بغداد : التجسس الأميركي على القادة العراقيين يعكس عدم ثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد : التجسس الاميركي على القادة العراقيين يعكس عدم ثقة
أسامة مهدي من لندن : قالت الحكومة العراقية إنه اذا صحت التقارير المنشورة اليوم عن تجسس الولايات المتحدة على القادة العراقيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي فإن ذلك يعكس عدم ثقة بين الطرفين وقالت انها ستثير الامر مع الادارة الاميركية وتطلب توضيحات حول الامر .. بينما دعا ممثل للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني العراقيين الى الدفاع عن انفسهم امام تردي وفقدان الخدمات الاساسية لحياتهم. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ في تصريح صحافي باللغة الانكليزية تسلمت "ايلاف" نسخة منه اليوم ردا على تقارير اميركية نشرت اليوم وافادت بتجسس الاجهزة الاميركية على القادة العراقيين .. قال انه اذا كان هذا صحيحا فإنه يعكس عدم ثقة كما يشير الى ان المؤسسات الرسمية الاميركية تستخدم للتجسس ضد اصدقاء الولايات المتحدة كما تستخدم ضد اعدائها بالطريقة نفسها. واضاف انه اذا صحت هذه التقارير فإن الامر سيلقي بظلاله على مستقبل علاقات العراق مع تلك المؤسسات وخاصة وكالة الاستخبارات الاميركية "سي آي أي" وبقية المؤسسات الامنية والاستخباراتية الاخرى . واكد الدباغ ان حكومته ستثير الامر مع الادارة الاميركية وتطلب توضيحات حول الموضوع .
وكشف كتاب جديد صادر في واشنطن أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على المالكي وحكومته حتى عندما كان الرئيس الاميركي جورج بوش يؤكد ان علاقة متينة تربطه بالمسؤول العراقي. وذكر كتاب وضعه بوب وودورد الصحافي في "واشنطن بوست" ان عمليات التجسس اثارت قلق كبار المسؤولين الاميركيين كما نقلت عنه الجمعة صحيفة "واشنطن بوست". ونقل وودورد عن مصدر قوله "اننا على علم بكل ما يقوله" معلقا على عمليات التجسس التي طالت ايضا مقربين من المالكي واعضاء في الحكومة العراقية. واقر مسؤول كان على علم بأعمال التجسس ب"حساسية المسألة وتساءل هل ان الامر سيكون افضل في حال لم نقم بهذه العمليات؟". ولم يعلق المسؤولون الاميركيون فورا على الكتاب.
وفي وقت سابق اليوم أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن خلافات عراقية أميركية عديدة حول قضايا حساسة ومهمة ما زالت تعيق توقيع الإتفاقية الإستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين رافضًا أي اتفاقية لاتخرج العراق من الفصل السابع لمجلس الامن او لا تضمن سيادة البلاد.
وقال الهاشمي حينما سئل عن مصير الإتفاقية الإستراتيجية المنتظرة إن "الإتفاقية الأمنية مع السيادة (نعم) الإتفاقية بلا سيادة (لا)". وأضاف "المباحثات منقطعة منذ فترة وهنالك خلافات في وجهات النظر حول العديد من المسائل المهمة والحساسة واعتقد اننا لسنا بحاجة الى اتفاقية اذا لم تضمن شروط السيادة وتضمن خروج العراق من الفصل السابع وان تضمن ايضًا القانون العراقي جملة وتفصيلاً من دون ان يوضح طبيعة هذه الخلافات.
وحول موضوع الاتفاقية قال الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق إن الإتفاقية الأمنية التي يتم التفاوض فيها الآن بين العراق والولايات المتحدة الأميركية قد توقفت لفترة من الزمن والوفد الأميركي عاد الى واشنطن ومعه أبرز النقاط التي لم يتم حسمها مع الوفد العراقي وسيقوم بمناقشة ذلك مع القيادة السياسية في واشنطن وسيعود بعد اسبوع أو أقل تقريبًا الى بغداد لاستئناف المفاوضات.
