أخبار

روسيا تتمسك بمواقفها قبل القمة الاوروبية حول جورجيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: اكدت روسيا الاحد رفضها لعالم "احادي القطب" خاضع للولايات المتحدة واصرت على موقفها من الازمة الجورجية مهددة بدورها بعقوبات عشية القمة الاوروبية الطارئة في بروكسل.وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع ثلاث قنوات تلفزيونية روسية الاحد ان موسكو "لا يمكنها القبول بنظام عالمي تقتصر فيه سلطة اتخاذ القرارات على دولة واحدة، حتى وان كانت دولة بحجم الولايات المتحدة. ان مثل هذا العالم هو عالم غير مستقر يحمل بذور تهديدات باندلاع نزاعات".

واضاف ان "العالم يجب ان يكون متعدد القطب، ان عالما احادي القطب هو عالم مرفوض". ولم يستبعد الرئيس الروسي ان تقدم روسيا على فرض "عقوبات" على الدول المعادية لها رغم انه يعتبرها "عكسية النتائج" ولا ينبغي اللجوء اليها الا في "الحالات القصوى".

وقال الرئيس الروسي "لسنا من انصار العقوبات التي لا ينبغي فرضها الا في الحالات القصوى"، مشيرا الى ان فرض العقوبات يتطلب اصدار قوانين خاصة، مضيفا "اذا لزم الامر، يمكننا اصدار قوانين كهذه"، معتبرا في الوقت عينه ان هذا الخيار "يؤتي نتائج عكسية".

من جهة اخرى، اكد مدفيديف ان قرار روسيا الاعتراف باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عن جورجيا "قرار لا رجوع عنه". وقال "لقد اتخذنا قرارنا وهذا القرار لا رجوع عنه".

ولم تعترف اي دولة اخرى حتى من الدول الحليفة لروسيا باستقلال هاتين الجمهوريتين، حتى تلك التي اعربت عن دعمها لتحرك روسيا في جورجيا.

من جانبه، اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان تحرك روسيا في جورجيا كان من حقها متهما من جديد الاوروبيين بالتحرك لمصلحتهم فقط، بل لمصلحة الولايات المتحدة. وقال بوتين في تصريحات نقلها تلفزيون فيستي-24 "مهما حصل ومهما قيل، الحقيقة الى جانبنا. نحن نتصرف بطريقة اخلاقية تماما وبما يتفق مع القانون الدولي الساري". واضاف "سبق ان قلت انه اذا كانت دول اوروبية ترغب في ان تخدم سياسات غيرها الخارجية، فلتفعل، لا نستطيع منعها"، متهما اياها ضمنا بالعمل لمصلحة الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يسعى فيه الاوروبيون الى الاتفاق على بيان قوي وموحد بشأن الازمة الجورجية خلال قمتهم الاثنين، مع بوادر ظهور انقسام بين "المتشددين" اي دول الكتلة السوفياتية السابقة والسويد من جهة، ودول "اوروبا القديمة" اي فرنسا والمانيا وايطاليا ودول البنيلوكس الاكثر اعتدالا من جهة اخرى.

وهكذا، حذرت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها غوردون براون من ان الاتحاد الاوروبي "قد يعيد النظر كليا في علاقاته مع روسيا في ضوء تصرفاتها".

من جهتها، لمحت الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحاد الى ان العقوبات ليست مطروحة حاليا على جدول اعمال القمة.

ولا تزال جورجيا تعول على "اجراءات مناسبة" حيال روسيا كما قال نائب وزيرة الخارجية غريغول فاشادزه الاحد للصحافيين.

واعتبر ان "عقد قمة استثنائية يعد في ذاته اشارة هائلة"، مضيفا "اعتقد ان الاجراءات التي ستتخذ ستكون على مستوى الوضع في جورجيا".

من جانبها، نبهت وزيرة الخارجية ايكا تكيشيلاشفيلي الاحد في اسطنبول الى ان الهجوم الروسي على جورجيا يمكن ان يتكرر في القوقاز، لا سيما في اوكرانيا، مستبعدة حوارا مع روسيا في المدى القصير.

وصرحت الوزيرة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي علي باباجان ان "العدوان العسكري الروسي الذي استهدف دولة جورجيا الصغيرة يمكن ان يتكرر في بلد اخر في المنطقة مثل اوكرانيا".

واضافت تكيشيلاشفيلي في اول زيارة عمل لها الى تركيا "ما دامت روسيا الاتحادية لم تخرج من جورجيا ولم تطبق اتفاق وقف اطلاق النار بالكامل، لا تستطيع بلادي الدخول في حوار معها".

وكانت تبيليسي قد دعت في وقت سابق اوروبا الى فرض عقوبات على "النخبة السياسية" الروسية.

ورأى المحلل الجورجي المستقل غيورغي خوتسيشفيلي ان "لهذا الاسبوع وخصوصا قمة الاتحاد الاوروبي اهمية حاسمة بالنسبة الى جورجيا"، مضيفا "سنفهم ما اذا كان العالم موحد الموقف في التصدي للاعمال الروسية في جورجيا".

وتتبادل روسيا وجورجيا الاتهامات بالتسبب في النزاع بينهما الذي انتهى بهجوم روسي واسع النطاق في 8 اب/اغسطس على القوات الجورجية بعد محاولتها استعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية.

وسحبت موسكو الجزء الاكبر من قواتها بعد اتفاق لوقف اطلاق النار، لكنها ابقت مواقعها المتقدمة في الاراضي الجورجية في "منطقة عازلة" لم تحدد حدودها وتعددت التفسيرات في شأنها.

ساركوزي يطلب من رئيس الوزراء البولندي عدم المطالبة بمعاقبة روسيا

الى ذلك، طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاحد من رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ان يدعم الموقف الفرنسي خلال قمة الاتحاد الاوروبي الاثنين والا يطالب بفرض عقوبات على روسيا، بحسب المكتب الاعلامي للحكومة البولندية.

وقال ياسيك فيليبوفيتش مدير المكتب الاعلامي بحسب ما نقلت عنه وكالة "بي ايه بي" انه خلال محادثة هاتفية، اوضح تاسك لساركوزي الذي يترأس الاتحاد الاوروبي ان بولندا ستطرح اساسا في القمة القضايا المتصلة بالشراكة مع الشرق، اي المبادرة البولندية السويدية لتعزيز العلاقات مع دول عدة في شرق الاتحاد الاوروبي بينها جورجيا واوكرانيا. واضاف فيليبوفيتش ان رئيس الوزراء البولندي يأمل ايضا خلال القمة مناقشة موضوع امن الطاقة في الاتحاد الاوروبي.

وسيمثل بولندا في القمة الاوروبية رئيس وزرائها اضافة الى رئيسها ليخ كاتشينسكي. واثارت بولندا، حليفة جورجيا، فرض عقوبات على روسيا في بداية الازمة، لكنها فضلت مذذاك تبني موقف مشترك للاتحاد الاوروبي حيال موسكو.

واجرى رئيس الوزراء والرئيس البولندي السبت محادثات هاتفية مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والقادة الاوكرانيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف