خطط نجاد الاقتصادية تهدد تحوّل إيران لقوة عظمى

دبي: انتقد علي أكبر ناطق نوري، المستشار السابق لمرشد الثورة الإيرانية، والرئيس الأسبق لمجلس الشورى، وأحد أبرز قيادات الخط المتشدد في البلاد، الرئيس محمود أحمدي نجاد، خاصة من باب سياسته الاقتصادية، قائلا إن استمرارها قد يهدد مشاريع إيران للتحول إلى "قوة عظمى إقليمية بحلول عام 2025 ."

وجاءت انتقادات نوري اللاذعة، والتي نُشرت الأحد، بعد أسبوع واحد من قيام مرشد الثورة الإيرانية، علي الخامنئي، بتوجيه إشادة علنية بنجاد وبالطريقة التي "وقف فيها بوجه الغرب" حيال الملفات المتنازع عليها، داعياً إياه إلى التفكير في الترشّح لولاية جديدة. ولكن تصريحات نوري، التي أدلى بها خلال مؤتمر مصرفي، ألمحت إلى أن دعم الخامنئي لنجاد "لا يمنحه مناعة حيال النقد" مضيفاً أن السياسة الاقتصادية للرئاسة دفعت اقتصاد البلاد نحو الترنّح.

وقال نوري إن هناك خللاً في خصخصة مؤسسات القطاع العام، كما كان يفترض أن يحصل دستورياً، مدعياً شركات الدولة تباع إلى مؤسسات أخرى متصلة بالدولة بدورها. وأضاف: "أهداف خطة العشرين عاماً لن تتحقق في ظل السياسات الحالية ما لم يغيّر المسؤولون التنفيذيون من نظرتهم للأمور،" وفق ما نقلته أسوشيتد برس عن صحف محلية إيرانية.

وتابع نوري قائلا: "نرى موجودات الدولة تنتقل إلى حكومة ظل،" وأردف بانتقاد سياسة ضخ السيولة في الأسواق عبر الإشارة إلى أنها "لم تدفع باتجاه خلق فرص عمل." وكان نجاد قد وصل إلى السلطة عام 2005 ببرنامج عمل قريب من المطالب الشعبية، فوعد بأن تصل أرباح النفط إلى كل بيت والقضاء على الفقر والبطالة، ولكن إخفاقاته في مواجهة هذه التحديات جرت عليه الكثير من الانتقادات مؤخراً.

ولم تقتصر الانتقادات على الإصلاحيين الذين يناصبونه العداء، بل شملت أيضاً عدة رموز من الخط المتشدد الذي ينتمي إليه، والتي لعبت دوراً كبيراً في فوزه بالانتخابات، حيث يردد البعض أن الرئيس الإيراني "أفرط في التركيز على خطابات معاداة السامية عوض الالتفات إلى الوضع الاقتصادي."

وكانت إيران قبل أعلنت قبل ثلاث سنوات أنها تبنت خطة يحتاج تنفيذها إلى 20 عاماً، تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في البلاد، وجعلها "قوة عظمى إقليمية" ورفع قدراتها في المجالات العلمية والتقنية، والتركيز على الطاقة النووية بشكل خاص. وكان الرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، قد انتقد بدوره نجاد بسبب نقص الوقود خلال الشتاء الماضي وانقطاع الكهرباء خلال الصيف الحالي، وهي مشاكل أدت إلى حالات وفاة وإلى تضرر بعض المصالح التجارية.