أخبار

نانسي بيلوسي تقوم بزيارة تاريخية إلى هيروشيما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طوكيو: تقوم رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الثلاثاء بزيارة تاريخية الى هيروشيما بعد 63 عاما من القصف الأميركي بالقنبلة الذرية لهذه المدينة اليابانية الذي ما زالت تنقسم بشأنها الاراء والمؤرخون. وبيلوسي التي تعتبر الشخصية الثالثة في الولايات المتحدة، هي اعلى مسؤول اميركي يزور هيروشيما (غرب) التي لم يأت اليها اي رئيس او نائب رئيس اميركي لالقاء تحية على ضحايا اول هجوم ذري في التاريخ.

صحيح ان الرئيسين الاسبقين الديمقراطي جيمي كارتر والجمهوري ريتشارد نيكسون زارا النصب التذكاري من اجل السلام في هيروشيما لكن بصفة شخصية وفي فترة لم يكونا فيها في مهامهما في البيت الابيض. وتتوجه رئيسة مجلس النواب الاميركي الديمقراطية بيلوسي الى هيروشيما لاجتماع رؤساء برلمانات الدول الصناعية في مجموعة الثماني التي تضم الى الولايات المتحدة واليابان، المانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا وروسيا. ومن المرتقب وضع باقة من الزهر عند النصب التذكاري واجراء مناقشة حول نزع السلاح.

في السادس من اب/اغسطس 1945 القت الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما قنبلة ذرية ادت الى مقتل 140 الف شخص، توفوا على الفور بسبب وهج الحرارة او قوة الانفجار، او في الاشهر التالية ضحايا عواقب الاشعاعات. ثم القت الولايات المتحدة في التاسع من اب/اغسطس 1945 قنبلة ذرية ثانية على مدينة نغازاكي (جنوب غرب) اسفرت عن سقوط 70 الف قتيل. واستسلمت اليابان في 15 اب/اغسطس لتضع حدا بذلك للحرب العالمية الثانية، لكن صوابية قرار القصف بالقنبلة الذرية ما زالت تثير الجدل.

ففي الولايات المتحدة ما زال المحاربون السابقون الذين شاركوا في الحرب العالمية يدافعون عن القاء القنبلتين اقتناعا منهم بان ذلك جنب الجيش الاميركي عملية انزال دامية في الارخبيل الياباني. لكن الحركات المؤيدة للسلام واليسارية تنتقد القصف وتعتبره خسارة مريعة للارواح البشرية.

وعبرت بوني اورفر المشاركة في ادارة الجمعية الاميركية المناهضة للسلاح النووي نيوكووتش عن ارتياحها ل"هذه الزيارة لمسؤولة رفيعة المستوى الى موقع ذري لا يمكن الا ان تحسن معرفة الناس بفظاعة القنابل والقوة النووية". وتوقعت ان "ينتقد الصقور في الحكومة الاميركية السيدة بيلوسي فيما سيصفق لها الحمائم".

في المقابل لا تثير المسالة اي جدال في اليابان حيث يعتبر القوميون وكذلك دعاة السلام، وان اختلفت الاسباب، الهجومين النوويين غلطة لا تغتفر. وقد اضطر وزير الدفاع الياباني العام الماضي الى الاستقالة بعد ان اعلن ان القصف النووي كان لا بد منه لانهاء الحرب.

الى ذلك ما زال المؤرخون ايضا منقسمين بشأن هذه المسالة. فبعضهم يعتبر ان قصف هيروشيما ونغازاكي كان "شرا لا بد منه" لوقف السلطات اليابانية التي كانت مصصمة على الحرب حتى النهاية. ويرون ان استمرار تلك الحرب كان سيعني مزيدا من اراقة الدماء.

في المقابل يرى باحثون اخرون ان معسكر "الواقعيين" كان يحقق مكاسب على الارض داخل الحكم في طوكيو كما كان يسعى الى التفاوض بشأن شروط استسلام اليابان. ويؤكدون ان الحكومة الاميركية لم تصغ الى تلك الدعوات قبل استخدام القنبلة الذرية، وان واشنطن ارادت تجربة سلاحها الجديد والتأثير على الاتحاد السوفياتي في عهد ستالين في ظرف كان ينذر بالحرب الباردة.

وقد رحبت صحيفة اساهي شيمبون (اليسار-الوسط) بزيارة بيلوسي الى هيروشيما واعتبرتها "مهمة جدا" نظرا الى "الاختلاف الكبير في الموقف بين اليابان والولايات المتحدة" بشن الهجومين النوويين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف