رد جورجي إيجابي على التعهدات الروسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بتليسي: رحب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بحذر بموافقة روسيا على سحب قواتها من المناطق التي تحتلها داخل أراضي جورجيا بمحاذاة إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين. وقال ساكاشفيلي إن ذلك يمثل "خطوة للامام"، ولكنه كرر مطالبته بضرورة انسحاب القوات الروسية من الاقليمين الانفصاليين ايضا.
وجاء اعلان الرئيس الجورجي عقب محادثات اجراها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في موسكو مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف. وكان الرئيس ميدفيديف قد قال إن الانسحاب سيبدأ في اللحظة التي يبدأ فيها مراقبو الاتحاد الاوروبي في الانتشار في اوسيتيا الجنوبية. وقال الرئيس الروسي الذي كان يتحدث عقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي الزائر نيكولا ساركوزي إن الانسحاب مشروط بضمانات من ان جورجيا لن تعود الى استخدام القوة مرة اخرى. الا ان الرئيس ميدفيديف لم يتطرق الى سحب القوات الروسية من اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. ودافع الرئيس الروسي عن قرار حكومته المثير للجدل بالاعتراف باستقرار الاقليمين الجورجيين الانفصاليين قائلا إن القرار لا يمكن التراجع عنه.
انتقاد واشنطن
وقال الرئيس ميدفيديف متطرقا الى الاجراءات التي تم الاتفاق عليها مع وفد الاتحاد الاوروبي الزائر الذي ترأسه الرئيس الفرنسي إن مؤتمرا دوليا سيعقد في جنيف في الخامس عشر من الشهر المقبل لمناقشة الازمة الجورجية وتداعياتها. كما وافقت روسيا على ازالة نقطة تفتيش كانت قد اقامتها بالفرب من ميناء بوتي الجورجي في غضون اسبوع واحد. الا ان الرئيس الروسي قال إن تنفيذ هذا الاجراء مشروط ايضا بتعهد جورجيا الخطي بالامتناع عن استخدام القوة ضد اقليم ابخازيا.
وقال بعدئذ إن الوفد الاوروبي - الذي ترأسه الرئيس ساركوزي وضم في عضويته كل من رئيس المفوضية الاوروبية جوسيه مانويل باروسو ومنسق العلاقات الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا - سلمه رسالة موقعة من قبل الرئيس الجورجي تعهد فيها بعدم تكرار استخدام القوة. واكد الرئيس الروسي ان قواته ستنسحب من "من المناطق المحاذية لاوسيتيا الجنوبية وابخازيا الى خط ما قبل اندلاع الاعمال الحربية الاخيرة."
ومضى الرئيس ميدفيديف الى القول: "سينفذ هذا الانسحاب في غضون عشرة ايام من بدء انتشار آليات الرقابة الدولية بما فيها 200 مراقبا على الاقل من الاتحاد الاوروبي، والذي يجب ان يتم في موعد لا يتعدى اليوم الاول من شهر اكتوبر/تشرين الاول." الا ان الرئيس الروسي وجه انتقادات لاذعة للحكومة الجورجية والولايات المتحدة، إذ قال: "إن جورجيا تحاول تعزيز قدراتها العسكرية، وبعض شركائنا - الولايات المتحدة على وجه الخصوص - يساعدونها في ذلك." واتهم الرئيس ميدفيديف واشنطن باعادة تسليح جورجيا تحت ستار المساعدات الانسانية، وهو اتهام وصفته واشنطن بالـ"مضحك."
وكانت وزارة الخارجية الاميركية، في بادرة ترمز الى غضب واشنطن من موسكو، قد اعلنت ان الرئيس بوش قرر سحب اتفاقية للتعاون النووي المدني بين روسيا والولايات المتحدة من الكونغرس.
محادثات "مثمرة"
وكانت المحادثات التي اجراها الجانبان الروسي والاوروبي في موسكو يوم الاثنين قد استمرت لثلاث ساعات. ووصف الرئيس الفرنسي، الذي حاول اقناع الجانب الروسي بالالتزام بشروط اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسط في تثبيته في الثاني عشر من الشهر الماضي، المحادثات بأنها كانت مثمرة. وقال الرئيس ساركوزي إن تفاصيل الامور التي ستطرح في مؤتمر جنيف ما زالت قيد البحث، الا انه اكد ان قضية اعادة اللاجئين والنازحين الى دورهم ستتبوأ مركز الصدارة في جدول اعمال المؤتمر.
وكانت الدعوة التي اطلقتها روسيا لاجراء مشاورات دولية حول الوضع النهائي للاقليمين الجورجيين الانفصاليين - التي وردت كبند في اتفاق وقف اطلاق النار ذي البنود الستة - قد اثارت لغطا واسعا. فالرئيس جورجي يرفض باصرار اية محاولة تهدف الى التشكيك في عائدية الاقليمين الى جورجيا.
وقد وصل الرئيس ساركوزي والوفد المرافق له في وقت لاحق الى العاصمة الجورجية تبيليسي، حيث اجرى مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الرئيس ساكاشفيلي وصف فيه الاخير الخطة الفرنسية بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال الرئيس الجورجي: "اعتقد انها خطوة الى الامام، ولكننا ما زلنا في بداية طريق طويل وما زال علينا الكثير لكي نفعله."
الا انه كرر ادعائه بأن اوسيتيا الجنوبية وابخازيا تشكلان جزءا لا يتجزأ من اراضي جورجيا، وقال إن على القوات الروسية الانسحاب منهما فورا مذكر بأن "جورجيا لن تتخلى تحت اية ظروف عن جزء من سيادتها وارضها." كما اعلن ساكاشفيلي عن انعقاد قمة مدعومة من جانب الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية في تبيليسي في الشهر المقبل هدفه اعادة اعمار ما خلفته الحرب من دمار.
من جانبه، تعهد الرئيس ساركوزي بأن يراقب الاتحاد الاوروبي روسيا مراقبة دقيقة للتأكد من وفائها بتعهداتها بالانسحاب. وقال الرئيس الفرنسي: "اقول لكم بكل امانة إن الامر لم ينته بعد. فنحن لم نبلغ بعد نهاية الشوط. هذه هي الحقيقة. اننا نتقدم خطوة بخطوة." وقال الرئيس ساركوزي إن المراقبين الاوروبيين الذين سينتشرون في منطقة النزاع سيعملون وفق تفويض الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا، وسيتمكنون من دخول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا اضافة الى جورجيا.
وقال بلهجة لم تخل من تهديد: "اذا لم تنسحب القوات الروسية كليا الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع القتال بحلول الخامس عشر من الشهر المقبل، ستتوصل اوروبا الى الاستنتاج الضروري."
وكانت القوات الروسية قد اجتاحت جورجيا في السابع من اغسطس/آب المنصرم اثر محاولة جورجية خائبة لاعادة ضم اوسيتيا الجنوبية بالقوة. يذكر ان الاقليمين - المدعومين من موسكو - يتمتعان باستقلال فعلي عن جورجيا منذ الحرب الاهلية التي خاضاها ضد تبيليسي في اوائل تسعينيات القرن الماضي.