صور بالخلوي تكشف مقتل المدنيين بغارة أميركية بكابول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: كشفت صور التقطت بواسطة هاتف خلوي عن مقتل عدد كبير من المدنيين الأفغان في أعقاب عملية عسكرية أميركية في أفغانستان، وهي ما اعتبر دليل جديد بشأن تلك الغارة، وفق ما ذكره مسؤولون في حلف شمال الأطلسي "الناتو." وعرضت الصور على القائد في الناتو، الجنرال ديفيد ماكيرنن، الذي طالب مطلع الأسبوع الجاري بإجراء مراجعة على أعلى المستويات للتحقيق العسكري السابق حول العملية العسكرية التي تمت في الثاني والعشرين من أغسطس/آب الماضي، والذي خلص إلى أن الولايات المتحدة مسؤولة فقط عن مقتل عدد محدود من المدنيين الأفغان.
وكانت تقارير مختلفة، من بينها واحد صادر عن الأمم المتحدة، قد ذكرت أن تلك العملية أسفرت عن مصرع 90 مدنياً أفغانياً، بينهم العديد من الأطفال والنساء. وصرح أحد المسؤولين بأنه يتضح الآن أن عدداً من الفلاحين دفنوا تحت الأنقاض، بحيث لم يتمكن الجنود الأميركيين من رؤيتهم أثناء البحث في المنطقة. وبعد مغادرة الجنود الأميركيين للمنطقة، يعتقد أن الفلاحين سحبوا تلك الجثث وقاموا بدفنها. وعرضت الصور التي التقطها مواطنون محليون بواسطة الهاتف الخلوي على محققي الأمم المتحدة، الذين قاموا بدورهم بعرضها على الجنرال ماكيرنان مؤخراً، وهو ما دفعه إلى طلب مراجعة التحقيق العسكري الأميركي.
وقال الجنرال ماكيرنن في بيان صادر عنه: "في ضوء ظهور دليل جديد فيما يتعلق بوقوع خسائر في صفوف المدنيين في العملية العسكرية بتاريخ الثاني والعشرين من أغسطس/آب الماضي في منطقة شنداند بإقليم هيرات، أعتقد أنه من الضرورة بمكان مطالبة القيادة الوسطى الأميركية بإرسال ضابط لمراجعة التحقيق الأميركي بنتائج العملية."
وقال الجنرال ديفيد ماكيرنن، في بيان أصدره الأحد: "في ضوء ظهور أدلة متصلة بسقوط ضحايا بين المدنيين خلال عملية تستهدف المسلحين في شينداند بولاية هيرات، أعتقد أنه من الحكمة الطلب إلى القيادة الوسطى إرسال ضابط لمراجعة التحقيقات الأميركية ونتائجها، انطلاقاً من الدليل الجديد."
وأضاف: "نحن ملتزمون بتقديم الحقيقة لشعب أفغانستان،" وذلك دون أن يقدم توضيحاً لطبيعة الدليل الموجود بين يديه. وكانت الحكومة الأفغانية، إلى جانب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان، قد أكدتا أن 90 مدنياً قتلوا إثر غارة جوية وقعت في 22 أغسطس/آب الماضي، ضمن ولاية هيرات غربي البلاد، وأشارت بعثة الأمم المتحدة إلى أن لدينا "دليلاً مقنعاً" بأن بين القتلى 60 طفلاً.
أما التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الأميركي فقد أشار إلى أن الغارة أدت إلى مقتل 30 إلى 35 عنصراً من حركة طالبان إلى جانب ما بين خمسة وسبعة مدنيين. وعلى خلفية تلك التقارير، طلب مجلس الوزراء الأفغاني من وزيري الدفاع والخارجية البدء بالتفاوض مع القوات الدولية، بما فيها القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي، حول اتفاقية "لوضع القوات."
كما دعا مجلس الوزراء إلى منع القوات الدولية من شن عمليات قصف جوي تستهدف المدنيين، وكذلك منع تفتيش المنازل دون التنسيق مع القوات الأفغانية، كما طالب بوقف عمليات الاعتقال غير المشروعة للمدنيين. وشُنت الغارة الجوية استناداً إلى تقارير استخباراتية تشير لوجود القائد الطالباني، الملا صديق، داخل مسجد في المنطقة لترؤس اجتماع للعناصر المسلحة هناك، وفق الجيش الأفغاني، الذي أشار إلى مقتل القيادي خلال العملية.
وبحسب رواية القوات الدولية، فإن مسلحين قاموا بإطلاق النار على عدد من الجنود الدوليين في المنطقة بأسلحة خفيفة وقاذفات صاروخية، فقام الجنود بالرد على مصدر الهجوم، كما استدعوا دعماً جوياً، مما أسفر عن مقتل 30 مسلحاً، بينهم الملا صديق.
وعلى صعيد آخر، أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" العاملة في أفغانستان أن اثنين من جنوها قتلا الأحد، أحدهما كندي والآخر هولندي، وذلك في حادثين منفصلين، وقع كلّ منهما إثر انفجار عبوة ناسفة على طريق تسلكه دوريات تلك القوات.