موسكو تدعو لحظر على جورجيا وأوروبا تضغط عليها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القمة الاوروبية الاستثنائية حول جورجيا تبدأ أعمالها
دبي: مع تزايد المطالب باتخاذ أوروبا المنقسمة لموقف صارم تجاه روسيا جراء غزوها العسكري لجورجيا وعقد قادة الاتحاد الأوروبي لقمة الاثنين الطارئة لمناقشة أزمة القوقاز، اتهمت روسيا "سفنا أجنبية" بتزويد جورجيا بالأسلحة، مهددة بأنّ الغرب سيقترف "تاريخيا" إذا استمر في دعم نظام تبليسي، وذلك في بيانين أصدرهما كل من وزير الخارجية الروسي والمتحدث باسمه. وجاء البيانان في نفس اليوم الذي يعقد فيه الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسيل لمناقشة الوضع في القوقاز.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن بيان لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله "إذا ارتأت الولايات المتحدة وحلفاؤها دعم نظام (الرئيس الجورجي) سكاشفيلي الذي لم يعتبر بأي درس، فإنها تقوم بخطأ تاريخي." ودعا الوزير إلى فرض حصار تمنع بموجبه جورجيا من الحصول على السلاح حتى سقوط نظام سكاشفيلي.
"وإلى أن يتحقق ذلك" ستستمر روسيا في اتخاذ إجراءات ضدّ إدارة سكاشفيلي "من أجل التأكد من أنّ ذلك النظام لن يقوم بأي شرّ مجددا." ولاحقا، قال المتحدث باسم لافروف إنّ سفنا أجنبية نقلت مساعدات لجورجيا الشهر الماضي، زودتها أيضا بأسلحة "من أجل إعادة بناء الجيش الجورجي حتى يستطيع لاحقا استخدامها ضدّ أوسيتيا الجنوبية." ولم يسمّ المتحدث أي دولة غير أنّ سفنا أميركية تولت نقل مساعدات لحليفة واشنطن، جورجيا، بعد نزاع الشهر الماضي.
قمّة أوروبية
وفي القمة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد والذي قاد جهود الوساطة بين موسكو وتبليسي، وهي الأولى التي يعقدها التكتل الأوربي منذ فبراير/شباط عام 2003 لمناقشة حرب العراق، تجددت الضغوط على موسكو.
وأعلن ساركوزي أنّ الاتحاد الأوروبي سيرجئ محادثات مع روسيا مقررة للشهر الحالي ذات صبغة سياسية واقتصادية، إلا إذا سحبت روسيا قواتها من مواقع تتمركز فيها داخل جورجيا، مثلما ينصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أنّ الاتحاد الأوروبي سيراجع شراكته مع روسيا إذا لم يتمّ احترام الاتفاق، موضحا أنه ينوي زيارة موسكو في الثامن من هذا الشهر لعقد محادثات مع القيادة الروسية. وتبنى رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، موقفاً متشدداً الأحد، لمح خلاله لإمكانية تجميد عضوية روسيا في مجموعة الثماني، التي تضم أكبر ثمانية دول صناعية في العالم، كما أوردت "الغارديان" البريطانية.
وتبدي الحكومة الفرنسية قلقها من أن يؤدي اتخاذ قادة دول التكتل الـ27 إلى موقف أوروبي صارم، إلى رد فعل ثأري روسي، الأمر الذي قد يقوض فرص لعبها دور صانع السلام، بحسب الصحيفة. ومن جانبها، لم تبد حكومة الكرملين أي تراجع في مواقفها، حيث أعلن الرئيس ديمتري ميديفديف الأحد أن روسيا ستوقع اتفاقية لتقديم مساعدات عسكرية إلى إقليمي جورجيا الإنفصاليين: "أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية."
وتحدى رئيس الحكومة الروسي، فلاديمير بوتين، أوروبا الأحد، مطالباً إياها اتخاذ الخطوة الأولى، وأضاف قائلاً خلال مقابلة تلفزيوينة: إذا أرادت أي من الدول الأوروبية خدمة المصالح السياسية الضيقة لشخص ما، لهم ذلك، ولن نستطيع إيقافهم." وتابع: "لكنني أعتقد.. وكما يُقال في هذه الأحوال.. عليهم العودة إلى الرقم واحد"، وفق "الغارديان."
وأوردت وكالة "نوفوستي" الروسية عن بوتين أثناء حديثه إلى قناة ARD في التلفزيون الألماني أنه لا ينتظر أن يفرض الاتحاد الأوروبي أية عقوبات على روسيا، مؤكدا أن روسيا تسعى للعلاقات الاقتصادية الطبيعية مع جميع شركائها وخاصة الشركاء الأوروبيين.
وحذر بوتين الأوروبيين من مغبة السير في ركاب الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أنه إذا استمرت البلدان الأوروبية في الخط السياسي هذا فسوف تضطر روسيا إلى محادثة واشنطن لا العواصم الأوروبية حول الشؤون الأوروبية، وفق الوكالة الروسية. ويستبعد المراقبون أن تخرج القمة الاستثنائية الأوروبية، التي ستستغرق ثلاث ساعات، بأي قرارات راديكلية حول العلاقات الأوروبية-الروسية، ولن يتمخض عنها سوى إجازة العقوبات الدبلوماسية المؤقتة مثل اجتماع مجموعة الثماني دون روسيا، أو تعليق المباحثات بين بروكسل وموسكو حول المعاهدة الإستراتيجية البعيدة الأمد الجديدة.
وتدعو بريطانيا، المقربة من الدول الإشتراكية السابقة في البلطيق ووسط أوروبا، لاتخاذ تدابير صارمة ضد روسيا، وسط معارضة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وسيطالب القادة الأوروبيون موسكو باحترام وحدة الأراضي الجورجية، في رد على اعتراف روسيا باستقلال الإقليمين الانفصاليين.