قتلى وجرحى بالتزامن مع إختيار رئيس جديد لباكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اسلام اباد، وكالات: بدأ أعضاء البرلمان والمجالس الإقليمية الأربعة السبت التصويت لإنتخاب رئيس جديد في باكستان سيكون على الأرجح آصف علي زرداري زوج الزعيمة الباكستانية الراحلة بنازير بوتو. ويأتي الاقتراع بعد 20 يوما على استقالة رئيس البلاد برويز مشرف الذي دفع الى ترك منصبه من قبل الائتلاف الذي وصل الى الحكم بنتيجة الانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير ويقوده حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه الراحلة بنازير بوتو ويتولى قيادته حاليا زرداري.
وبالتزامن قالت قناة (دون) التلفزيونية الباكستانية إن انفجارا هز مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان يوم السبت مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأكدت الشرطة وقوع انفجار. وكان متشددون يسيرون على نهج تنظيم القاعدة نفذوا العديد من التفجيرات في باكستان خلال العام المنصرم وقع كثير منها في شمال غرب البلاد واستهدفت قوات الأمن. ووقع الانفجار البالغ الشدة، عند مركز تفتيش يتولاه الجيش والشرطة في زانغلاي في ضواحي بيشاور وسط سوق مزدحمة، بحسب ما اوضح ضابط آخر طالبا عدم كشف هويته.
وفي الوقت ذاته بدأت عملية الاقتراع في مجالس بنجاب (الوسط الشرقي) والسند (الجنوب الشرقي) وبلوشيستان (الجنوب الغربي) والولاية الحدودية الشمالية الغربية. وتعلن النتائج بعد ظهر السبت.
ويأتي الاقتراع بعد 20 يوما على استقالة رئيس البلاد برويز مشرف الذي دفع الى ترك منصبه من قبل الائتلاف الذي وصل الى الحكم بنتيجة الانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير ويقوده حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه الراحلة بنازير بوتو ويتولى قيادته زرداري منذ اغتيالها في 27 كانون الاول/ديسمبر 2007 في عملية انتحارية. ولا يتمتع زرداري الذي كان رمزا للفساد في التسعينات عندما كانت زوجته رئيسة للوزراء، بشعبية كبيرة في صفوف السكان البالغ عددهم 168 مليونا بيد ان حزب الشعب الباكستاني رشحه لهذا المنصب.
وقد تخلى القضاء عن جزء من الملاحقات ضد زرداري الذي امضى 11 عاما وراء القضبان حتى العام 2004 بعد ادانته بتهم الفساد والاغتيال، فيما اصدر الرئيس مشرف عفوا عن بقية الاتهامات عندما كان يتفاوض مع بوتو على اتفاق لتقاسم السلطة.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت تواجه فيه باكستان حليف الولايات المتحدة الرئيسي في "الحرب على الارهاب" موجة لا سابق لها من الهجمات الانتحارية ينفذها اسلاميون مقربون من تنظيم القاعدة الذي يتواجه معه الجيش في شمال غرب البلاد. وتعاني البلاد من ازمة اقتصادية حادة جدا كما ان الائتلاف الحكومي هش جدا اذ ان حزب الشعب الباكستاني تحت رحمة احزاب صغيرة لها مصالح مختلفة.
ابرز المرشحين
ومن ابرز المرشحين اصف علي زرداري الذي صرح بانه سيقف الى جانب الولايات المتحدة في حربها على الارهاب في حال انتخابه رئيسا. وأضاف "سأعمل من اجل القضاء على العنف المسلح الذي تقوده حركة طالبان في باكستان وضمان عدم استخدام الاراضي الباكستانية منطلقا لشن هجمات ارهابية على الدول المجاورة وعلى قوات الناتو في افغانستان".
واشار الى ان باكستان تقف الى جانب الدول التي تعرضت لهجمات ارهابية مثل الولايات المتحدة واسبانيا وبريطانيا وغيرها من الدول. واعلن احد مساعدي زرداري ان الاخير يأمل بالحصول على 500 صوت من اصوات الهيئة الانتخابية البالغة 700 والتي تضم البرلمان الاتحادي بغرفتيه والبرلمانات الاقليمية الاربعة.
