أخبار

إسرائيل تلجأ إلى الجمل الطائر لحماية حدودها مع مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف- إيلاف: خلال طلعة طيران روتينيه، فوق الحدود الإسرائيلية المصرية، لاحظ فريق الطائرة مركبًا مريبًا يسير في اتجاه إسرائيل، فاستثار على الفور، قوات أرضية لتبدأ بدورها، بعد وقت قصير، بمطاردة الرجل المريب الذي يحاول الهرب بما أوتي من قوة، "سارت السيارة بسرعة 150 كيلومتر في الساعة وكان واضحًا أن الحديث عن محاولة تهريب"، يقول المقدم أمير، قائد وحدة الطيران الإسرائيلية الملقبة باسم "الجمل الطائر"، ومهمتها مراقبة الحدود مع مصر. مضيفًا: "في نهاية الأمر نجحت القوات في وقفه، وكشفت عنده عن زهاء 100 كيلوغرام من الهيروين كانت في طريقها إلى إسرائيل". ما سبق ليس مقدمة لفيلم مغامرات أنتج في استوديوهات هوليود، إنما مشهد يتكرر على نحو دائم على الحدود المصرية الإسرائيلية التي تمتد أكثر 200 كم، وتعتبر مسارًا رئيسيًا للتهريبات، ولا سيما المخدرات والنساء اللاتي يبعن للدعارة. فسبب كونها حدود سلام، فأن كمية القوات العسكرية فيها قليلة، وهي وضعية جعلت تل أبيب تخشى على نحو دائم من تسلل عناصر من حركات الجهاد العالمي لأراضيها، وهو ما دفعها في العام الأخير إلى تطوير طائرة "هحوفيت" (بوننزه ايه 36)، لتستخدم في مهمات مراقبة فوق الحدود. ووفقا لدراسة صدرت في شهر حزيران الماضي ضمن مجلة سلاح الجو الإسرائيلي العدد 181، فأنه تم استيعاب "هحوفيت"، لمهمة المراقبة لمواصفاتها، وإحداثياتها المتطورة في مهمة جمع المعلومات. ولم تكن الطائرة في الأصل، تصلح لمهمة مراقبة الحدود المصرية الإسرائيلية، ولكن اجري عليها العديد من الملائمات، جعلتها مريحة وفعالة، وبخاصة أن عملية المراقبة تتطلب طائرة ثقة واقتصادية، تستطيع أن تبقى وقتاً طويلا في الجو. وتشير الدراسة التي أعدها عميت درينغر، أن تعقب نشاط المهربين في مناطق النقب ليس سهلا البتة، لأنهم يعرفون ظروف المنطقة. ويستغلونها إلى النهاية. من أجل تحديد موقعهم، يحتاج فريق المراقبين في طائرة "هحوفيت" إلى معرفة المنطقة جيدا، والى أن يكونوا خبراء بأنماط سلوكهم. ولذلك فأن المهمة بالأساس تلقى على مجموعة ضيقة من الجنود "الخضر" يخدمون في سلاح الجو الإسرائيلي، في وحدة طيران "الجمل الطائر". ومهمة المراقبة تتم كل يوم ويخطط لها، مراقبو القيادات تخطيطا تاما، حيث يركز المراقبون توجهات الجهات الميدانية، ويخططون لكل طلعة بحسب سلم أوليات ما. ويقول أمنون، المقدم في سلاح الجو "قبل كل طلعة يتم توجيه نستعد به للمهمة"، ويضيف: "يوجد تقسيم واضح لمجالات المسؤولية: فالربان مسؤول عن إدارة المهمة وعن موضوع أمن الطائرة، إما المراقبون فمسؤولون عن مسار الطلعة". وفي أثناء الطلعة يكون فريق الطائرة في اتصال بغرفة الحرب في الفرقة. عندما يلاحظ المراقبون نشاطا مريبًا، يستعملون قوات الفرقة في الميدان ويوجهونها إلى ذوي الريبة. وتشترك مروحيات سلاح الجو الإسرائيلي أيضا في الدائرة وتطلق أحيانا من أجل اهباط قوات حرس الحدود في منطقة الحدث. وتشارك الشرطة أيضا بجزء مهم من العملية. وبشكل عام، تتحدد مهمة طائرة، "هحوفيت" بالمساعدة على رصد موقع ذوي الريبة. لكن وجودها في المنطقة يسهم أيضًا في التشويش على التهريبات أيضا. "يسمع المهربون ضجيج محرك الطائرة ويعلمون أنهم مطاردون"، يقول المقدم أمنون. ويتابع:"توجد لذلك أهمية كبيرة، لأنهم لا يستطيعون تنفيذ التهريب كما خططوا". ويوجد بطبيعة الأمر أيضا عامل الردع. حيث يقول أمنون: "هم يعلمون أننا في الأعلى ويجعلهم ذلك يفكرون مرتين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف