ماكين وأوباما يتنافسان على الدعوة الى التغيير

البيكيركي: يسعى كل من الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما المرشحان الى الرئاسة الاميركية الى تبني التغيير مع ورود المزيد من الانباء السيئة بشان الاقتصاد مما يهدد بزيادة استياء الناخبين من حال البلاد. وركز ماكين على سمعته بانه سياسي متفرد مستعد لمعارضة حزبه في القضايا الحساسة وذلك اثناء جولته في الولايات الحاسمة برفقة مرشحته لمنصب نائبة الرئيس سارة بايلن.

وتحدث بايلن وماكين عن تاريخهما في محاربة الفساد ومكافحة "سياسة الانفاق من اجل كسب اصوات الناخبين" وتعهدا باصلاح واشنطن. وقال ماكين في تجمع انتخابي في البيكيركي "انا اعرف لمن اعمل. انا لا اعمل لحساب حزب، ولا اعمل لمصلحة خاصة، ولا اعمل من اجل مصلحتي. انا اعمل من اجلكم". واضاف ماكين "سنفوز بهذه الانتخابات ودعوني اقدم تحذيرا مسبقا للناس في واشنطن الذين ينفقون كثيرا ويفعلون القليل ويضعون انفسهم قبل بلادهم: التغير قادم. التغير قادم".

الا ان منافسه الديموقراطي اوباما سخر من وعده بالتغير حيث ربط بينه وبين سياسة ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الفاشلة وقراره تعيين جماعات ضغط لادارة حملته. وقال اوباما في تجمع انتخابي في تيري هوت بولاية انديانا السبت "فجأة اصبح (ماكين) وكيل التغير". واضاف "يقول انه سيبلغ جماعات الضغط ان ايامهم في ادارة البيت الابيض انتهت (..) لمن سيقول ان التغيير قادم؟ لا بد ان يعتقدوا انك غبي".

وحذر اوباما من ان سياسات ماكين ستقوض الوعد الاميركي "بان من يعملون بجد طوال حياتهم لهم الحق في التقاعد بكرامة وامن". وقال اوباما في تجمع لمجموعة الضغط المتنفذة "ايه ايه ار بي"، وهي مجموعة خاصة بالاميركيين كبار السن "على مدى ثماني سنوات طوال، اتبع البيت الابيض سياسة مختلفة تماما (..) يطلقون عليها جمعية الملكية، ولكن ما تعنيه حقيقة هي انك تقف لوحدك. الوظائف نقلت الى خارج البلاد؟ حظا سيئا. اختفى التقاعد؟ حسنا. لا رعاية صحية؟ قسم الطوارئ سيصلح ذلك. انت تقف وحيدا".

وتظهر الاستطلاعات منذ اشهر ان اكثر من 75% من الاميركيين يعتقدون ان بلادهم تسير بالاتجاه الخاطئ وان الاقتصاد هو القضية الرئيسية التي تشغل بال الناخبين. واعلنت وزارة الخزانة الاحد وضع اليد على شركتي فريدي ماك وفاني ماي العملاقتين للقروض اللتين تملكان او تضمنان نصف عدد القروض في البلاد تقريبا والتي تبلغ قيمتها الاجمالية اكثر من خمسة ترليون دولار.

وتضررت الشركتان المساهمتان بشكل كبير بالانهيار المالي وازمة الحجز على العقارات خلال العام الماضي حيث خسرت نحو 90 بالمئة من قيمتها بسبب مخاوف من خسائر ناجمة عن عدم سداد القروض. وقال ماكين السبت ان انقاذ هاتين الشركتين مهم من اجل "الابقاء على الناس في منازلهم". وحذر المرشحان انه بالنسبة للمساهمين في الشركتين والمدراء التنفيذيين فان الامر قد لا ينتهي بمجرد انقاذ الشركتين.

واكد ماكين سناتور اريزونا على انه اذا فاز في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر، فان حكومته ستضم ديموقراطيين. وصرح لشبكة سي بي اس ان حكومته "ستضم افضل الناس واذكاهم في اميركا". ورسمت بيانات الوظائف التي نشرت الجمعة صورة قاتمة لوضع البطالة في الولايات المتحدة حيث ارتفعت الى اعلى نسبة منذ خمس سنوات بلغت 6,1 بالمئة في اب/اغسطس بعد الاستغناء عن 84 الف وظيفة.

واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "غالوب" تفوق اوباما بنقطتين، بينما اظهرت استطلاعات "راسموسين" تفوقه بنسبة 46 بالمئة مقارنة مع 45 بالمئة.
الا انه لم يتضح بعد ما اذا كان اختيار ماكين لسارة بايلن سيعود بنتائج ايجابية عليه حيث انها تحظى بشعبية بين المحافظين والناخبين ذوي "القيم" الدينية، لكنها لا تمتلك اية خبرة في السياسة القومية.

واظهر استطلاع جديد للرأي ان الناخبين الاميركيين لا زالوا غير متحمسين تجاه بايلن حاكمة الاسكا، وشككوا في استعدادها لخوض مجال السياسة حيث انها لم تشغل منصب الحاكم سوى منذ 20 شهرا.وفيما ابدى ستة من بين كل عشرة اجري عليهم الاستطلاع موافقتهم على اختيار بايلن، قال 42 بالمئة فقط انهم يعتقدون ان لديها خبرة كافية لتكون رئيسا في حال كان ذلك ضروريا، طبقا لاستطلاع نشرته شبكة "اي بي سي". الا ان بايلن ساعدت في استقطاب حشد كبير لتجمعات ماكين الانتخابية حيث هتف انصارها "سارة، سارة، سارة"، وحملوا لافتات مؤيدة لها.