الإستعدادات لتشغيل بوشهر "في مرحلتها النهائية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: قال ليونيد ريزنيكوف، رئيس شركة أتومستروي إكسبورت الروسية الحكومية التي تقوم ببناء مفاعل بوشهر في إيران، إن الإستعدادات لإطلاق عملية تشغيل المنشأة النووية قد دخلت مرحلتها النهائية. وأضاف ريزنيكوف قائلا: "سنتخذ مع نهاية العام الجاري خطوات ستجعل من عملية انطلاق أول مفاعل نووي في إيران أمرا لا عودة ولا تراجع عنه."
أمَّا إيرينا ييسيبوفا، المتحدثة باسم شركة أتومستروي إكسبورت، فقد قالت إن موعد افتتاح المفاعل سيتقرر على ضوء نتائج المحادثات والمشاورات التي سيجريها المسؤولون الروس والإيرانيون هذا الشهر.
تأكيد إيراني
من جانبهم، أكد المسؤولون الإيرانيون إن العمل في مفاعل بوشهر سينطلق خلال الربع الأخير من العام الجاري. وقد رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تعكف حاليا على إعداد تقرير شامل عن المنشآت النووية الإيرانية، التعليق على إعلان الجانب الروسي عن قرب تشغيل المفاعل المذكور. تأتي هذه التطورات بعد أقل من شهر على قيام أولي هينونن، أحد كبار المسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارة لإيران أجرى خلالها محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن ملف طهران النووي.
موقف واشنطن
من جانبه، رفض شون ماكورماك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، التعليق بشكل مباشر على الإعلان الروسي، لكنه أشار إلى أن الاتفاق بين روسيا وإيران بشأن بوشهر قد أُرسي منذ أمد بعيد. وأضاف ماكورماك قائلا: "ما أعني قوله هو أن الاتفاق هو نوع من الصفقة التي تتيح لإيران امتلاك الطاقة النووية بدون المرور بدورة الوقود المخصَّب." وأردف بقوله: "بصراحة تامة، لقد قرر النظام الدولي في هذه المرحلة أنه لا يمكن الوثوق بهم (الإيرانيين)."
ضخ الوقود
وتعليقا على التطور الجديد، عبَّر ديفيد أولبرايت، الخبير في مجال منع انتشار الأسلحة النووية في معهد العلوم والأمن الدولي ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن، عن اعتقاده بأن الخطوات التي أشارت إليها الشركة الروسية قد تكون هي ضخ الوقود النووي في المفاعل استعدادا لتشغيله. وقال أولبرايت، الذي يقوم معهده بمتابعة وتقصي شؤون الدول المشتبه بأنها تسعى لتطوير قدرات نووية: "ليس هنالك خطوات لا يمكن إلغاؤها أو الرجوع عنها في هذا المجال."
لكنه أردف قائلا: "إن نزع الوقود النووي من المفاعل بعد عملية ضخه فيه عملية معقدة ومعرضة لحدوث مشاكل ومصاعب جمة، لطالما أن الأمر يقتضي التعامل مع وقود معالج نوويا ومع قلب مفاعل يكون قد تم تلوثه بالإشعاع."
مليار دولار
يُشار إلى أن إيران تدفع لروسيا أكثر من مليار دولار أميركي مقابل أن تبني لها مفاعلا نوويا بطاقة ألف ميكاواط. وكانت الولايات المتحدة، ومعها الدول الغربية الأخرى التي تخشى من أن تكون إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، قد انتقدت روسيا بسبب بنائها لمفاعل بوشهر.
تخفيف اللهجة
إلا أن واشنطن خففت من حدة موقفها في وقت لاحق بعد أن وافقت إيران مؤخرا على إعادة الوقود النووي المستعمل إلى روسيا للتأكيد على أنها لا تقوم بسحب عناصر ومواد منه يمكن استخدامها لصنع أسلحة. وقالت واشنطن أيضا إن حلفاءها الغربيين قد وافقوا أيضا على التوقف عن الإشارة إلى بوشهر في أي قوانين عقوبات يتم استصدارها من مجلس الأمن بحق إيران بسبب مواصلة برنامجها النووي.
من جانبها، تقول روسيا إن العقود الموقعة بينها وبين إيران بخصوص بناء مفاعل بوشهر تتسق مع جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية الهادفة إلى منع انتشار الأسلحة النووية. وقد حذَّرت إيران مرارا من عواقب وخيمة إذا واصل مجلس الأمن الدولي فرض المزيد من العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي الذي أكدت دوما على أنه لا يرمي إلى تطوير أسلحة نووية.
تسليم الوقود
وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق من العام الحالي أنها أكملت عملية تسليم الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل بوشهر. وعانى مفاعل بوشهر من عدة عمليات تأجيل منذ ان بدأت أعمال الإنشاء فيه في سبعينيات القرن الماضي إبان حكم الشاه السابق محمد رضا بهلوي والذي استعان وقتها بالخبرة الألمانية لإنشاء المفاعل.
فقد عُلق العمل في المشروع في العقد الذي تلى قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ليُستأنف العمل به مرة أخرى في عام 1995 عندما وافقت روسيا على بناء المحطة وإمدادها بالوقود النووي اللازم.