وينافس زرداري في هذه الانتخابات مرشح الرابطة الاسلامية جناح نواز شريف القاضي المتقاعد سعيد الزمان صديقي. وكان صديقي تولى منصب رئاسة المحكمة العليا في البلاد والتي حكمت لصالح شريف في صراعه مع القضاء الى ان اقصاه الرئيس السابق مشرف لدى قيامه بانقلاب عسكري عام 1999 ضد شريف.
والمنافس الاخر هو مرشح حزب الرابطة الاسلامية جناح مشرف الصحفي السابق مشاهد حسين سيد الذي تولى منصب وزير الاعلام في حكومة نواز شريف حتى الاطاحة به عام 1999. وسجن سيد لمدة عام بعد وصول مشرف الى الحكم لكن بعد اطلاق سراحه انضم الى حزب مشرف واصبح من الموالين له.
التايمز والغارديان
وتميزت صحيفتا التايمز والغارديان بتغطية المسألة الباكستانية، ونشرت التايمز سيرة لزرداري بعنوان: من السجن الى الرئاسة - المسيرة الغريبة لزرداري. ويقول زاهد حسين، كاتب السيرة بأنه على الرغم من الصيت السيء لزرداري الذي كان يلقب بـ"مستر العشرة بالمئة" وذلك بسبب العمولات التي كان يتقاضاها على العقود التي كانت تبرم خلال فترة حكم زوجته، ما ادى الى عدة دعاوى فساد ضده، الا ان هذه الدعاوى وضعت غالبيتها جانبا بعد اصدار مشرف عفوا عنه العام الماضي. ووصل زرداري الى حيث هو اليوم بعد مقتل زوجته في ديسمبر/ كانون الاول الماضي.
اما صحيفة الغارديان، فقد نشرت سيرة لزرداري بقلم جايسون بورك الذي اختار العنوان التالي لمقاله: "لا يقرأ كثيرا، لكن لا حاجة لان تكون مولعا بالكتب كي تصبح رئيسا باكستانيا".
واستنادا لمقابلات اجراها مع رؤساء تحرير صحف باكستانية يقول بورك ان زرداري شخص يجمع عدة تناقضات، فهو "غالبا ما يتصرف بشكل ودي في بادئ الامر، الا انه لا يمكن التنبؤ متى يمكن ان يخرج قبضته ليلكم"، وذلك حسبما ينقل بورك عن نجم سيتي رئيس تحرير مجموعة من الصحف. ويتطرق بورك لتاريخ زرداري وزواجه من بوتو وتوليه مراكز مسؤولية واتهامه بالفساد وقضائه اعواما طويلة بين الحرية والسجن.
ويختم بورك بالقول ان الاعوام الـ20 الماضية علمت زرداري خفايا السياسة الباكستانية فبعد وفاة زوجته مباشرة تمكن من استلام حزب الشعب الذي كانت ترأسه، الا انه وحسب الصحفي "بعيد جدا من ان يكون مثقفا وهو لا يبدو مهتما كثيرا في الجيو - سياسة او الاقتصاد كما كانت زوجته، ومن الواضح انه لا يملك المستوى العلمي الذي كانت تملكه ولا بلاغة الخطاب ولا الكاريزما التي كانت تتميز بها".
باكستان في سطور
تعتبر جمهورية باكستان الاسلامية الدولة الوحيدة في العالم الاسلامي التي تملك القنبلة النووية.
-- المساحة: 796 الفا و95 كلم مربعا.
-- الموقع الجغرافي: تحد باكستان افغانستان (2430 كلم) وايران (909 كلم) غربا، والهند (2912 كلم) شرقا والصين (523 كلم) شمالا وهي تطل على بحر عمان.
