قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف - إيلاف: تواصل إسرائيل تحركاتها على المستويات كافة من أجل إحباط البرنامج النووي الإيراني، حيث إنه الإضافة إلى النشاط الدبلوماسي المحموم لتكثيف الضغوطات الدولية على طهران، تحاول إسرائيل التلويح بالخيار العسكري كورقة ضغط وتهديد في آن واحد. وفي السياق ذاته، تأتي جلسة المشاورات لمنتدى الثلاثي التي سيتزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت غدا، ويحضرها وزير الدفاع إيهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وذلك بعد إعلان الشركة الحكومية الروسية أتومسترويكوفورت، التي تبني مفاعل بوشهر أن الاستعدادات لتشغيل الأخير في مراحلها النهائية، ليدخل المفاعل حيز العمل في الخريف القريب القادم. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن وزير المواصلات شاؤول موفاز قوله إن انجاز بناء المفاعل النووي في بوشهر عما قريب يشكل تقدما إيرانيا خطيرا وخطوة إلى الوراء في الجهد الدبلوماسي. وأكد الوزير موفاز وجوب عدم السماح بقيام عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، إذ أن امتلاك إيران لقدرات نووية يعرض امن العالم اجمع للخطر. وتعتقد إسرائيل أن وصول طهران إلى السلاح النووي سيجعل العمل ضدها أكثر تعقيدا، وهو ما أكده تقدير استراتيجي صدر عن معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي العام الماضي، وأعده الخبير في مشكلات الاستخبارات الإستراتيجية العقيد (احتياط)، الدكتور افرايم كام، هو يشغل أيضا نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، وبحسبه، فأن الرد على طهران بعد امتلاكها النووي، سيكون أكثر تعقيدا سواء نفذته الولايات المتحدة أم إسرائيل. بل أن التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي ذاته ذاته، يشير إلى أن إمكانية الرد على إيران النووية، سيكون غير ممكن لسببين: الأول، بعد أن تملك إيران سلاحا نوويًا ستستطيع نشره، وإخفاءه في مواقع خزن مختلفة، سرية ومحمية جيدا. سيقتضي هذا الوضع الحصول على معلومات استخبارية دقيقة لا عن بنية إنتاج السلاح فقط، بل عن مواقع الخزن أيضا، وعن وسائل إطلاق السلاح الذري. ويقول التقدير المعنون بـ "الرد على إيران نووية": "تدل التجربة على أنه سيكون من الصعب جدا الحصول على معلومات استخبارية نوعية من هذا القبيل، ويبدو أن هذا غير عملي. على ذلك سيكون إمكان أن يظل في يد إيران مواقع ذرية حاسمة وسلاح ذري لا يصاب بالهجوم، في أعقاب انعدام معلومات استخبارية نوعية عنه، سيكون أكثر حقا". والسبب الثاني لعدم القدرة على العمل ضد إيران في حال أنجزت مشروعها النووي، يتصل بإحباط عامل الردع، فإذا ما وُزنت عملية عسكرية للقضاء على المواقع الذرية في إيران، فانه يجب الأخذ في الحسبان أن إيران سترد على الهجوم باستعمال سلاح نووي، إذا بقي في يدها القدرة على الضربة الثانية. وبحسب الخبير الإسرائيلي افرايم كام فأنه إذا تعرضت إيران إلى هجوم من الولايات المتحدة، فأنها سترد بقصف إسرائيل، لان احتمال رد نووي يراني على الولايات المتحدة ضئيلا، بالإضافة إلى أنه من المشكوك فيه أن توجد في المنطقة أهداف أميركية تكون قابلة للإصابة بهجوم نووي إيراني، ولذلك سيكون احتمال الرد الإيراني النووي ضد إسرائيل هو الأقرب. ويستنتج التقدير أن السببين أعلاه، يفضيان معا إلى أن وجود السلاح الذري في يد إيران سيضائل بقدر ملحوظ جدا الخيار العسكري لإحباط قدرتها النووية، الذي هو في الأصل إشكالي. ولما كانت الغاية المطلوبة هي القضاء على كامل المخزون النووي لإيران، فسيُحتاج إلى شروط خاصة لتسويغ عمل عسكري لتحقيقها، وبالواقع سيكون إحراز الغاية صعبا جدا يبلغ إلى حد عدم الإمكان. ويقول التقدير: "لن يكون عمل عسكري أشمل أيضا، يرمي إلى إسقاط النظام - واحتمالات تحققه قبل أن تحصل إيران على السلاح النووي، ليست عالية - لن يكون ذا صلة عندما تملك إيران قدرة الردع النووية".