بتريوس يوصي بسحب 8 آلاف جندي من العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قال مصدر عسكري على دراية بما يحمله تقرير الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأميركية في العراق، حول وضع الجيش في ذلك البلد إن الأخير سيوصي بسحب ثمانية آلاف جندي بسبب استقرار الأوضاع الأمنية.
وأضاف المصدر، أن الرئيس بوش ينظر حالياً في هذه التوصيات التي تدعو لسحب قوات دعم ووحدات قتالية على حد سواء بسبب استقرار الأوضاع الأمنية. وتأتي هذه المعلومات بعد ساعات من أنباء معاكسة كلياً، أوردها مسؤولون عسكريون الخميس، استبعدوا فها إجراء المزيد من التخفيض في أعداد القوات الأميركية قبل حلول نهاية العام الحالي، معتبرين أن ذلك يعدّ مسألة "غير عملية"، بسبب المسائل اللوجستية المرتبطة بعملية إعادة الانتشار، وفق ما أكده مسؤولان عسكريان أمريكيان لشبكة CNN الخميس.
المسؤولان العسكريان اللذان طالبا التعتيم على هويتهما لم يكشفا عن طبيعة التوصيات المرفوعة، وإن أكدا وجود إجماع في الرأي بين القادة العسكريين الأميركيين، أن أقرب توقيت لخفض أعداد القوات الأمريكية في العراق ويمكن تحقيقه، قد يكون في مقتبل العام 2009 عندما يحل وقت نشر لواء تابع للكتيبة العاشرة في العراق.
وأوضح المسؤولان أن أحد الخيارات المطروحة والتي هي قيد النظر أيضاً، هو إرسال جنود هذه الكتيبة إلى أفغانستان بدلاً، لتوفير مزيد من الدعم للقوات الموجودة هناك. وبالرغم من أن قيادة الجيش الأميركي قد حددت الألوية التي يمكن نشرها في أفغانستان، إلا أن المسألة قد تستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر من تاريخ اتخاذ القرار حتى تحريكها وجمع المعدات الحربية لشحنها إلى أفغانستان، كما قال المسؤولان العسكريان.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الألوية ليست بحاجة للخضوع لتمرينات مكثفة إضافية للانتقال من العراق إلى أفغانستان، خاصة الألوية التي ستقوم بتدريب القوات الأفغانية.
يُذكر أن الجنرال ديفيد بتريوس كان قد قدم في أواخر أغسطس/آب المنصرم آخر تقرير له عن وضع قواته في العراق قبل أسبوعين من مغادرته بغداد لتسلّم مهامه الجديدة على رأس القيادة الأميركية الوسطى، وقد ضمّنه توصياته الأولية حول وضع الجيش والخطوات الإضافية المحتملة لخفض عدد هذه القوات.
وذكرت أوساط مقربة من مراكز القرار أن التوصيات قد تُطرح بصورة نهائية وعلنية في فترة قريبة، خاصة وأن بتريوس سيغادر منصبه في بغداد لتسلّم مسؤولياته على رأس القيادة الأميركية الوسطى في 16 سبتمبر/أيلول الجاري.
وفي حال كانت التوصيات تصب في مصلحة إجراء المزيد من خفض القوات، فإن القرار بهذا الشأن سيعرض على الرئيس جورج بوش، أسوة بسائر القرارات المشابهة.
وفي سياق منفصل، علقت الحكومة العراقية على التقارير التي تشير إلى قرب صدور كتاب يكشف قيام واشنطن بالتجسس على كبار المسؤولين فيها، فقال الناطق باسمها، علي الدباغ، إنه إذا اتضح صدق هذا الاتهام "فسيلقي ذلك ظلالاًَ من الشك حول العلاقة المستقبلية مع تلك المؤسسات" في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وأضاف الدباغ، الذي تحدث لـCNN على خلفية التقارير التي تتناول الكتاب المرتقب للصحفي الأمريكي، بوب وودوارد، بعنوان "الحرب الداخلية: تاريخ سري للبيت الأبيض" قائلا: "إذا كان الأمر صحيحاً فإنه سيعكس مناخاً من عدم الثقة، وسيظهر أن المؤسسات الأميركية تستخدم للتجسس على الأصدقاء والأعداء بالصورة عينها."
وذكر الدباغ أن بغداد تدرك وجود عمليات استخبارية سرية لأجهزة الأمن الأميركية، غير أنه أضاف أن توجيه تلك العمليات ضد الحلفاء "سيبعث برسائل خاطئة." يذكر أن الكتاب سيظهر في الأسواق الاثنين، وهو يعتمد على مقابلات مع أكثر من 150 شخصية من الفريق الأمني المحيط بالرئيس الأميركي.