وتتألف "ارض الطاهرين" بحسب معنى عبارة "باك استان" (اوردو) من اربع ولايات هي البنجاب وبلوشستان والسند والولاية الحدودية الشمالية الغربية، فضلا عن المناطق القبلية ومنطقة العاصمة الفدرالية ومنطقة ازاد-كشمير ذات الحكم الذاتي والمتنازع عليها مع الهند.
-- السكان: 167,76 مليون نسمة في تموز/يوليو 2008.
-- العاصمة: اسلام اباد. المدن الرئيسية : كراتشي ولاهور وروالبندي وفيصل اباد وبيشاور.
-- اللغات : اللغتان الرسميتان هما الاوردو والانكليزية الى جانب لغات اخرى هي البنجابي والسندي والباشتو والبلوش.
-- الديانات: الاسلام دين الدولة (اكثر من 96% من السكان، معظمهم من السنة)، اضافة الى اقليتين مسيحية (2%) وهندوسية (1,8%).
-- التاريخ: قامت باكستان في 15 اب/اغسطس 1947 عند تقسيم امبراطورية الهند البريطانية وخاضت ثلاث حروب مع الهند (1948 و1965 و1971) اثنتان منها حول كشمير. وبعد الحرب الاخيرة، انشق قسمها الشرقي ما ادى الى قيام بنغلادش.
قام الجنرال ايوب خان باول انقلاب عسكري في 28 تشرين الاول/اكتوبر 1958.
وجرى ثاني انقلاب عسكري في 26 اذار/مارس 1969 ونفذه الجنرال يحيى خان الذي سلم السلطة فيما بعد الى ذو الفقار علي بوتو والد بنازير بوتو الذي اصبح رئيس وزراء باكستان.
وقام الجنرال ضياء الحق بثالث انقلاب في الرابع من تموز/يوليو 1977 فاعتقل بوتو واستولى على السلطة وبعد سنتين اعدم رئيس الوزراء السابق.
اعلن الجنرال ضياء الحق العمل بالشريعة الاسلامية. وقضى في 17 اب/اغسطس 1988 في حادث غامض.
وتعاقب على منصب رئيس الوزراء كل من بنازير بوتو (1988-1990 ثم 1993-1996) ونواز شريف (1990-1993 و1996-1999).
وقام الجنرال برويز مشرف برابع انقلاب في 12 تشرين الاول/اكتوبر 1999 فاطاح بنواز شريف قبل ان ينتخب رئيسا في 20 حزيران/يونيو 2001.
وفي السادس من تشرين الاول/اكتوبر 2007 اعاد اعضاء البرلمان والمجالس المحلية انتخابه في عملية اقتراع اثارت جدلا.
وعادت بنازير بوتو ونواز شريف من المنفى في نهاية تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2007 لخوض الانتخابات التشريعية واغتيلت بوتو في 27 كانون الاول/ديسمبر في عملية انتحارية قرب اسلام اباد فخلفها ابنها بيلاول (19 عاما) على رأس حزب الشعب الباكستاني غير ان والده آصف علي زرداري الذي انتخب مع ابنه في الرئاسة هو الذي تزعم الحزب عمليا. وحقق حزب الشعب فوزا عريضا في الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير 2008.
في 24 آذار/مارس اصبح رئيس الجمعية الوطنية يوسف رضا جيلاني (من حزب الشعب) رئيسا للوزراء.
-- مؤسسات: باكستان جمهورية اسلامية فيها برلمان بمجلسين: الجمعية الوطنية التي ينتخب اعضاؤها بالاقتراع المباشر لولاية من خمس سنوات ومجلس الشيوخ الذي تنتخب الجمعيات الاقليمية اعضاءه لمدة ثلاث سنوات.
-- الاقتصاد:
اجمالي الناتج الداخلي: 143,8 مليار دولار (2007)
اجمالي الناتج الداخلي للفرد: 849 دولارا (2007)
النمو: 8,7 بالمئة (2007).
الدين الخارجي: 39,23% من اجمالي الناتج الداخلي (كانون الاول/ديسمبر 2007).
القوات المسلحة: 619 الف عنصر (2008)، بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.