وودوارد: برنامج سري أميركي وراء تراجع العنف بالعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: كشف كاتب "الحرب الداخلية: التاريخ السري للبيت الأبيض"، الصحفي الأميركي الفائز بجائزة بوليتزر بوب وودوارد، أن أسباب تراجع حدة العنف في العراق مرده برنامج سري استخدمه الجيش الأميركي لقتل "إرهابيين" واجتثاثهم من جذورهم.
وبين أن مقارنته تندرج ضمن ما يسمى ببرنامج "مانهاتن في حقبة الحرب العالمية الثانية"، التي شهدت مرحلة تطوير القنبلة النووية، وشدد على ضرورة إبقائه ضمن الملفات السرية في الوقت الحاضر، وإلا سيتسبب "بقتل الناس"، وفق ما صرح به وودوارد في مقابلة خاصة مع المقدم لاري كينغ، مساء الاثنين على شبكة CNN.
وكشف وودوارد في كتابه، الذي يوثق فيه لمرحلة من التاريخ السري في البيت الأبيض بين الفترة 2006 و2008، وجود قدرات عملية سرية طورها الجيش لتحديد واستهداف وقتل قادة تنظيم القاعدة في العراق، وغيرهم من قادة الجماعات المسلحة المعارضة للوجود الأميركي.
بموازاة ذلك، أقر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي في بيان مكتوب بوجود الاستراتيجية الجديدة التي أتى على ذكرها وودوارد، إلا أنه اختلف مع ما خلص له بأن كبح جذوة العنف في العراق لا يعود لتعزيز القوات الأمريكية في العراق بقرابة 30 ألف عنصر جديد. وجادل هادلي قائلاً: "إن زيادة أعداد الجنود وفر موارد إضافية."
ويقول وودوارد، الذي يكتب حاليا في صحيفة "واشنطن بوست"، إنه بالإضافة إلى زيادة أعداد القوات الأميركية، والتكتيك السري الجديد، كان هناك أيضاً عاملان مساعدان في إخماد جذوة العنف، وهما الهدنة التي أعلنها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ووقف عمليات جيش المهدي الموالي له ضد القوات الأميركية، والثاني خلق ما يسمى بحركة "صحوة الأنبار"، التي شهدت انضمام زعماء القبائل السنية إلى القوات الأمريكية في حربها ضد تنظيم القاعدة في العراق.
واعتبر وودوارد في مقابلته أن تدني العنف يعود بجزء كبير للبرنامج السري، رغم الجدل القائم حول ذلك. وقال إن البرنامج السري سيوصف في يوم ما في التاريخ بأنه مذهل. وختم وودوارد ناصحاً الجماعات المتشددة في العراق بالإفلات بركابها قبل أن يطالها البرنامج الخطير جداً.
يُذكر أن الحكومة العراقية كانت قد علقت على تقارير نسبت للكتاب الذي طرح في الأسواق الاثنين، وأشارت إلى قيام واشنطن بالتجسس على كبار المسؤولين فيها. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، إنه إذا اتضح صدق هذا الاتهام "فسيلقي ذلك ظلالاًَ من الشك حول العلاقة المستقبلية مع تلك المؤسسات،" في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وأضاف الدباغ، الذي تحدث لـCNN على خلفية التقارير التي تناولت كتاب وودوارد: "إذا كان الأمر صحيحاً فإنه سيعكس مناخاً من عدم الثقة، وسيظهر أن المؤسسات الأميركية تستخدم للتجسس على الأصدقاء والأعداء بالصورة عينها." وذكر الدباغ أن بغداد تدرك وجود عمليات استخبارية سرية لأجهزة الأمن الأميركية، غير أنه أضاف أن توجيه تلك العمليات ضد الحلفاء "سيبعث برسائل خاطئة."