أغسطس الشهر الأكثر دموية في الجزائر هذا العام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: شهد شهر أغسطس/آب الجاري، 5 أعمال عنف مدوية في الجزائر، خلفت أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى والمصدومين، وهو ما جعل منه الشهر الأكثر دموية في الجزائر منذ افتتاح العام الحالي، علما إنّ شهري يونيو ويوليو عرفا سقوط 38 قتيلا و109 من الجرحى.
بلغة الأرقام، قتل خلال الـ31 يوما المنقضية، 134 شخصا بينهم 39 متمردا، وهي حصيلة غير رسمية لمختلف المواجهات الدائرة هنا وهناك، واللافت أنّ غالبية أعمال العنف المسجلة تمت على مستوى ضاحية الجزائر الشرقية، في وقت شهدت ولايات سكيدة وجيجل وباتنة وعين الدفلى بضع هجمات أدت إلى مصرع عشرات المتمردين، كما راح ضحيتها عشرات العسكريين ورجال الأمن بينهم قائد قطاع عسكري.
وتبنت (قاعدة بلاد المغرب الإسلامي) 5 اعتداءات، كان أولها بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق) في الثالث من الشهر الجاري، حيث طال تفجير مركزا للاستعلامات ما أدى إلى جرح 25 شخصا، قبل أن تهتز منطقة زموري المجاورة على وقع تفجير انتحاري جديد استهدف مركزين أمنيين، ما تسبب بمقتل 8 أشخاص غالبيتهم مدنيين وجرح 19 آخرين.
وبعد أسبوع من الهدوء الحذر، عاد مسلسل التفجيرات ليستهدف متقدمين لمسابقة الانضمام إلى الدرك، وكان التصعيد هذه المرة عبر تفجير انتحاري مزدوج سفك دماء 48 شخصا وجرح 44 آخرين ما مثل أثقل حصيلة في دوامة الهجمات الانتحارية التي نفذها متمردون منذ اعتداءات 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي التي حصدت 41 قتيلا و177 جريحا.
ولم تمر سوى 24 ساعة، ليلقى 14 شخصا حتفهم ويصاب 31 آخرون، إثر تفجير انتحاري مزدوج ثاني طال حافلة لمجموعة كندية وقطاعا عسكريا بولاية البويرة (120 كلم شرق)، وكانت خاتمة ما سمتها القاعدة (غزوة الثأر) تفجير جديد على مستوى على مستوى مدخل بلدة سي مصطفى المجاورة لولاية بومرداس (50 كلم شرق)، وأسفر الحادث عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح، في وقت تم تفكيك لغمين تقليديين بقرية في منطقة دلس القريبة، ما جعل الانطباع السائد بأنّ اليقظة جنّبت حدوث كوارث جديدة.
بالمقابل، سجلت صفوف المتمردين نزيفا حادا إثر مصرع 39 من مقاتليها، حيث سدّدت القوى الأمنية ضربات موجعة لأتباع القاعدة، كان أبرزها القضاء على 14 من زعامات كتيبة "النور" بمنطقة القبائل، قبل أن يقضي الجيش على 10 مسلحين غرب البلاد، في عملية نفذها على مستوى بلدة طارق بن زياد التابعة لولاية عين الدفلى (170 كلم غرب العاصمة)، كما قتل 15 مسلحا آخر في عمليات متفرقة كانت آخرها مصرع أربعة مسلحين بمنطقة الأخضرية، وباحتساب قتلى الشهر الجاري في صفوف القاعدة، يرتفع عدد المتمردين الذين قضوا منذ مطلع العام الجاري، إلى حدود 124 قتيلا، ما يعني سقوط 621 مسلح منذ انقضاء آجال العفو العام قبل سنتين، حيث جرى الإطاحة بـ15 من كبار زعامات القاعدة على غرار حرّاق زهير المكنّى "أبو حيدر" (32 سنة)، بجانب "أبو تراب" أمير كتيبة "الفاروق"، ومساعده "أسامة أبو إسحاق" مسؤول تجهيز السيارات المفخخة وتفجيرها عن بعد، إضافة إلى أميرها الجهوي "صغير مراد" المكنّى (البومبي) الذي قضى أواخر الشهر الماضي.
ويخشى متابعون لتطورات الوضع الأمني في الجزائر، من أن يكون شهر سبتمبر/أيلول الداخل المتزامن مع شهر رمضان، عنوانا لتصعيد ودموية من نوع أكبر، سيما وأنّ شهر الصيام للسنة الماضية، كان الأكثر دموية في الجزائر منذ 9 سنوات، إذ أشارت تقارير إلى تسبب أعمال العنف في مقتل 60 شخصا، وهي حصيلة مرتفعة لم تشهدها أيا من رمضانات السنوات الماضية، بعدما عرف شهر الصيام منذ اندلاع الفتنة الدموية سنة 1992 إلى غاية العام 1998 معدلات مخيفة تراوحت آنذاك بين 200 إلى 350 قتيل.