جورجيا تتهم روسيا بتعزيز وجودها في ميناء بوتي

عواصم: اعلنت الحكومة الجورجية الاثنين ان روسيا عززت وجودها العسكري في محيط ميناء بوتي الجورجي وذلك في الوقت الذي كان الرئيس الفرنسي يسعى في موسكو لانتزاع موافقة روسية على الانسحاب من جورجيا.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة الجورجية "ان قوات الاحتلال الروسية بصدد تعزيز حواجزها قرب ميناء بوتي التجاري الاستراتيجي عوض سحبها".

وافادت السفارة الاميركية في تبيليسي ان البارجة يو اس اس ماونت ويتني التابعة للاسطول الاميركي السادس والمكلفة المساعدات الانسانية غادرت الاحد بعدما بقيت راسية يومين قبالة هذا الميناء الواقع غرب جورجيا.

واضاف بيان تبيليسي انه "تم تعزيز حاجز نابادا (على مسافة حوالى 4 كلم شمال بوتي) بخمسين رجلا وصلوا على متن خمس مدرعات لنقل الجنود. كما تم تعزيز حاجز باتارا بوتي (على مسافة 8 كلم شمال شرق بوتي) بآلية تنقل عشرة رجال".

وقال متحدث باسم الحكومة لوكالة فرانس برس ان "العسكريين الروس باشروا اقامة حاجز جديد على مسافة 150 مترا جنوب مدخل نابادا. ووصلت اربع مدرعات لنقل الجنود ما يرفع عدد هذه الاليات الاجمالي الى 17 على الحواجز الثلاثة حول بوتي".

من جهتها قالت مارتا فريمان المتحدثة باسم بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا في جورجيا "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات في الوقت الحاضر".

كما تؤكد تبيليسي ان طائرتين نفاثتين روسيتين انتهكتا المجال الجوي الجورجي "لمدة 45 دقيقة في مهمة استطلاع بالتاكيد".

ولفتت الحكومة الى ان "الانتهاك المتكرر للمجال الجوي وبسط الجواجز الى بقعة بعيدة عن منطقة النزاع يوحيان بان روسيا لا تعتزم الالتزام بتعهداتها" في اطار خطة السلام التي تم التفاوض بشأنها مع الاتحاد الاوروبي.

وبحسب تبيليسي، فان روسيا تنشر حوالى 1470 جنديا واكثر من 230 آلية مسلحة منذ تدخلها العسكري في جورجيا في مطلع اب/اغسطس، فضلا عن القوات المنتشرة في منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين والبالغ عديدها ستة الاف جندي.

ميدفيديف

يأتي ذلك فيمااعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين ان اعتراف روسيا بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين "نهائي ولا رجعة عنه".

وقال مدفيديف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي نيكولا ساركوزي "هذا الخيار نهائي ولا رجعة عنه" مضيفا "قراراتنا مبرمة".

موراتينوس

من جانبهدعا وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الاثنين الى ترجيح الحوار وليس المواجهة مع روسيا بشأن الازمة الجورجية، في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر للسفراء الاسبان في مدريد.

وقال موراتينوس "يجب ان نفسح لروسيا امكانية حوار وليس مواجهة"، معلنا ارسال سفير دائم لمنطقة القوقاز "بشكل عاجل" يكون مقره في تبيليسي.

وفي المقابل، اشار موراتينوس في مقابلة نشرتها صحيفة الباييس الاثنين الى ان "روسيا الحالية ليست روسيا السوفياتية، كما انها ليست روسيا بوريس يلتسين".

واوضح "انها روسيا جديدة تريد اقامة علاقاتها مع اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية على اساس معايير جديدة. وهذا ما ينبغي ان نركز عليه: كيفية اقامة علاقة مع روسيا الجديدة هذه".

وقال موراتينوس معلقا على النزاع الروسي الجورجي والازمة الدولية التي نشأت عنه "علينا تجنب حرب باردة جديدة في حين ان التحديات الكبرى المطروحة في هذا القرن هي مكافحة الفقر والتغيير المناخي والارهاب".