أخبار

رايس تبحث في المغرب ملف الإرهاب بعد الجزائر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الرباط: انتقلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مساء السبت الى الرباط حيث يتوقع ان تبحث خصوصا مسالة مكافحة الارهاب التي تناولتها ايضا في مباحثاتها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر العاصمة.

وقد وصلت الى الرباط محطتها الاخيرة في جولتها على المغرب العربي التي بدأتها الجمعة بزيارة تاريخية الى ليبيا، عند الساعة 21,50 تغ بتأخير اكثر من ساعتين عن موعد وصولها المقرر، وذلك بسبب مشاركتها في افطار دعاها اليه بوتفليقة.

وكان في استقبال الوزيرة الاميركية في المطار نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري. وستتناول محادثاتها صباح الاحد في الرباط ايضا نزاع الصحراء الغربية والتعاون بين المغرب والولايات المتحدة.

كما ستشمل المباحثات في الرباط عملية التكامل بين دول اتحاد المغرب العربي.

وقال مصدر حكومي مغربي ان "كل المسائل الدولية والاقليمية سيتم بحثها" مع رايس.

فبالاضافة الى موضوع العلاقات الثنائية الاميركية المغربية التي تصفها الرباط بالممتازة، ستتناول المحادثات "مكافحة الارهاب ومسألة الصحراء الغربية وعملية التكامل بين دول اتحاد المغرب العربي"، كما اوضح المصدر.

وكان مصدر في الوفد المرافق لرايس اكد في وقت سابق ان قضية الصحراء الغربية سيتم بحثها في الجزائر والرباط على حد سواء.

ويقترح المغرب منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا في اطار ابقاء المستعمرة الاسبانية السابقة تحت سيادته الا ان جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر تطالب بالاستقلال الناجز عن المغرب.

ودعا رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز وزيرة الخارجية الاميركية "الى التدخل لدى المغرب من اجل احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، كما ذكرت وكالة الانباء الصحراوية.

واعرب عبد العزيز عن امله في ان تغتنم رايس فرصة زيارتها للمغرب العربي للتدخل لدى المسؤولين المغاربة و"اقناعهم بالرجوع للشرعية الدولية لاعطاء المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية امكانية الوصول الى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير عبر استفتاء عادل ونزيه".

واكد عبد العزيز في رسالة مفتوحة الى رايس ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) "قدمت كل الجهود الضرورية من اجل التوصل مع المغرب الى حل عادل ودائم مبني على تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاختيار والقرار".

وذكر عبد العزيز في رسالته بان البوليساريو قدمت في 10 نيسان/ابريل 2007 الى الامم المتحدة خطة حل تستند الى اجراء استفتاء لتقرير المصير يطرح فيه الاستقلال كخيار من ثلاثة على ان يكون الخيار الثاني الانضمام الى المغرب والثالث الحكم الذاتي، علما ان الخيارين الاخيرين اقترحتهما الرباط.

وتأسس اتحاد المغرب العربي في 1989 ولكنه مشلول عمليا منذ 1994 وخصوصا بسبب الخلاف بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء الغربية حيث تأخذ الرباط على جارتها الشرقية دعمها جبهة البوليساريو الانفصالية المسلحة.

والى المغرب والجزائر يضم هذا الاتحاد كلا من تونس وليبيا وموريتانيا.

وبعد لقائها بوتفليقة قالت رايس انهما تحدثا عن "اهتمامهما الكبير في مكافحة الارهاب والتعاون" في هذا المجال.

واضافت "كانت لدي فرصة الاستفادة من معرفة الرئيس بوتفليقة بالمنطقة. انه حقا واحد من الرجالات الاكثر حكمة في المنطقة، في المغرب العربي وحتى ابعد من ذلك".

وتابعت "فان كان تعاوننا جيدا (في المنطقة) ... فمن الممكن دوما عمل المزيد لتعزيز تقاسم المعلومات".

وفي تونس حثت رايس الحكومة التونسية على تسريع وتيرة الاصلاحات السياسية كما بحثت التهديد الارهابي في المنطقة خلال لقائها مع الرئيس زين العابدين بن علي في قصر قرطاج.

وقالت رايس للصحافيين في ختام لقائها مع الرئيس التونسي "نحن اصدقاء جيدون وبامكاننا بهذه الصفة اجراء محادثات جيدة ومكثفة حول امور تتعلق بالسياستين الداخلية والخارجية".

وقالت ايضا في وقت لاحق خلال رحلتها في الطائرة من تونس الى الجزائر في تصريح لعدد من الصحافيين "لقد حصلت في تونس اصلاحات سياسية"، مضيفة "قلنا بشكل واضح اننا نرغب بان تقوم تونس بالمزيد".

واشارت الى انها اجرت مع الرئيس التونسي "مناقشة جيدة جدا ومكثفة" حول حرية الصحافة وحرية الانترنت وتمكين المعارضة من الظهور على التلفزيون.

وغالبا ما تحث الادارة الاميركية تونس على اقرار المزيد من الاصلاحات الديموقراطية مشيدة بالانجازات الاجتماعية-السياسية التي تحققت في هذا البلد وبـ"الدور الاساسي" الذي تقوم به تونس في مجال مكافحة التطرف الاسلامي والتهديد الارهابي.

ولم تشذ رايس عن هذه القاعدة عندما رحبت بالتقدم الاجتماعي في تونس. وقالت "اود الاشارة الى اني تحدثت عن الدور الاستثنائي الذي لعبته النساء في تونس. لقد حققت النساء تقدما كبيرا هنا"، في اشارة الى قوانين الاحوال الشخصية في تونس بشكل خاص التي تعود الى العام 1957 والتي تعطي المرأة حقوقا واسعة مقارنة مع بقية الدول العربية والاسلامية.

وجاء لقاء رايس مع الرئيس التونسي بعد ترشيحه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2009. ويطالب قسم من المعارضة في تونس باصلاحات سياسية وبتداول السلطة في البلاد.

وتختتم رايس في الرباط جولتها على المغرب العربي التي استثنت منها موريتانيا بسبب ادانة واشنطن الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله في السادس من اب/اغسطس.

وتأتي هذه الجولة في ظرف اطلق فيه متطرف اسلامي عبر الانترنت نداء لاغتيال رايس اثناء جولتها المغاربية.

وقالت رايس في الجزائر ردا على سؤال حول تهديد بتعرضها لاعتداء من تنظيم القاعدة في المغرب العربي، "ان الارهابيين يحاولون. وهم يختارون اهدافا وللاسف حصلت سلسلة تفجيرات هنا. لا اعتقد ان خطرا معينا موجود في هذه المنطقة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف