أخبار

الشرق الأوسط يحتضن مسلخ خرفان أستراليا المريضة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: بعد كشفها النقاب عن فضائح نقل الأحصنة المريضة، من إسبانيا الى مقاطعة "بوليا" الإيطالية، والبقر المريضة من البرازيل بحراً الى لبنان للاستهلاك الغذائي، تسلط "لاف" (Lav)، وهي رابطة مكافحة تعذيب الحيوانات الإيطالية، الضوء على رحلات أخرى قاتلة تخضع لها هذه الحيوانات. تتعلق آخر حلقة لهذه الفضائح بنقلالخرفان من أستراليا الى منطقة الشرق الأوسط. يذكر أن رابطة "لاف" تنتمي الى ائتلاف دولي يدعى (Handle with care) ونجد بين أهدافها الاجتماعية الرئيسية متابعة الحقائق وابلاغ السلطات المختصة بالمعاناة الجهنمية التي تعيشها الحيوانات في مراحل نقلها من مزارع التربية الى أماكن الذبح والاستهلاك.

ثمة الآلاف منالخرفان الأسترالية التي تلقى حتفها أثناء نقلها عبر المحيط. ويعود سبب موتها الى فقدان الشهوة الى الطعام. إذ هي اعتادت على أكل العشب الطبيعي في حين يُفرض عليها على متن السفن بعض أنواع العلف المركز غير القابل للأكل والهضم. كما تصاب هذه الحيوانات بمرض السالمونيلا نتيجة تكديسها في السفن الواحدة على الأخرى ناهيك من الإصابات والأمراض التنفسية الناتجة عن "ضغطها" في السفن بصورة مخيفة دون إعطائها فرصة للتحرك حول نفسها أم التمدد على الأرض. هكذا، تجد هذه الحيوانات نفسها مضطرة على الجلوس منهارة فوق غائطها لأيام لا تحصى ولا تعد.

ان معظم الدول التي تقوم باستيراد الخرفان الأسترالية لا تتقيد بقوانين نقل وذبح هذه الحيوانات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية وكانت أستراليا من جملة الدول الموقعة عليها. اليوم، تطلب رابطة "لاف" من سفارة أستراليا بإيطاليا اتخاذ إجراءات عملية لتحسين صحة الحيوانات المخصصة للاستهلاك الغذائي أثناء نقلها. على سبيل المثال، لم لا يتم استبدال نقل الحيوانات الحية بعمليات استيراد آمنة تعتمد على نقل اللحوم المجلدة؟ في الماضي، تم تبرير عمليات نقل الحيوانات الحية الى منطقة الشرق الأوسط بالضرورات الدينية أي اللحم "الحلال" التي تعتمد بدورها على ذبحها وفق الطريقة الإسلامية. لكن 80 في المئة من المسالخ الأسترالية يتقيد بهذه الطريقة الدينية المحافظة. لذلك، فان عميلة نقل الحيوانات الحية لم تعد ضرورية.

مع ذلك، يعتبر نقل الحيوانات الحية حول العالم تجارة دولية مربحة. لكن مثل عمليات النقل البحرية هذه تولد مشاكل صحية ثقيلة. في النهاية، يجد المستهلك نفسه أمام نوعين من اللحوم. الأول داكن اللون وقاسي وجاف من جراء التعب الذي يصيب هذه الحيوانات خلال نقلها. ما يؤدي الى نقص الغليكوجين المخزون في عضلاتها. أما النوع الثاني من لحومها المريضة فهو شاحب اللون وطري نتيجة الإصابة بمرض سالمونيلا.

علاوة على ذلك، تلعب الرطوبة البحرية والحرارة العالية دوراً في رفع نسب موت هذه الحيوانات. علماً أن منظمة "فاو" تعرض علينا سلة من الأمراض التي تصيب حيوانات مزارع التربية خلال نقلها لمسافات طويلة. كما أن ضيق المساحة على السفن تجبر الخرفان على الجلوس فوق غائطها. أما غاز الأمونياك الذي يولده البول الحيواني فهو كاف لتهيٌج القصبات الهوائية لدى الحيوانات والبشر الموجودين على متن سفن النقل، معاً. مما لا شك فيه أن اللحم المعروض للبيع ذو نوعية متدنية جداً.

في العام 2006، اعتماداً على تقرير منظمة (Handle with care)، تم تصدير 4 مليون خروف من أستراليا. تستقطب منطقة الشرق الأوسط وحدها 99 في المئة من هذه الصادرات! أما المسافة التي تفصل بين مزارع التربية والموانئ الأسترالية(وعددها 23) فتتراوح بين 10 و850 كيلومتراً أي أنها تحتاج الى 30 دقيقة الى 25 ساعة لتدخل هذه الموانئ. كما يستغرق شحنها على متن السفن لغاية 5 أيام استناداً الى حجم السفن والحيوانات. ويدوم السفر بحراً 25 الى 32 يوماً وفق أحوال الطقس وضرورة التوقف المؤقت. يموت 1 في المئة من هذه الحيوانات في عملية النقل وهي نسبة مئوية صغيرة تحمل تحت طياتها آلاف الخواريف التي تلقى حتفها.

في العام الماضي، لقي 65 ألف خروف حتفه جراء إصابته بالمرض. ولا يعلم أحد بعد ان كانت طواقم السفن تتخلص منها بطريقة من الطرق الطبيعية أم أنها تعرض جثث هذه الحيوانات للبيع(والذبح) بوقاحة وبأسعار مغرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف