ساركوزي في دمشق اليوم ..وقمة فرنسية تركية قطرية وسورية غدا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق،وكالات: تستقبل سوريا اليوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تعزيز لعودتها الى المجتمع الدولي تدعمها محادثات السلام التي تجريها مع اسرائيل ومساندتها للمصالحة في لبنان.ويأمل ساركوزي -وهو أول زعيم دولة غربي يقوم بزيارة رسمية لسوريا منذ ثلاث سنوات على الاقل- في أن يستغل الزيارة لتشجيع العلاقات الدبلوماسية السورية مع لبنان وليعرض على دمشق بديلا لتحالفها الوثيق مع ايران.
وقال مسؤول فرنسي مقرب من ساركوزي "من الواضح أن التحدث مع سوريا ... لا يضمن أن تنأى دمشق بنفسها عن طهران.. ونحن لا نطلب ذلك."وأضاف في تصريحات للصحفيين في باريس "اعتقادنا هو أنه بعرض خيار على سوريا.. يصبح الاختيار ممكنا ... اللحظة التي تستأنف فيها سوريا العلاقات من خلال فرنسا مع أوروبا وربما مع الغرب .. ونأمل مع بيئتها العربية .. عندها يمكننا تصور أن تصبح التحولات ممكنة."وقال ان ساركوزي سيطلب من الاسد أيضا استغلال تلك العلاقات مع طهران لحث ايران على التعاون مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي تقول الدول الغربية انه يمكن استخدامه لاكتساب اسلحة نووية بينما تقول ايران انه برنامج سلمي.
وساركوزي هول أول زعيم حكومة غربي يزور دمشق منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 .وكانت باريس قد علقت الاتصالات الدبلوماسية مع دمشق العام الماضي متهمة الحكومة السورية بتعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. وساعدت سوريا بعد ذلك في حل الازمة السياسية مما مهد الطريق أمام استنئاف الاتصالات مع فرنسا.
وتشير زيارة ساركوزي الى مزيد من الدفء في العلاقات بين البلدين في أعقاب زيارة قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لباريس في يوليو تموز قال خلالها ان بلاده مستعدة لاقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان.وتقول مصادر في دمشق ان سوريا قد تتوصل الى اتفاق لشراء طائرات ايرباص رغم العقوبات الاميركية على حكومة دمشق لكن المسؤول الفرنسي قال ان التوصل الى اتفاق في المحادثات بخصوص بيع طائرات للخطوط الجوية السورية الناقلة الرسمية في سوريا سيستغرق سنوات.
وقالت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال امس انها تجري محادثات لتمديد ترخيص بخصوص النفط في سوريا لكن المسؤول الفرنسي قال انه لن يتم توقيع اتفاقات تجارية كبرى خلال زيارة ساركوزي. وقال "هذه ليست زيارة اقتصادية."وفي مقابلة بثتها القناة الثالثة بالتلفزيون الفرنسي امس قال الاسد "هناك اليوم حقبة جديدة بين سوريا وفرنسا." غير أن باريس لاتزال تتوخى الحذر بشأن التقارب السياسي.وقال المسؤول الفرنسي "دخل الرئيس في هذا الحوار وهو شديد الانتباه. انه حوار من أجل الحصول على نتائج. اذا لم تكن هناك نتائج.. يتوقف الحوار. هذا ما حدث في 30 من ديسمبر (عندما علقت فرنسا الاتصالات رفيعة المستوى)."
قمة رباعية غدا
وسينضم ساركوزي والاسد أيضا الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني يوم الخميس لاجراء مباحثات بشأن لبنان وبشأن محادثات السلام التي تجريها سوريا بشكل غير مباشر مع اسرائيل.توسطت قطر في التوصل الى اتفاق في مايو ايار لحل الازمة السياسية في لبنان وتتوسط تركيا في محادثات السلام السورية مع اسرائيل.
وقالت سوريا واسرائيل أوائل العام الحالي انهما تجريان محادثات غير مباشرة بعد شهور من اغارة طائرات حربية اسرائيلية على هدف في شرق سوريا قالت الولايات المتحدة انه كان مفاعلا نوويا تحت الانشاء. غير أنه ثبت أن التوصل الى اتفاق صعب المنال.
وقال مسؤول سوري "يعلم الاسرائيليون أن السلام مع سوريا هو المفتاح لباقي العالم العربي." وأضاف أن سوريا لا تعتبر التوصل الى اتفاق مع اسرائيل أمرا مسلما به.وأشار المسؤول الى زيارة قام بها الاسد الى موسكو الشهر الماضي لبحث تطوير الجيش السوري.
وسيمثل الزعماء أيضا منظمات اقليمية مختلفة حيث تتولى فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ومدتها ستة أشهر بينما تتولى سوريا رئاسة جامعة الدول العربية في حين ترأس قطر حاليا مجلس التعاون الخليجي.
وقال المسؤول "سيجتمع هؤلاء الزعماء الاربعة في نهاية فترة اقامة الرئيس لمناقشة ما سأسميه القضايا الاقليمية ... السلام في الشرق الاوسط سواء في لبنان أو بين اسرائيل وسوريا."
واضاف أن فرنسا مهتمة بخطة أمنية تركية لمنطقة البحر الاسود حيث اشتبكت القوات الروسية والجورجية.
ومن المرجح أن يكون الاجتماع الرباعي قصيرا. ويشير جدول زيارة ساركوزي الى أن من المتوقع ان يستمر الاجتماع ساعة واحدة وأن مؤتمرا صحفيا سيعقد بعد ذلك.
المعتقلون
يُتوقع في دمشق للمطالبة التي دعت إليها 26 منظمة دولية الرئيس الفرنسي بطرح قضية المعتقلين السياسيين في سوريا أثناء لقائه بالرئيس السوري ان تبقى محصورة في الإعلام، وفي سجل البيانات. فالقمة الرباعية التي ستضم الرئيس السوري بشار الأسد ، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والتي ستشهدها سوريا غداً الخميس لديها عدة ملفات سياسية اولها المفاوضات السورية الاسرائيلية وليس اخرها الوضع في القوقاز وتطوراته وخصوصا بعد لقاء وزيرين من روسيا وتركيا على متن باخرة في البحر الاسود لتدخل تركيا الى ملف ازمة القوقاز.
باريس لا تبدو عابئة بحقوق الانسان في سوريا فوزير خارجيتها برنارد كوشينر اثناء زيارته دمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الاسد لم يشر الا الى التصريحات السورية بخصوص روسيا وجورجيا، مستغربا تأييد سورية للموقف الروسي ازاء جورجيا، ولم يناقش سوى الشان اللبناني والمخيمات الفلسطينية هناك خصوصا وضع ثلاث مخيمات منها، بحسب كوشينر، ولم يكن ملف حقوق الانسان على جدول الزيارة التي كانت تحضيرية لزيارة ساركوزي.
من جانبهم الحقوقيون السوريون لا يعولون على زيارة ساركوزي في هذا الملف ،ويعتبرون ان الحكومات الأوروبية أو الولايات المتحدة الاميركية لا تسيرها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بل تقودها المصالح الاقتصادية والسياسية، ويؤكدون ان حقوق الإنسان شماعة ترفعها متى تريد وتسكت عنها متى تحققت مصالحها ويشيرون ان عودة الانفتاح نحو سورية بسبب قناعة أصحاب القرار في العالم الغربي أنه لايمكن تجاهل دور سورية الإقليمي في المنطقة او انه يمكن كسب سوريا بعيدا عن ايران ، ويؤكدون ان أي انفراج في العلاقات السورية الغربية يكون دوما على حساب ملفات خارجية لا على حساب ملفات داخلية.
كما ان الانفراجة الداخلية التي راها ناشطون مؤخرا في الافراج عن عدد من المعتقلين السياسيين ومنهم حسن قاسم، محمود النجار، اسامة عاشور، غازي قدور، ومجموعة شباب كانوا قد اعتقلوا على خلفية سفرهم الى الاردن، سرعان ما تبعتها حملة اعتقالات في المحافظات السورية اسلاميين وناشطين لتبقى الامور غير واضحة في الانفراج او عدمه ولكن بالتاكيد الامر لايتعلق بزيارة الزائرين الاوروبيين.
والجدير ذكره ان ملف المعتقلين السياسيين تعتبره دمشق شانا داخليا وتؤكد لزائريها ان القضاء هو من سيقول كلمته بحق المعتقلين. وكانت 26 منظمة قالت في بيان لها إن السلطات السورية تستمر في اعتقال و محاكمة و حبس و مضايقة الصحفيين و المنشقين اللاجئين الى شبكة الانترنت و نشطاء حقوق الإنسان و كل من يتحدى سياسات الرئيس بشار الأسد و يطالب بالإصلاح الديمقراطي أو الحث على إحداث تغيير في العلاقات السورية اللبنانية.
و خاطبت ساركوزي بالقول "قبل لقاءكم بالرئيس بشار الأسد نود لفت نظر سيادتكم إلى العديد من يقبعون في السجون السورية من كتاب و صحفيين و مدونين و نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان و ذلك لممارستهم حقهم في التعبير عن رأيهم سلميا و مشاركتهم في الحركة المطالبة بالديمقراطية".
صحف دمشق تركز على أهمية القمة الفرنسية السورية لعملية السلام
أما الصحف السورية فقدعلى أهمية القمة الفرنسية السورية والقمة الرباعية لدفع المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بين سوريا واسرائيل. وكتبت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم "امام قمة دمشق الاربعاء الكثير مما تبحث فيه عدا العلاقات الثنائية (...) في المقدمة هو ذلك الدور الذي يمكن ان تساهم به فرنسا في اتفاق مستقبلي للسلام بين سوريا واسرائيل".
وشددت في افتتاحية كتبها رئيس التحرير الياس مراد على ان القمة الرباعية التي تعقد الخميس "سوف تكون لها ابعادها ونتائجها المتعددة" لافتة الى ان مواقع المشاركين فيها "تجعل اللقاء يتجاوز في نتائجه وابعاده حدود الاقليم وتاثيراته الى القضايا الدولية وقضايا الامن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وكتبت صحيفة "تشرين" الحكومية "نعلق امالا كبيرة على الاتحاد اوروبي وفي مقدمته فرنسا للعب دور فاعل في دفع العملية السلمية المجمدة منذ سنوات والعمل على تذليل العقبات التي تحول دون الوصول الى هذا السلام". واضافت في افتتاحية كتبها رئيس تحريرها عصام داري "النتائج ستكون ممتازة وايجابية تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات العربية-الاوروبية بشكل عام" ورات بان القمة الرباعية "ستضفي اهمية اضافية على التوجه السلمي الذي يمثله العرب وفرنسا والجيران التوقين للسلام".
وركزت صحيفة "الثورة" على القمة الرباعية وكتبت في افتتاحية رئيس تحريرها اسعد عبود انها "ستكون القمة السياسية الأهم في هذه المرحلة". وكتبت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة "سوريا تتطلع الى دور فرنسي يشجع على احلال السلام والاستقرار في المنطقة التي عانت كثيرا من الانفراد الدولي في شؤونها" معربة عن تفاؤلها "بمستقبل هذه العلاقات وان يكون لها انعكاسات ايجابية على المنطقة باسرها".