مسؤولون عراقيون: التجسس الأميركي لا يثير الاستغراب

بغداد: لم يبدِ مسؤولون عراقيون استغرابهم حيال المعلومات التي أوردها الصحافي بوب وودورد في كتابه الذي يشير إلى قيام الإدارة الأميركية بعمليات تجسس على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين في حكومته.

وأكد معظمهم أن "أميركا ليست بحاجة للتجسس للحصول على المعلومات من الساسة العراقيين"، بينما دعا أحدهم إدارة واشنطن إلى الاعتذار للحكومة والشعب العراقي في حال جرى التثبت من صحة المعلومات.

وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم جبهة التوافق السنية في البرلمان سليم عبد الله الجبوري "بتصوري لا وجود لأي مبرر أمام الأميركيين للقيام بفعل التجسس على مسؤولي الحكومة العراقية، بهدف الحصول على معلومات هم بالأساس مستمكنين منها من خلال قربهم الشديد من دوائر صناع القرار" العراقي.

وأشار الجبوري إلى أن إدارة واشنطن على "علم دقيق ومفصل بكل ما يجري داخل الأروقة السياسية العراقية، وتطلع عن كثب على جميع وجهات نظر وتصورات الشخصيات السياسية، وقطعا لديها من الوسائل ما تجمع به هذه المعلومات وتحللها بالطريقة التي تخدم مصالحها".

ويشير النائب عن الكتلة العربية للحوار الوطني محمد تميم إلى أن "معلومات وودورد ليس فيها ما يدعو إلى الاستغراب، والضجة التي اثيرت بشأنها ربما تكون فقط على مستوى الرأي العام الأميركي الذي يبدو انه تفاجأ بها، لكننا في العراق كنا على يقين تام بأن عمليات التجسس تدخل حيز التنفيذ منذ اليوم الأول لتولي المسئول العراقي مهامه في السلطات التنفيذية والتشريعية وربما حتى القضائية".

وتابع تميم "الوجود الأميركي بشقيه العسكري والمدني هو منْ يملك كل شيء على ارض العراق، وبالتالي ليس في الأمر جديد، أما منْ ينتفض ويمتعض فاعتقد أن انفعالاته تلك تدخل في إطار سذاجة سياسية". وأردف "المعروف أن شركة اتصالات أميركية وزعت على السياسيين العراقيين منذ اجتياح العراق عام 2003 أجهزة اتصالات حديثة، وهناك مكتب متخصص في السفارة الأمريكية ببغداد يتولى مهمة مراقبة وحفظ جميع الاتصالات التي يجريها مسئولو الحكومة" العراقية.

وطالب النائب عن كتلة الائتلاف الشيعي الموحد علي الأديب بـ"فتح تحقيق في ملابسات القضية، وإبلاغ الأميركيين بتقديم اعتذار علني إلى الحكومة والشعب العراقيين". وشدد الأديب على أن هذه القضية في حال جرى التثبت من صحتها فإنها تشكل "فضيحة" للأمريكيين وعملا لا يمكن أن يصدر من دولة لها وزن مؤثر في الساحة الدولية.

من جانبه، رفض الجيش الأميركي في العراق التعليق على ما ورد في الكتاب من معلومات. وذكر مصدر في القوات متعددة الجنسيات طلب عدم الكشف عن اسمه ان قوات التحالف "ليس لديها أي تعليق حول المعلومات التي نشرت" في كتاب وودورد.

وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان حكومته "ستثير موضوع تجسس وكالة المخابرات الأميركية وبقية المؤسسات الاستخبارية الأميركية على المسؤولين العراقيين مع الجانب الاميركي وستطلب توضيحا منه".

وكان كتاب الصحافي بوب وودورد الذي صدر في واشنطن اليوم الاثنين تحت عنوان (الحرب الداخلية: تأريخ البيت الأبيض السري 2006-2008) ذكر أن عمليات التجسس أثارت قلق كبار المسؤولين الأمريكيين. ونقل الصحافي عن مصدر قوله "إننا على علم بكل ما يقوله المالكي"، معلقا على عمليات التجسس التي طالت أيضا مقربين من رئيس الوزراء وأعضاء في الحكومة العراقية.