات بعد الظهر في وسط وجنوب المكسيك حيث سار ثلاثة الاف شخص بملابس بيضاء يتقدمهم اطفال في باتشوكا عاصمة ولاية هيدالغو في الوسط.

وحمل الاطفال بالونات بيضاء وارتدى بعضهم قمصانا طبعت عليها صور اطفال خطفوا، ورفع اخرون لافتات كتب عليها "يكفي. نريد ان نعيش بسلام".

وفي تاباتشولا، المدينة المحاذية لغواتيمالا في الجنوب، سار نحو 200 من اصحاب المشاغل والمزارعين والعائلات بالابيض بصمت عبر شوارع المدينة.

وتشهد البلاد اعمال عنف منذ ان اطلق الرئيس المحافظ فيليبي كالديرون الذي تولى الحكم في 2006، حملة ضد تجار المخدرات ينفذها اكثر من 36 الف جندي وشرطي في انحاء البلاد.

ويطالب المتظاهرون السلطات باتخاذ تدابير فعالة ضد العنف المرتبط خصوصا بتجارة المخدرات. وادت موجة العنف الى مقتل 2712 شخصا على الاقل منذ بداية 2008 وخصوصا في ولاية تشيهواهوا في الشمال. وهذه الحصيلة اكثر ارتفاعا من مجمل حصيلة 2007.

وعثر السبت على شقيقتين مقطوعتي الراس في دورانغو في شمال المكسيك، ليرتفع عدد جرائم قطع الرأس خلال الايام الثلاثة الاخيرة الى 18 جريمة.

وكان عثر الخميس على 12 رجلا مقطوعي الرأس بالقرب من ميريدا عاصمة ولاية يوكاتان، جنوب شرق البلاد التي كانت حتى الان بمنأى من تصفية الحسابات بين تجار المخدرات. والجمعة عثر على ثلاثة جثث مقطوعة الراس في نوغاليس الحدودية مع الولايات المتحدة في ولاية سونورا، وعلى جثة في ماديرا في ولاية تشيهواهوا.

ومن جانبها قالت صحيفة ريفورما السبت ان الاسبوع المنصرم كان الاعنف منذ اطلق كالديرون حملته مع تسجيل 167 جريمة قتل بينهم 24 شرطيا والعثور على 21 جثة مقطوعة الراس.

ويشكل قطع الرأس رسالة بين كارتيلات المخدرات المتنافسة في حربها للسيطرة على السوق بعد ان باتت المكسيك منطقة استراتيجية لنقل شحنات المخدرات الى الولايات المتحدة.

وقتل حوالي 2700 شخص خلال 2008 في جرائم قتل تحمل بصمات العصابات المنظمة، وهو عدد يفوق مجمل سنة 2007، وفقا لوسائل الاعلام الوطنية. كما تجاوزت مكسيكو كولومبيا والعراق في عدد المخطوفين.

فقد اصبحت اعمال الخطف للحصول على فدية رائجة في المكسيك مع تسجيل 323 حالة خلال النصف الاول من 2008 وفق الارقام الرسمية. وبلغ اجمالي حالات الخطف 438 في 2007.

واتخذت قضية خطف وقتل الفتى فرناندو مارتي في الرابعة عشرة من عمره اثناء توجهه الى المدرسة بداية اب/اغسطس بعدا خطيرا بعد ان كشف التحقيق ضلوع رجال شرطة في عملية القتل.

نظمت مسيرات السبت بدعوة من نحو 15 منظمة للدفاع عن حقوق الانسان وجمعيات اخرى، وشملت نحو 70 مدينة في انحاء البلاد من ولاية تشيهواهوا الى منتجع كانكون السياحي مرورا بوسط العاصمة مكسيكو.

وخلال المسيرات التي حملت عنوان "لننير المكسيك"، اختارت الجمعية حمل الشموع وارتداء الابيض كما حصل في مسيرة مماثلة ضمت قرابة نصف مليون شخص في مكسيكو في 2004، وانتهت بانشاد النشيد الوطني عند الحادية عشرة والنصف ليلا في كل انحاء البلاد (1,30 ت غ).

وشهدت العاصمة اكبر مسيرة حيث انطلق حشد كثيف بالملابس البيضاء وقد حمل العديد منهم ازهارا بيضاء من نصب ملاك الاستقلال في السادسة بعد الظهر (23,00 ت غ) وبصمت باتجاه ساحة زاكالو الرئيسية التي تتسع لنحو 160 الف شخص.

وسارت المسيرة وسط مكسيكو وراء لافتة تقول "يكفي لان. لا نريد افلاتا من العقاب بعد الان".

وحلقت مروحيات الشرطة والتلفزيون فوق المسيرة التي انتشر حولها ثلاثة الاف شرطي.

واعلن الرئيس كالديرون خلال الاسبوع ان عمليات الشرطة ادت بين ايلول/سبتمبر 2007 وحزيران/يونيو 2008 الى اعتقال 22 الف شخص يشتبه بانتمائهم الى عصابات الجريمة المنظمة. واكد ان اكثر من مائة شرطي وقرابة 70 عسكريا قتلوا خلال تنفيذ عمليات في اطار الحملة.

ولام الرئيس الشعب بسبب "لا مبالاته" كما قال، مذكرا بانه سيتم الاسبوع المقبل تبني "الميثاق الوطني للامن" الذي ينص على تطهير صفوف الشرطة وتشديد العقوبات على الخاطفين.

وقال رئيس المكسيك ان "قوة القانون في المكسيك كان يهددها مجرمون استفادوا على مدى سنوات من تراخي واحيانا فساد بعض دوائر السلطة، وكذلك من لامبالاة وعدم اهتمام عدد من المواطنين".

لقد اراد منظمو "لننير المكسيك" ان يبرهنوا للرئيس انه على خطأ. ومن المقرر ان يسلموه الاحد وثيقة تتضمن مطالب المواطنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف