قمة أوروبية وسكاشفيلي يطالب الإتحاد بدعم بلاده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تبليسي، وكالات: حث الرئيس الجورجي ميخائيل سيكاشفيلي القادة الأوروبيين الذين سيجتمعون اليوم الإثنين في قمة خاصة في بروكسل ألا ينسحبوا من مواجهة روسيا. وقال في خطاب نقله الموقع الرسمي للرئاسة إن بلاده تعول على دعم الإتحاد الأوروبي لها في الازمة الناشبة بينها وبين روسيا، مضيفاً "اتوقع ان تدعم اوروبا سيادة ووحدة اراضينا وان تقول انها لن تعترف ابدا بهذه الاعمال غير المشروعة". واضاف "لا اعلم تماما ماذا سيجري في بروكسل غدا ولكن اعلم انها بداية عملية كبيرة".
في هذه الأثناء قال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إن قراره الإعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا غير قابل للإلغاء. وقبيل انعقاد القمة الأوروبية الخاصة حول جورجيا التي تفتتح صباح الاثنين، حذر ميدفيديف من أن بلاده مستعدة للرد على أي عقوبات قد يفرضها الاتحاد الأوروبي. من جانبه أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاحد أن بلاده ستعلق بعض التزاماتها في اطار عملية انضمامها الى منظمة التجارة العالمية في مجالي الزراعة والتجميع الصناعي.
وبعد الهجوم الذي شنته موسكو في 8 اب/اغسطس لصد محاولة تبيليسي استعادة السيطرة بالقوة على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية "لعب الاتحاد الاوروبي دورا اساسيا من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار" كما ذكر ساركوزي الذي فاوض حول خطة سلام من ست نقاط. ويطالب الاتحاد الاوروبي بان يتم تطبيق هذه الخطة بالكامل ما يعني وضع آلية اشراف دولية حول اوسيتيا الجنوبية واطلاق محادثات دولية حول جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين.
غاز ونفط ولحوم
وحول فرض عقوبات اقتصادية محتملة على روسيا، قال المبعوث الروسي إلى المملكة المتحدة يوري ميدوتوف إن اية عقوبات قد يقرر الاتحاد الاوروبي فرضها على بلاده ستؤذي اوروبا اكثر مما ستؤثر على موسكو. وأضاف أن روسيا "لا تنوي تصعيد هذه المواجهة، ... ولكن لو رغب شركاؤنا في سلوك سبيل آخر، فروسيا سترد بالتأكيد."
الا ان السفير الروسي لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيزوف قال في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للانباء إن موسكو لا تنوي استخدام الطاقة كسلاح سياسي، مضيفاً أن احتمال فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على بلاده "ضعيف للغاية." يذكر أن الاتحاد الاوروبي يستورد زهاء ربع احتياجاته من الغاز الطبيعي من روسيا، كما يستورد منها كميات كبيرة من النفط.
وكان بوتين اعلن الاسبوع الماضي أن روسيا تنوي الانسحاب من بعض الاتفاقيات التي تم التفاوض بشأنها في اطار مشروع الانضمام إلى منظمة التجارة، وكان أول مؤشر في هذا الاطار اعلان موسكو الاربعاء انها ستقلص بشكل كبير وارداتها من لحوم الخنزير والدواجن.
خلافات أوروبية
واختلفت المواقف الألمانية والبريطانية حول الخطوات الواجب اتخاذها من قبل الاتحاد الأوروبي؛ فبينما حذرت برلين من التصعيد، دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في مقال صحفي إلى مراجعة شاملة للعلاقات مع موسكو لمنع "العدوان الروسي".
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير في مقابلة اجرتها معه صحيفة (فرانكفورتر الجماينه) الالمانية إن على الاتحاد الاوربي الاضطلاع بدور قوي للحيلولة دون تدهور الموقف. وكان شتاينماير قد رفض فكرة فرض عقوبات على روسيا متسائلا: "هل يمكن لاحد ان يشرح لي ماهية هذه العقوبات التي يمكن لنا ان نفرضها على الروس؟"
واسترسل قائلا: "في موقف سياسي خطير كهذا، من الضروري التحلي بالواقعية، فروسيا ستظل جارة لنا ابد الدهر، ومن مصلحتنا استئناف علاقات طبيعية معها." لكن براون قال في مقاله الذي نشرته صحيفة الاوبزيرفير إن على الإتحاد الأوروبي والناتو مراجعة علاقاتهم مع روسيا. كما دعا القمة الاوروبية الطارئة لمناقشة موضوع الطاقة في اوروبا، مضيفاً "علينا الاسراع في بناء علاقات اوثق مع المنتجين الآخرين للنفط والغاز."
في هذه الأثناء طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الا يطالب بفرض عقوبات على روسيا خلال قمة الاتحاد الأوروبي الاثنين. وقال وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير في تصريحات لبي بي سي إن باريس لا تؤيد فرض عقوبات على روسيا، لكن يجب أخذ آراء كل أعضاء الاتحاد الاوروبي بعين الاعتبار. وأضاف كوشنير: "إن الوضع دقيق للغاية، وعلينا ان نكون حازمين في الدفاع عن سيادة جورجيا."
وقال مدير المكتب الاعلامي للحكومة البولندية إن تاسك أوضح لساركوزي الذي تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حالياً إن بولندا ستطرح أساساً في القمة القضايا المتصلة بالشراكة مع الشرق، اي المبادرة البولندية السويدية لتعزيز العلاقات مع عدة دول في شرق الاتحاد الاوروبي بينها جورجيا واوكرانيا. وطالبت بولندا حليفة جورجيا بفرض عقوبات على روسيا في بداية الازمة، لكنها تراجعت عن مطالبتها وفضلت تبني موقف مشترك للاتحاد الاوروبي حيال موسكو.
من جانبه اقترح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ان يعقد الاتحاد الاوروبي قمة مع دول اوروبا الشرقية لمحاولة ايجاد تسوية للنزاع الجورجي. وكانت السويد قد أدانت روسيا منذ بداية النزاع في جورجيا، واعتبر بيلت الثلاثاء ان القرار الروسي الاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية "انتهاكاً واضحاً ومتعمداً للقانون الدولي".
وعود روسية
من جانبه تعهد الرئيس الروسي ميدفيديف في كلمة متلفزة بتقديم دعم مالي وعسكري لاقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية المطالبين بالانفصال. وأضاف ميدفيديف في كلمته التي بثتها القنوات الروسية "نحن لا نحبذ العقوبات، ولا نلجأ إليها إلا في الظروف القصوى، لكن إذا كانت ضرورية يمكننا أن نمرر قانوناً بهذا الشأن" وينوي مواطنون جورجيون تنظيم مظاهرات في تبليسي وعواصم اوروبية أخرى بالتزامن مع افتتاح القمة الأوروبية الخاصة.
الغارديان
وحول الأزمة بين روسيا وجورجيا تحدثت صحيفة الغارديان عن الانقسام في صفوف الاتحاد الأوروبي حول هذه القضية. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اتخذ موقفا متشددا حيث حذر بأن عضوية روسيا في مجموعة الثمانية باتت على المحك وهو أمر ايدته ألمانيا.
غير أن فرنسا منزعجة من أن يؤدي أي إجراء عنيف تتفق عليها القمة الأوروبية التي ستعقد في وقت لاحق إلى إثارة رد فعل انتقامي من الجانب الروسي مما يقلل فرص باريس في لعب دور وسيط السلام.
وقالت الصحيفة إنه من الأرجح أن تقرر القمة الاعلان عن دعم قوي لجورجيا بدلا من اتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا. وفي هذا الاطار ستتعهد القمة بالقيام بجهود إعادة الاعمار في جورجيا، وتوثيق العلاقات التجارية معها، والتعهد بدعم وحدة الأراضي الجورجية، وتيسيير إجراءات دخول رعايا جورجيا إلى دول الاتحاد.