أخبار

عشية انعقاد قمة بروكسل حول أزمة القوقاز: اتصالات هاتفية مكثفة لتوحيد المواقف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد مسعاد من برلين: انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي الاستثنائية ببروكسل للتدوال في الأزمة القوقازية، لا يوحي حسب المراقبين الدوليين بقدرة الدول الأعضاء في الاتحاد بالخروج بموقف موحد تجاه هذه الأزمة التي تفجرت جراء التدخل الروسي وضرب جورجيا حليفة الولايات المتحدة والغرب والساعية مع أوكرانيا للدخول إلى الإتحاد الأوروبي وحلف شمالي الأطلسي الأمر الذي تعارضه روسيا بشدة منعا لوصول الحلف إلى حدودها. هذه الأزمة ومحاولة احتوائها فتحت المجال يوم أمس لمحادثات هاتفية ماراطونية بين زعماء الدول الأوروبية لتوحيد الرؤى و المواقف.

على الرغم من المحادثات الهاتفية الماراتونية بين زعماء الدول الأوروبية يوم أمس قبل القمة الاستثنائية للاتحاد الاوروبى بشأن ازمة القوقاز، فانه لم يظهر بعد أي مؤشر لتقريب وجهات النظر بين الأعضاء ال 27 للاتحاد. هذه المحادثات التي أطلقت عليها وسائل الاعلام الألمانية "ديبلوماسية الهاتف"، حيث حث وزير الخاجية الألماني فرانك شتاين ماير في مكالمة تليفونية مع نظيره الروسي سيرغاي لاوغوف، جميع الأطراف بالتوقف عن تسخين أجواء التوثر.

و أعتبر في كلمته أمام المؤتمر الجهوي للحزب الاشتراكي الألماني في منطقة كونيكسه فوستهاوزن، أن الاجراء غير المسؤول لجورجيا، وردة الفعل المبالغ فيها لروسيا عرضتا مجموع البنية الأمنية الأوروبية للخطر. وفي تصريح له لصحيفة الألغماين تسايتونغ الصادرة يوم الأحد صرح رئيس الديبلوماسية الألمانية قائلا:" نحن في حاجة قوية لدور أوروبي فاعل من أجل الرجوع إلى لغة العقل و المسؤولية". وارتباطا بالموضوع نفسه اتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و الرئيس البولوني ليش كازينسكي في اتصال هاتفي على توحيد موقف بلديهما خلال القمة الاستثنائية التي ستعقد اليوم في بروكسيل. وهكذا ففي الوقت الذي اكتفى فيه متحدث باسم الحكومة الألمانية بتأكيد المحادثات دون الافصاح عن مضمونها، صرحت مصادر ووفقا لمعلومات صادرة من الرئاسة البولنديه، بكون البلدين أتفقا على تأييد خطة الست نقاط التي سبق أن أقرها الاتحاد الاوروبي. و حسب المصادر نفسها فإن ميركل و كازينسكي يعتزمان التنديد باعتراف روسيا باستقلال كل من أبخازيا واوسيتيا الجنوبيه، وفي الآن نفسه يريان ضرورة ارسال بعثة انسانية إلى جورجيا.

وفي سياق آخر طالب رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون في تصريح لصحيفة لـ " دي أوبسيرفه""The Observer" بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي نظرا لموقف روسيا في الصراع الجورجي، اعادة النظر بشكل جدري في علاقته مع هذه الأخيرة. أما الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي و الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي نيكولا ساركوزي فأشارت إلى الأمر يتعلق بشكل أساسي بمستقبل روسيا السياسي، حيث صرح قائلا:" إن مصلحة روسيا المتمثلة فى التفاهم والتعاون المبنية على الاحترام مع بقية أوروبا هي قاب قوسين أو أدنى". الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مرة اخرى لرفض الاتهامات الموجهة ضد بلاده. إذ صرح للقناة التلفزية " westi " قائلا :" إننا على صواب، ونحن نتحرك وفق القانون الدولي". واتهم الغرب ببذل جهود طفيفة لازالة أسباب التوثر. بخلاف نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف الذي اعتبر ان الاتحاد الاوروبي منقسم بشأن مسألة العقوبات الممكنة ضد موسكو. وأضاف قائلا: " منذ مدة لا تريد جميع دول الاتحاد الاوروبي معاقبة روسيا على العدوان المزعوم ضد جورجيا" وهو التصريح الذي نقلته عنه وكالة ايتار - تاس.

ودائما في اطار الاتصالات الهاتفية أجرى الرئيس ديمتري ميدفيدفيش اتصالا مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني. حيث أكد فيه الرئيس الروسي مرة اخرى دفاع بلاده عن مصالح مواطنيه في اوسيتيا الجنوبيه. غير أنه أوضح مرة اخرى انه لا يريد عزل روسيا. وفي السياق ذاته دعا وزير الخارجية لافروف في تصريح لـ "handelsblatt" الألمانية الى ضرورةالاسراع للتغلب على الازمة. وأظاف أن روسيا ستنفذ جميع الاتفاقات بالشكل الذي تم الاتفاق عليه ضمن خطة ساركوزي و ميدفيدفيش.

ويذكر أن نحو 1000 جندي روسي ، وفقا لتصريحات السلطات الجورجية، أنهم يحتلون 23 نقطة في المناطق العازلة حول ابخازيا واوسيتيا الجنوبيه. وفي هذا الصدد طالبت وزيرة الخارجية الجورجية إيكا تكيشلشفيلي بضروة اتخاذ الاتحاد الأوروبي لموقف موحد تجاه روسيا. وهذا من شأنه أن يكون حاسما لضمان حل النزاع حول المناطق الانفصاليه في ابخازيا واوسيتيا الجنوبيه، فضلا عن الحد من المطالبات المحتملة لموسكو.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف