بالين تلقي أولى كلماتها وسط إحتدام الجدل حول ترشحها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سان بول (مينيسوتا)، وكالات: هيمنت ساره بالين التي رشحها جون مكين المرشح الجمهوري لإنتخابات الرئاسة الأميركية لتخوض معه السباق في منصب نائبة الرئيس في البطاقة الجمهورية على المؤتمر العام للحزب طوال ايام دون الحاجة إلى ظهورها علنا. ويوم الاربعاء تسرق بالين الاضواء بالقاء أول خطاب لها أمام المؤتمر المنعقد في سان بول لتعرف الناخبين الأميركيين بنفسها.
ومنذ أن أعلن مكين عن ترشيح بالين غير المعروفة نسبيا لمنصب نائبة الرئيس وجدت حاكمة الاسكا نفسها وسط عاصفة اعلامية فجرها الكشف عن حمل ابنتها المراهقة (17 عاما) التي لم تتزوج بعد ودورها في فصل مسؤول في الاسكا والتشكيك في خبرتها السياسية. وأعلن مكين سناتور اريزونا أن بالين سترشح رسميا يوم الاربعاء في المؤتمر العام للحزب الجمهوري لتخوض سباق البيت الأبيض معه ضد المرشح الديمقراطي باراك أوباما والمرشح لنائب الرئيس جو بايدن في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني القادم.
وقال فيرغوس كالين رئيس الحزب الجمهوري في نيوهامبشير "أحدثت أول انطباع على الجمهوريين في اوهايو يوم الجمعة حين قدمها مكين والآن ستترك أول انطباع على البلاد كلها." وابتعدت بالين التي اصبحت اول مرشحة لمنصب نائبة الرئيس الأميركي عن الاضواء لمدة يومين في مينيسوتا في الوقت الذي تكشفت فيه الانباء عن اسرتها وخبرتها السياسية. وهي تعد خطابها الذي تلقيه يوم الاربعاء مع مات سكالي المتخصص في كتابة الخطب والذي أعد لها خطابها في أوهايو.
وقال مسؤول في حملة مكين عن خطاب يوم الاربعاء "سنهزهم.. سنصدمهم.. في الواقع نستمتع حين يقلل الناس من شأننا." واعتراف بالين بأن ابنتها المراهقة التي لم تتزوج بعد حامل بالاضافة إلى خبر اخر عن أنها استأجرت محاميا خاصا في تحقيق في قضية أخلاقية في ألاسكا دفع البعض إلى طرح تساؤلات بشأن قدرة مكين على اصدار الاحكام وعن مدى التدقيق في تفاصيل حياة بالين غير المعروفة نسبيا عند اختيارها الاسبوع الماضي لخوض الانتخابات معه كنائبة للرئيس.
لكن مكين دافع عن حاكمة ولاية ألاسكا بينما اتهم مسؤولو حملته الانتخابية المرشح الديمقراطي بالتحامل على المرأة لتشكيكه في مستوى خبرتها. وجاءت تصريحات مكين يوم الثلاثاء بعد أن بدأ أخيرا مؤتمر الحزب الجمهوري الاستعداد للاعلان رسميا عن ترشيح مكين وبالين بعد تأجيل بسبب الاعصار جوستاف. وقال مكين إن بالين حاكمة ألاسكا أثارت حماسه وتوقع أن تلقى استقبالا حارا من مندوبي الحزب الجمهوري عندما تلقي كلمتها أمام المؤتمر يوم الاربعاء.
إحتدام الجدل حول بايلن
ومنذ ان اختار ماكين بايلن (44 عاما) مرشحته يدور جدل حام عبر المدونات الالكترونية وفي وسائل الاعلام، حول قدرتها على الاضطلاع بالدورين معا مع التساؤل "هي هي ام سيئة؟". فسارة بايلن حاكمة ولاية الاسكا (شمال غرب) هي ام لخمسة اولاد تتراوح اعمارهم بين اربعة اشهر وثمانية عشر عاما، ونجلها الاخير المصاب بمتلازمة داون (منغولي)، ولد في نيسان/ابريل.
في المقابل اعترفت هذه المسيحية المحافظة الاثنين بان ابنتها بريستول (17 عاما) حامل وانها ستحتفظ بالجنين وستتزوج اباه. كما اعلنت العائلة في الوقت الذي بدأ فيه مؤتمر الحزب الجمهوري في سانت بول (منيسوتا. شمال) ان الوالدين الشابين "سيحظيان بحب كامل افراد العائلة ودعمهم". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان خبر حمل بريستول بايلن "غذى جدلا حاميا اصلا على المدونات الالكترونية وفي الشارع بخصوص مسالة التوفيق بين تربية الاولاد والعمل".
وهذه الاراء التي يتم التعبير عنها في بعض الاحيان بدون اي محظور، تتشاطرها الاوساط المقربة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وقد اثار تقرير نشر على موقع لمجلة "ماذر جونز" التقدمية بعنوان "هل ستجري بايلن حملتها مع ممصة الحليب (للرضاعة)؟"، عشرات الردود المتحمسة من قبل مستخدمي الانترنت.
وبين قراء الموقع ايد البعض ذلك فيما اكد اخرون بانهم مهتمون بمواضيع اكثر جدية في نظرهم. وكتب احدهم "اني مهتم بخيارات السيدة بايلن المناهضة للاجهاض اكثر من خيارها في مجال العمل". لكن مسألة امومة بايلن وكذلك حمل ابنتها بقيت مفتوحة في صحيفة نيويورك تايمز التي عنونت عددها الاثنين "مفاجأة جديدة في الجدل القديم حول الامهات". ونقلت الصحيفة عن آن فيركلوث ابنة سناتور جمهوري سابق من كارولاينا الشمالية قولها ان تولي منصب حاكم شيء و"الترشيح لمنصب المسؤول الثاني في البلاد شيء اخر مختلف تماما".
ورات كريستي هامريك من منظمة "الحملة من اجل العائلات العاملة" عندما توجهت اليها وكالة فرانس برس بالسؤال، ان خيار المرشح الجمهوري جون ماكين "خيار ممتاز". وقالت "ان الاعتقاد بانه يتعين على النساء عدم العمل يشكل رؤية كاريكاتورية للتفكير المحافظ". واعطت امثلة على ذلك نساء يخضن المعترك السياسي في المعسكر الديمقراطي مثل هيلاري كلينتون التي هي ربة عائلة ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وهي جدة. وخلصت الى القول "بايلن يجب ان يحكم عليها وفق سياستها وليس وفق هذه المعايير".
ونالت هذه الحجة تأييد الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق النساء وبينهن عضوات منظمة "وومن كاونت" المقربة من هيلاري كلينتون التي وجهت الثلاثاء رسالة الى اعضائها تؤكد فيها دعم المنظمة لبايلن. وقالت المنظمة "سندافع عن ساره بايلن في وجه الافتراءات العدائية للنساء، ليس لاننا نحبها او نؤيدها بل لانه هكذا تتصرف المدافعات عن حقوق المرأة".
ويجري الحديث ايضا عن الموضوع بدون اي عقد على التلفزيون بحيث سأل احد مقدمي البرامج في محطة "اي بي سي" السبت باصرار احد المتحدثين باسم ماكين ان "كانت الاحتياجات الخاصة" للطفل المصاب بمتلازمة داون "ستؤثر" على الحملة الانتخابية. فرد المتحدث بالنفي مكتفيا بالقول ان لبايلن "قصة شخصية لا تصدق".
ومع توالي الاحداث في المؤتمر العام للحزب الجمهوري يوم الثلاثاء شارك أكثر من ألف متظاهر في مسيرة لصالح الفقراء. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل وقنابل الدخان لمكافحة بضع مئات من المحتجين واعتقلت 130 شخصا وطاردت الشرطة على ظهور الخيل والدراجات النارية والهوائية مجموعة من المحتجين رماة الحجارة والزجاجات انسلخت من مسيرة الاحتجاج السلمية.
ونظم المحتجون مسيرة من مقر برلمان ولاية مينيسوتا إلى اكسيل سنتر الذي يحيط به كثير من الحواجز ويقبل فيه مكين ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة يوم الخميس. وقلص الجمهوريون مظاهر الاحتفال في مؤتمرهم في البداية واضعين في الاعتبار انهم قد يتعرضون لانتقادات اذا احتفلوا بينما الاعصار جوستاف يجتاح ساحل لويزيانا.
لكن غياب الرئيس الجمهوري جورج بوش الذي تدنت نسبة التأييد الذي يحظى بها في انحاء الولايات المتحدة إلى 30 في المئة والغاء كلمته المقررة في اليوم الاول من المؤتمر لم تعرقل المحتجين. وتحدث بوش للمؤتمر عن طريق الاقمار الصناعية وامتدح الرئيس الاميركي مكين وقال "انه لا يخشى ان يخالفك في الرأي صدقوني انا اعرف ذلك."
وكان بوش أبرز المتحدثين يوم الثلاثاء وكان من بينهم أيضا فريد طومسون الذي خسر السباق التمهيدي للرئاسة لصالح مكين. كما تحدث أيضا حليف مكين المقرب جو ليبرمان وهو سناتور ديمقراطي من ولاية كونيتيكت أصبح مستقلا.
وكان ليبرمان وهو مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2000 قد ذكر كمرشح محتمل للمنصب نائب الرئيس مع مكين. ويعمل ليبرمان في مجلس الشيوخ مع الديمقراطيين لكنه يعتبر مستقلا. ولم يقل ريك ديفيز مدير حملة مكين ما اذا كانت بالين ستستخدم كلمتها اليوم للرد على الجدل المثار حولها. لكنه قال "ستكون كلمتها أهم كلمة يدلي بها مرشح خلال الانتخابات" بسبب الجمهور الكبير لمشاهدي التلفزيون.