أخبار

أميركا لم تتخذ قراراً بعد بشان العقوبات على روسيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: قالت الولايات المتحدة انها تعمل على الانتهاء من مراجعة علاقاتها مع روسيا بسبب النزاع في جورجيا، مشيرة انه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشان فرض عقوبات على روسيا من عدمه. وردا على سؤال حول ما نقل عن احد مساعدي الكرملين بان فرض عقوبات اميركية على روسيا غير مطروح على الطاولة، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو "لا اقترح التعويل كثيرا على ما يقوله الكرملين فيما يتعلق بما هو مطروح او غير مطروح".

واضافت "ولكن ذلك لا يعني ان هناك امر مطروح او مستبعد. نحن لا نزال نواصل عملية" المراجعة. وتابعت "نحن نحاول الانتهاء من المراجعة والتوصل الى رد فعل، ولكن ما نحاول فعله كذلك هو العمل عن كثب مع شركائنا الاوروبيين".

وفيما يتعلق بزيارة نائب الرئيس ديك تشيني الى جورجيا، قالت "ان رسالته ستكون واضحة وهي اننا ندعم وحدة الاراضي الجورجية وسيادة واستقلال جورجيا، ولنا مصلحة ملزمة في امن ورفاه هذه المنطقة من العالم". الا انها قالت ان تشيني الذي يزور اذربيجان وجورجيا واكرانيا وايطاليا، لن يعلن عن نتائج المراجعة.

موسكو تعتبر انها انتصرت بعد قمة الاتحاد الاوروبي

الى ذلك اعتبرت روسيا انها حققت انتصارا بعد امتناع القادة الاوروبيين في قمتهم الطارئة التي عقدوها الاثنين في بروكسل عن فرض عقوبات عليها. وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في تعليق على مقررات القمة الاوروبية "الحمد لله، لقد انتصر الحس السليم. لا نرى اي خلاصة او اقتراح متطرف وهذا امر جيد جدا".

من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "المهم" هو ان الدول التي تطالب بفرض عقوبات على روسيا "وجدت نفسها اقلية". واضافت الوزارة ان "غالبية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي برهنت عن مقاربة مسؤولة واكدت على سياسة شراكة مع روسيا". وتابعت الوزارة انه "في ما يتعلق بنتائج قمة الاتحاد الاوروبي، فان نية تعليق المفاوضات حول اتفاق شراكة جديد تدعو الى الاسف، بالرغم من اعتياد موسكو في السنتين الاخيرتين على عراقيل مصطنعة" في تلك المفاوضات.

وكان قادة دول الاتحاد الاوروبي ال27 قرروا في قمتهم الطارئة التي عقدت الاثنين في بروكسل تجميد المفاوضات الجارية بشان شراكة معززة مع موسكو الى ان تنسحب القوات الروسية المنتشرة في جورجيا الى مواقعها السابقة لاندلاع النزاع. وبالمقابل رحب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بهذا القرار معتبرا اياه "خطوة بالغة الاهمية". وقال ساكاشفيلي في حديث لشبكة تلفزيون فرانس 24 ان "اوروبا تحركت بسرعة كبيرة" واعتمدت "لهجة غير معتادة في حزمها، واعتقد ان ذلك خطوة بالغة الاهمية".

وتؤكد روسيا ان قواتها انسحبت من المواقع التي احتلتها في جورجيا بعد اندلاع النزاع ليل السابع الى الثامن من آب/اغسطس. وهي تجزم ان الجنود الروس، الموجودين حاليا في المناطق المحيطة بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عن جورجيا، لا ينتهكون اتفاق النقاط الست لوقف اطلاق النار الذي توسط في ابرامه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وفي قمتهم الطارئة جدد القادة الاوروبيون ادانتهم ل"رد الفعل غير المتكافىء لروسيا" على جورجيا وكذلك قرار موسكو "غير المقبول" بالاعتراف باستقلال جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا عن جورجيا. من ناحيته اسف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لكون الاتحاد الاوروبي "لم يفهم تماما" دوافع الهجوم الروسي المضاد على جورجيا والاعتراف (باستقلال جمهوريتي) اوسيتيا الجنوبية وابخازيا".

واضاف "هذا محزن، لكنه ليس ضربة قوية، لأن كل شيء يتغير في هذا العالم"، مؤكدا ان عزل روسيا هو "في الواقع مستحيل". من جهة اخرى اشارت الخارجية الروسية الى انه "لا يمكنها "ان تقبل عددا من العناصر (الواردة في اعلان القمة الختامي) والتي تشكل انحيازا ضد روسيا"، مضيفة ان الشراكة بين روسيا والاتحاد الاوروبي "ينبغي الا تكون رهينة اختلافات في الرأي حول هذه القضية او تلك".

وتابعت ان "تعاوننا مفيد للطرفين وفوائده مهمة الى درجة ان تهديدها يعتبر ضربا من التهور" موضحة انها مستعدة "لمواصلة الحوار". ومن جهته اعتبر سفير روسيا لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيجوف ان الاتحاد الاوروبي "يعاقب نفسه" بقراره تعليق مفاوضاته مع روسيا حول شراكة معززة بينهما. وقال "لن نضخم الموضوع. لسنا اكثر من الاتحاد الاوروبي حاجة الى هذه المفاوضات والى معاهدة (الشراكة) هذه".

من جهتها رحبت الصحافة الروسية الثلاثاء ب"نجاح" الدبلوماسية الروسية، معتبرة ان تعليق المفاوضات الروسية الاوروبية هو اهون الشرور. وقال المحلل السياسي ايفغني فولك من مؤسسة هريتادج الاميركية المحافظة ان قرار الاتحاد الاوروبي "رمزي" بحت و"يعكس اعتماد اوروبا على موارد الطاقة الروسية".

وبدأت المفاوضات حول شراكة استراتيجية مع موسكو في تموز/يوليو بعد تعليقها من طرف موسكو اشهرا بسبب فرضها حظرا على المنتجات الزراعية البولندية، وكان يفترض استئنافها في 15 ايلول/سبتمبر في بروكسل. وكان ينتظر ان يعزز اتفاق الشراكة الجديد العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، لا سيما في قطاع الطاقة، بعد اتفاق اول بينهما العام 1997.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف