مذكرة تفاهم تفتح الطريق امام علاقات استراتيجية بين دول الخليج وتركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جدة: وقعت تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ليل الثلاثاء في مدينة جدة (غرب) مذكرة تفاهم يريدها الطرفان بابا لعلاقات استراتيجية سياسيا ودفاعيا واقتصاديا.
ووقع على المذكرة وزير الخارجية التركي علي باباجان والشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية قطر التي تراس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، والامين العام للمجلس عبد الرحمن العطية.
وتم التوقيع على مذكرة التفاهم على هامش اجتماع وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي الست والذي شارك باباجان في جانب منه.
وفي افتتاح الاجتماع، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ان "توقيع المذكرة خطوة على طريق العلاقات الاستراتيجية وهي محورية بين دول مجلس التعاون وتركيا".
واضاف الشيخ حمد ان "المذكرة ستفتح افاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية" مؤكدا ان علاقات الخليج مع تركيا علاقات "محورية" وان الاجتماع مع وزير خارجية تركيا علي باباجان "خطوة في اطار الحوار الاستراتيجي".
من جهته، دعا باباجان الى تعاون "سياسي واقتصادي وعسكري وامني"، "لان تركيا تعطي اهمية لاستقرار دول الخليج"، وذلك بحسب الترجمة العربية لكلمة القاها بالتركية.
ودعا الوزير التركي الى "وضع الية للحوار لتطوير العلاقات الاستراتيجية" واقترح عقد اجتماع سنوي دوري بين وزراء خارجية دول الخليج (السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان) وتركيا.
وفي مؤتمر صحافي عقد بعيد التوقيع على المذكرة، قال رئيس وزراء قطر ان التقارب التركي الخليجي "ليس له علاقة بمسالة ميزان القوى في المنطقة" في اشارة الى تنامي النفوذ الايراني، واضاف انه ايضا "ليس لاثبات التوازن الاقليمي فالتعاون مع تركيا مهم ونتمنى ان نصل الى توقيع مثل هذه المذكرة مع ايران".
ومن المعروف ان نفوذ ايران الشيعية المتزايد في العراق ولبنان يشكل مصدر قلق لدول الخليج السنية، وكذلك سعي طهران من خلاله الى فرض نفسها قوة اقليمية ولا سيما في خضم مواجهتها مع الغرب حول برنامجها النووي المثير للجدل.
وردا على سؤال حول تاثير وجود علاقات بين تركيا واسرائيل والمناورات العسكرية المشتركة بينهما، قال الشيخ حمد في المؤتمر الصحافي ان "اي مناورات عسكرية تركية اسرائيلية لا نعتقد انها موجهة ضد المنطقة الخليجية".
كما اعتبر ان "علاقات تركيا مع اسرائيل ستكون مفيدة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط ونحن راينا الدور التركي في مفاوضات غير مباشرة بين سوريا واسرائيل".
من جهته، قال باباجان ان اجتماعا آخر بين وزراء الخارجية الخليجيين ووزير خارجية تركيا سيعقد في تركيا خلال الربيع المقبل.
وكان وزير خارجية تركيا اكد في تصريح مكتوب وزع على الصحافيين "اننا نولي اهمية كبيرة لامن واستقرار منطقة الخليج ونعتقد ان مجلس التعاون يتحمل مسؤولية هامة في تامين الامن والاستقرار في المنطقة وتركيا في مقدمة الدول التي قد تتاثر بشكل مباشر من اي حالة من عدم الاستقرار التي قد تحدث في المنطقة".
واعتبر الوزير التركي ان "الية الحوار السياسي المنظم الذي بدانا به اليوم ستساهم مساهمة كبيرة في تطوير العلاقات الاستراتيجية بين تركيا ودول مجلس التعاون".
وذكر ان الهدف من مذكرة التفاهم هو "الحوار الاستراتيجي وتطوير العلاقات الايجابية والتعاون البنيوي وتاسيس الية استشارية منتظمة وشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والامنية والثقافية".
وكان الامين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية ذكر الاحد ان المفاوضات الخليجية مع تركيا التي بدأت في 2005 بشأن التوصل الى اتفاقية لاقامة منطقة للتجارة الحرة "وصلت الى مرحلة متقدمة، ومذكرة التفاهم ستعمل على الانتهاء من هذه المفاوضات في القريب العاجل".
واكد العطية على اهمية الدور الاقليمي لتركيا في المنطقة وقال انه دور "يتميز بالتوازن والاعتدال".
وتابع وزراء الخارجية في مجلس التعاون ليل الثلاثاء الاربعاء اجتماعهم العادي.
وكان العطية افاد في وقت سابق ان وزراء خارجية الدول الخليجية الست سيبحثون خلال اجتماعهم في جدة "العلاقات الخليجية مع ايران على ضوء قرار طهران الاخير باقامة مكتبين حكوميين في جزيرة ابو موسى" التي احتلتها ايران عام 1971 وتتنازع عليها مع دولة الامارات.