واوضح بترايوس خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس أن من أبرز النقاط الخلافية التي تعيق سير المفاوضات هو طلب الحكومة العراقية بأن تعمل القوات الأميركية تحت أمرة القوات العراقية. وأضاف بترايوس الذي يستعد لترك مهامه في العراق أواخر الشهر الحالي أن "التقدم الأمني الذي شهدته مناطق العراق المختلفة وخاصة العاصمة بغداد كان إيجابيا بشكل لافت مقارنة مع الأوضاع التي سادت العراق قبل 19 شهراً حيث كان العراق على حافة حرب أهلية.
واشار رئيس الوزراء نوري المالكي الثلاثاء الماضي الى ان حكومته تنتظر رد الجانب الاميركي على مسودة عراقية مقترحة تحفظ للعراق سيادته ومصالح شعبه وستقدم الى مجلس النواب خلال عشرة ايام "فالنواب سيقررون قبول الاتفاقية او رفضها". ومن جهته قال رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ان "هناك سبعة بنود خلافية بين بغداد وواشنطن تتطلب تعديلات عليها" لكنه لم يحددها.
وتشير مسودة الاتفاقية الى ان الولاية القانونية على افراد القوات المسلحة الاميركية والعنصر المدني داخل وخارج المنشآت والمساحات التي تستخدمها تلك القوات ستكون للولايات المتحدة الاميركية فيما يقترح العراق أن تكون الولاية القانونية للولايات المتحدة داخل المنشآت التي تستخدمها قواتها وخارجها اثناء اداء الواجب باستثناء الاعمال العمدية والخطأ الجسيم حيث اقترح الوفد العراقي أن تكون الولاية القضائية للعراق على افراد القوات المسلحة الاميركية والعنصر المدني عند ارتكابهم جرائم تسجل افعالاً عمدية وخطأ جسيما والتي تخرق القانون العراقي. وتقترح الموسم ان يسلم اعضاء القوات الاميركية والعنصر المدني من الذين تم إلقاء القبض عليهم فورًا للولايات المتحدة الاميركية واقترح العراق تسليمهم لسلطات الولايات المتحدة المختصة خلال 24 ساعة.
كما اقترح العراق تقديم قائمة بالمنشآت والمساحات التي ستتخذها القوات مقرات لها لغرض اعتبارها ملحقًا بالاتفاق الامر الذي اشارت إليه الاتفاقية بأن تكون المساحات والمنشآت هي مساحات ومنشآت مملوكة للحكومة العراقية وتتخذها القوات اعتبارًا من تاريخ توقيع الاتفاق وانها تحدد في قائمة تقدمها قوات الولايات المتحدة. وحول الفترة الزمنية لبقاء القوات، فإن العراق قد اقترح بأن تنسحب القوات الاميركية من العراق فور تسلم القوات العراقية لملفاتها الامنية في تاريخ لا يتعدى الثلاثين من حزيران (يونيو) عام 2009 وسيتم الاتفاق بين الطرفين حول هذا الامر.
يذكر ان "إعلان مبادئ" وقعه الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي في كانون الأول ديسمبر الماضي كان من المؤمل التوقيع عليه في نهاية تموز (يوليو) الماضي ليدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني (يناير) من العام المقبل لكن ذلك لم يتحقق. وتحكم الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد تواجد القوات الأميركية في العراق بعد عام 2008 حيث يعتمد وجودها حاليًا على تفويض من الأمم المتحدة يجدد عند نهاية كل سنة بطلب من الحكومة العراقية. وكان عدد من المسؤولين والقادة السياسيين العراقيين وفي مقدمتهم طالباني والمالكي قد أعلنوا مؤخرًا أن العام 2011 سيكون الأخير لبقاء القوات الأجنبية في العراق فيما لم يصدر من المسؤولين الأميركيين أي تأكيد حول الموضوع.
ومن جهة اخرى فقد تظاهر انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعد صلاة الجمعة في مناطق مختلفة من بغداد وبقية المحافظات مطالبين برحيل الاحتلال ورفض الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة . وجاءت هذه التظاهرات تلبية لنداء وجهه الصدر الاسبوع الماضي الى العراقيين للتظاهر في اول جمعة من رمضان للمطالبة برحيل القوات الاجنبية من العراق والتعبير عن رفض الاتفاقية العراقية الاميركية الاستراتيجية المنتظرة .
ممثل السيستاني يدعو العراقيين إلى الدفاع عن انفسهم ازاء انعدام الخدماتقال السيد أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة في مدينة كربلاء اليوم ان المشاريع الكبيرة التي تتحدث عنها الحكومة انما هي مشاريع على الورق فحسب منتقدا النقص الكبير في الخدمات داعيا المواطنين إلى الدفاع عن انفسهم ازاء ذلك .
وطالب الصافي وهو ممثل المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني العراقيين الى الدفاع عن أنفسهم أمام تردي الخدمات وخصوصا الكهرباء . وخاطب المواطنين قائلا "أدعوكم للدفاع عن أنفسكم وأن تبينوا ما تعانون منه منذ خمس سنوات فهذا الصيف يضرب اطنابه عليكم والمسؤولون لم يوفروا بدائل للكهرباء التي أصبحت سيمفونية مستهلكة" . واضاف "إن المسائل الخدمية تحتاج الى تشخيص أولا، أين تكمن المشكلة؟ ثم تحتاج الى حلول بديلة عن المشكلة الآنية التي يصعب حلها وهناك مسائل اصبحت الآن اساسية لا يوجد لها أي بديل إلا البديل الذي يتفتق به ذهن المواطن مع ان المواطن لا يعنيه ذلك! ومن ضمن الامور التي تقض مضاجع المواطن الكريم وهو يعيش في أجواء حارة حيث إن الصيف ضرب باطنابه ومشكلة الكهرباء ما زالت مستفحلة، وقبل حلول فصل الصيف اللاهب قيل للاخوة المعنيين ان الصيف قادم حاولوا ايجاد البدائل ونحن دخلنا الصيف الخامس من بعد السقوط والمشكلة تعاني حالة من المراوحة وحالة من التدني وهذا الشيء لا يمكن قبوله ولا يمكن تصديقه والاسباب المطروحة في تبريرها هي ليست حقيقية".
وطالب المسؤولين بالكشف عن المشاكل الحقيقية المعرقلة لحل ازمة الكهرباء وقال "ليس من المعقول بعد مرور خمس سنوات ولا زالت مشكلة الكهرباء تراوح مكانها بل انها تسير ببطء وهي تمر من سيئ الى أسوأ، فالمواطن الكريم قد شبع من الوعود والشعارات، والأمل حينما يعقد في ذهن الناس لابد أن يصدق، انا لا أريد أن أتكلم عن الأشياء التي أنجزت وإنما أريد أن اصب كلامي في هذه المرحلة عن وضع الحلول الناجعة لتخطي هذه الازمة المستعصية، حيث إن صيف العراق حار والمشاكل جمة والبيوت صغيرة والعمارات الشاهقة في بعض المناطق تضيق الخناق على المواطن، وإذا تزامنت هذه الامور كلها مع انقطاع التيار الكهربائي ولا سيما نحن نعيش اجواء رمضان الكريم التي تولي كل الدول الاسلامية اهتماما بالغا لهذا الشهر وتقديم افضل الخدمات فيه، بيد انه في العراق لا نرى أي تحسن في الخدمات لا في شهر رمضان ولا في غيره، والى متى تصم آذان المسؤولين والى متى يصبر المواطن؟!"
