تركيا تواجه موقفا صعبا بين روسيا وحلف الاطلسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اسطنبول : تواجه تركيا عضو حلف شمال الاطلسي خيارا صعبا بين الولاء للحلف ومصالحها الاقتصادية مع جارتها روسيا على البحر الاسود فيما يخشى البعض ان تجد تركيا نفسها على خط المواجهة في حرب باردة جديدة.
وظهرت ادلة المعضلة التي وجدت تركيا نفسها فيها في المواجهة بين الغرب وروسيا بسبب تحركها ضد جورجيا في الاسبوع قبل الماضي حين ابحرت سفينتان حربيتان امريكيتان عبر مضيق اسطنبول في طريقهما للبحر الاسود.
واتهمت روسيا الغرب باثارة توترات بحشود بحرية لحلف الاطلسي في البحر الاسود اثر حرب قصيرة بين روسيا وجورجيا. وتركيا هي نقطة العبور للبحر للاسود وحليف وثيق للولايات المتحدة وتأمل في الانضمام للاتحاد الاوروبي.
وخلال الحرب الباردة كانت تركيا تمثل الجناح الجنوبي لحلف الاطلسي وحصن معزول على الحدود السوفيتية. ولكن منذ انهيار الاتحاد السوفيتي اضحت روسيا اكبر شريك تجاري لتركيا وتمد انقرة باغلب احتياجاتها من الطاقة.
ويقول وولفانجو بيكولي المحلل في منطقة اوروبا/اسيا جروب لاستشارات المخاطر السياسية "تضع (التوترات الحالية) تركيا في موقف صعب لتعرضها لضغوط من روسيا وحلفائها الغربيين."وقال "مرة اخرى تقف تركيا على خط المواجهة في حرب باردة. لكن الاختلاف هذه المرة ان اعتمادها على روسيا زاد كثيرا."
وتخشى تركيا انها بدأت بالفعل تستشعر ان بوادر شقاق محتمل مع روسيا سيؤثر على حجم التجارة بينهما البالغ 38 مليار دولار.
وقدمت انقرة احتجاجا لروسيا بسبب القيود التجارية مع احتجاز عشرة الاف شاحنة تركية عند عدة نقاط عبور على الحدود مع روسيا. وتقول روسيا ان تفتيش الشاحنات التركية ياتي تنفيذا لقانون جمركي جديد ولكن المسؤولين الاتراك يعتقدون ان ثمة دوافع اخطر.
ويقلق الشركات التركية ان تفقد ثلاثة مليارات دولار على المدى القصير اذا استمر التأخير ورد وزير التجارة الخارجية التركي على هذا الخطوة بلهجة شديدة.
ونقلت صحف تركية عن وزير التجارة الخارجية كورشاد توزمان قوله لمسؤولين روس "اذا تحرشتم بنا فسنفعل نفس الشيء بكم."
وتوارت تركيا المجاورة لجورجيا عن الانظار منذ اندلاع حرب قصيرة بين موسكو وتفليس في وقت سابق من هذا الشهر.
وعلى عكس الحلفاء الغربيين احجمت عن ادانة التحركات الروسية ولكن اعضاء الحلف يريدون مساندة اقوى على جبهته الشرقية.
ونقلت صحيفة صباح اليومية عن مسؤول امريكي رفيع المستوى قوله "ينبغي ان تتحرك (تركيا) كعضو في حلف شمال الاطلسي.. اذا ارادت موقعها في العلاقات عبر الاطلسي. اضحت عضوا منذ سنوات وهذا يعني انه ينبغي على تركيا ان تدعم الخطوات التي يتخذها حلف شمال الاطلسي."
وقال محللون ان الولايات المتحدة ربما تريد ان تغير تركيا بنود اتفاقية مونترو التي تنظم حركة الملاحة عبر مضيق البوسفور في اسطنبول.
غير ان اعتماد تركيا على الغاز والفحم الروسي ربما يجعل من الصعب على انقرة اتخاذ هذه الخطوات.
وفي العام الماضي صدرت روسيا لتركيا 60 في المئة من وارداتها من الغاز الطبيعي عبر خطي انابيب فضلا عن 56.4 بالمئة من احتياجات روسيا من الفحم الحراري الذي استخدم في قطاعى الطاقة والبناء في البلاد ويشهد الاخير ازدهارا.
وطلبت تركيا من شركة جازبروم الروسية المملوكة للدولة زيادة الامدادات اليها بعد ان اوقفت ايران صادرات الغاز لتركيا لتلبية احتياجاتها المحلية في العام الماضي.
وتثير المشاكل المحتملة لامدادات الغاز والفحم الروسية مشاكل هائلة لتركيا في الشتاء.
وقال محلل الطاقة نجدت بامير "قد تطرأ "مشاكل فنية" خاصة بخط الانابيب وهو ما يعني مشاكل حقيقية.. بالنسبة للصناعة والمستهلكين وتضر بالاقتصاد."
ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي بذلت تركيا قصارى جهدها لتصبح مركزا للطاقة لتوريد النفط والغاز من بحر القزوين للاسواق الاوروبية وكثيرا ما تفاخر بموقعها الجغرافي الاستراتيجي المهم.
ولكن اذا استمر تصاعد التوتر في القوقاز ربما لن تجد تركيا موقعها مغريا. وقال بيكولي "احيانا ما تكون الاهمية الجغرافية الاستراتيجية عبئا وهذه الحالة مثال على ذلك."