تقرير: القصف الجوي في أفغانستان يثير حنق الرأي العام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الشيخ خليفة يكرر دعمه لحميد كرزاي كابول: قال تقرير لمنظمة حقوقية دولية إنّ عمليات القصف الجوي التي تنفذها القوات الأميركية والتابعة لحلف الناتو، تضاعفت ثلاث مرات من 2006 إلى 2007، وأنّها "تزيد من ردود فعل الرأي العام."
كما أشار التقرير الذي أصدرته "منظمة هيومان رايتس واتش" الاثنين، إلى استخدام تنظيم طالبان الناس دروعا بشرية وكذلك نشره مقاتلين في "قرى مأهولة بالسكان بهدف أساسي يتمثل في حماية قواته من الهجومات المعاكسة." واعتبر ممثل لقوة "إيساف" التابعة لحلف الناتو في أفغانستان، التقرير "متوازنا إلى حدّ بعيد."
ويأتي نشر التقرير في وقت يحقق فيه الجيش الأميركي في قصف جوي نفذته قواته في 22 أغسطس/آب، تقول الحكومة الأفغانية إنه أودى بحياة 90 مدنيا في الوقت الذي يقول فيه الجيش الأميركي إنه أودى بحياة خمسة مدنيين فقط.
وقتلت عمليات القصف الجوي عام 2006 116 مدنيا وفي عام 2007 321، وفي العام الحالي حتى الآن 119 من دون احتساب حصيلة عملية القصف التي وقعت في 22 أغسطس/آب والتي هي موضع تحقيق، وفق التقرير. وأضاف أنّه "ردا على تزايد مشاط المتمردين، تضاعف حجم أطنان القنابل التي تمّ إطلاقها في عمليات القصف الجوي في 2007 مقارنة بالعام الذي سبقه."
وقال إنّه في يونيو/حزيران ويوليو/تموز من 2008، ألقت القوات الأمريكية "تقريبا كمية من القنابل مماثلة لما ألقته خلال عام 2006 بأكمله."
وأوضح أنه "وفيما جرت العادة أن تنخفض عمليات القصف في عددها خلال الشتاء بسبب تضاؤل عمليات القتال، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة إلى شتاء 2007-2008. فقد شهد ديسمبر/كانون الأول 2007 ضعف عدد عمليات القصف التي تمّ تنفيذها في يوليو/تموز 2007."
وخلص إلى التأكيد أنّ هناك "تحولا كبيرا وغير مسبوق في استخدام القوة الجوية في أفغانستان في 2008." وقالت المنظمة إنّ القتلى المدنيين في عمليات القصف الجوي قضوا في غالبيتهم أثناء "ردّ سريع كثيرا ما تمّ تنفيذه كعملية إسناد لقوات برية وقعت تحت هجمات ينفذها المسلحون."
وقال مدير منطقة آسيا في المنظمة براد آدم إنّ "الرد الجوي السريع يعني مزيدا من الإصابات في صفوف المدنيين فيما كلّ قنبلة يتمّ إلقاؤها في المناطق المأهولة بالسكان تزيد من احتمال الخطأ."وأضاف أنّ "الأخطاء المرتكبة من قبل القوات الأمريكية وحلف الناتو قلصت بكيفية واضحة دعم الرأي العام للحكومة الأفغانية ووجود قوات دولية توفّر الأمن للأفغان."
كما عرض التقرير إلى ما وصفه "الردّ الضعيف" من قبل المسؤولين الأمريكيين عند حدوث مثل هذه الوفيات حيث أنّه كثيرا ما يسارعون إلى نفي المسؤولية بشأن مقتل مدنيين أو أنهم يلقون بها على طالبان."
وانتقد التقرير التحقيقات "أحادية الجانب والمفتقرة إلى الشفافية" التي يقوم بها الجيش الأميركي بحيث أنها تؤثر سلبيا في العلاقات مع السكان المحليين والحكومة الأفغانية بدلا من تعزيزها." وأشار التقرير أيضا إلى غياب نظام دفع تعويضات للمدنيين يوفر المساعدة العادلة والحينية لهم.
وبعد أن أشار إلى إعلان القوات الأميركية والناتو تغيير تكتيكاتهم بإرجاء تنفيذ عملياتهم إذا كان هناك احتمال لإصابة مدنيين، أوضح التقرير أنّ عدد الضحايا المدنيين عاد إلى التزايد. وقال آدم إنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى وضع حدّ لأخطاء قتل مثل هذا العدد من المدنيين، كما أنه يتعين عليها "تحمل مسؤولياتها بما فيها توفير التعويض الفوري عندما تقتل عملياتها مدنيين أفغان."
وأضاف أنّه "رغم أنّ استخدام طالبان للناس دروعا بشرية يعدّ أحد العوامل في عدد من حوادث مقتل مدنيين، إلا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن لا تستخدم ذلك ذريعة ففي نهاية فإنّ قنابلها هي التي تسببت في الوفيات."