واضاف "ان المواطن لازال يشعر بانه بعيد عن المسؤول، والمسؤول قريب من التقارير والحلقات الخاصة ولا اقصد ان المسؤول عليه التجوال في الازقة ولكنه بحاجة إلى التواصل مع الجماهير، واذا شعر المواطن ان المسؤول قريب منه سنختزل الطريق، وتطالعنا الاخبار كل يوم ان البلد يمر في عملية اعمار كبيرة ومعظم هذه المشاريع صحيحة ولكنها مكتوبة على الورق فقط!! ولتمريرها ينبغي على المسؤول متابعتها، ماذا انتفع من ملف ضخم من المشاريع وهي ليس لها وجود على ارض الواقع، من هو السبب وما هو السبب؟! واتحدى ان تظهر اسماء ملوثة تعرقل مسيرة الاعمار التي تدمر بدورها الشعب العراقي، نحن نشاهد بين الفينة والاخرى من قتل خمسين او مئة من الشعب ولكننا لم نشاهد من سرق قوت الشعب مع انها تسرق، على كل حال ان بعض المسؤولين المعنيين يعرف المشاكل التي يسببها انقطاع التيار الكهربائي عن المواطن، ولكن لا يشعر به ولا يتفاعل مع مشكلة الكهرباء مثلما يتفاعل الذي يمر بالأزمة" كما نقل عنه موقع "نون" المقرب من المرجعية من مدينة كربلاء اليوم .
ثم وجه الصافي خطابه الى المسؤولين في الدولة قائلا " ينبغي أن يكون المواطن على راس اهتماماتنا في جميع نواحي الحياة وينبغي ان نشعر المواطن انه منا ونحن منه، هذه المسائل التي اطرحها ليس المراد منها التسويق الاعلامي بل ان المعاناة التي يمر بها المواطن العراقي هي التي حتمت علينا طرحها لاسيما في هذا الشهر الفضيل، والمسؤول لكي ينجح في عمله عليه ان يعطي ويبادر ونجاحنا يكمن في معايشتنا معاناة المواطن، وهدفنا من طرح هذه الامور هو ان نبين المشكلة وعلى الاخوة المعنيين وضع الحلول الناجعة لها خدمة للمصلحة العامة".التعليقات
تلاقفوها
الهاشمي -على السيد المالكي طرد المترجم المصري فورا.
سئمنا الوعود
وسام العراق -سئمنا الوعود لن ننتخب احدا لينعموا بثروات الشعب وليفرحوا بكراسيهم ولكن ليتذكروا ان هناك جنة ونار وحساب وكتاب والكفن ليس فيه جيوب ليضعوا الاموال شكرا للمرجعية الدينية التي تسهر على حقوق الشعب وشكرا
هذه امريكا
العاني -يجب على الحكومة العراقية التعامل بحذر مع الولايات المتحدة الامريكية انها ليست دولة صديقة كما تدعي ان لها اطماع ومصالح في العراق والمنطقةان لها الحفاظ على اسرائيل وامن اسرائيل
والجاسوس الايراني كي
سامي نصير -نعم هناك تجسس امريكي على اسيد المالكي ، ولكن متى نعرف حول الجاسوس الايراني في مكتب السيد المالكي الذي ينقل المعلومات راسا للسفيرالايراني
الضحك على الذقون
سوسن -يبدو أن هناك من يريد تلميع صورة المالكي بالقول إن الأمريكان يتجسسون عليه. أي مهزلة هذه؟ من الذي أتي بالمالكي ومن الذي يسير الحكومة الحالية ومن الذي يدفع الأموال ومن الذي عين الربيعي مستشارا للأمن الوطني والشهواني رئيسا لجهاز المخابرات ومن الذي يدفع لهما ولأجهزتهما، ومن الذي يحارب أعداء المالكي في العراق، عسكريا واقتصاديا؟ أمريكا تقوم بكل ذلك وأكثر وما المالكي إلا أحد أدواتها والعاملين لديها. لقد انقلب المالكي على حلفائه الصدريين وأسياده السابقين الإيرانيين ليرضي أمريكا لكنها ستبقى تراقب كل من يعمل لديها فهذه هي الطريقة الأمريكية والغربية في العمل، إذ ليس هناك يد مطلقة لأحد.
إلى التعليق 4.سامي
داوود الفلسطيني- دبي -لا جاسوس لإيران في مكتب جواد المالكي لأن المالكي بنفسه ينقل هذه الأخبار للإيرانيين.