الحوار الوطني اللبناني يبدأ الاسبوع المقبل وسط ترحيب داخلي بانطلاقه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت-دمشق: رحب الفرقاء اللبنانيون بتحديد الرئيس ميشال سليمان موعد انطلاق الحوار الوطني حول المسائل الخلافية بسرعة لم تكن متوقعة للاستفادة من الاجواء الايجابية التي خلفتها المصالحة في طرابلس مما قد يسهل التوصل الى التوافق خصوصا حول موضوع سلاح حزب الله. وكان رئيس الجمهورية دعا مساء الثلاثاء الى حوار وطني في القصر الجمهوري تعقد اولى جلساته في 16 ايلول/سبتمبر.
وقال مصدر حكومي الاربعاء ان تحديد الموعد شكل "صدمة ايجابية لكل الاطراف" بما فيها قوى 14 اذار المناهضة لسوريا وتمثلها الاكثرية النيابية وقوى 8 اذار التي يشكل حزب الله ابرز اطرافها. ولفت المصدر الى ان "عدة تطورات ايجابية" ساهمت في تحديد الموعد "ابرزها المناخات التي اشاعتها مصالحة طرابلس (شمال) وكيفية تلقف الجميع لها"، مضيفا "هذا ما دفع الرئيس اللبناني الى الاسراع لاستثمار المناخ الايجابي".
وشهدت طرابلس كبرى مدن شمال لبنان مساء الاثنين توقيع وثيقة مصالحة انهت اشتباكات بين منطقة علوية واخرى سنية وسط امال بان يتعمم النموذج على مناطق اخرى وخصوصا بيروت وشرق لبنان اللذان شهدا احداثا امنية متقطعة لاسيما بين انصار تيار المستقبل وحزب الله. وراى حسن حب الله احد نواب حزب الله بان الدعوة "جيدة وايجابية".
وقال لوكالة فرانس برس "نرحب بانطلاقة الحوار. هذا امر ايجابي فيه الكثير من الخير للشعب". واعتبر زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ان انطلاق الحوار "يشكل بادرة جيدة نامل ان تؤدي الى مناقشة ما هو مطروح على جدول الحوار بروح ايجابية بناءة تصب في مصلحة اللبنانيين". وفي تصريحات صحافية رحبت شخصيات اخرى بالدعوة منها رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل (14 آذار) الذي اعتبرها "مفاجاة سارة" معربا عن امله في ان تكون "فاتحة خير فنعود ونضع كل قضايانا على الطاولة بهدوء ونحدد مسار المرحلة المقبلة".
وقال محمد رعد رئيس كتلة نواب حزب الله في البرلمان "بعدما تحركت اجواء المصالحات صار واجبا ان تنطلق عجلة الحوار الوطني وان يتحدث الفرقاء مع بعضهم بصراحة تامة"، مؤكدا انفتاح حزبه "على مناقشة كل نقطة تستوجب اتفاق اللبنانيين لتامين الاستقرار وتعزيز السلم الاهلي".
ودعا النائب عمار حوري (المستقبل) الى دخول الحوار "بذهنية بعيدة عن التصلب المسبق" معربا عن اعتقاده انه "آن الآوان لدخول هذه المرحلة من اتفاق الدوحة لنعود حصرا الى الحوار". وانهى اتفاق الدوحة الذي وقعه الافرقاء السياسيون اللبنانيون في 21 ايار/مايو في العاصمة القطرية ازمة سياسية استمرت 18 شهرا وتطورت الى اشتباكات مسلحة بين انصار الاكثرية والاقلية النيابيتين كادت تجر البلاد الى حرب اهلية.
وبفضل هذا الاتفاق انتخب سليمان رئيسا للجمهورية وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ويعمل حاليا على سن قانون جديد للانتخابات النيابية. كما نص الاتفاق على الحوار برعاية سليمان ومشاركة عربية. من جهتها ركزت الصحف اللبنانية على اهمية انطلاق الحوار.
وكتبت "السفير" المقربة من قوى 8 اذار "بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووضع العلاقات بين لبنان وسوريا على سكتها الطبيعية ومصالحة طرابلس اراد الرئيس سليمان ان يستفيد من الدينامية الايجابية داخليا ومن المناخ الاقليمي لتنفيذ احد ابرز بنود اتفاق الدوحة". واشارت "اللواء" المقربة من قوى 14 اذار" الى "ان مصالحة السياسيين في طرابلس وما تلاها من اجماع في الترحيب شجعت على التعجيل بعقد طاولة الحوار للاستفادة من المناخات التصالحية واعادة الحوار الى داخل المؤسسات وسحبه من الشارع في ظل مناخ اقليمي ودولي مؤات".
وجاء تحديد موعد الحوار باسرع ما كان متوقعا بسبب الخلاف بين الاكثرية النيابية والاقليمة حول توسيع عدد المشاركين وفتح جدول الاعمال. ففي حين اصرت الاولى على حصر الحضور بالمشاركين في الدوحة دون ان تمانع بتوسيع البحث شرط ان تبقى الاستراتيجية الدفاعية هي الاولولية دعت الثانية الى توسيع دائرة المشاركين وفتح جدول الاعمال.
والشخصيات التي ستجتمع الاسبوع المقبل عددها 14 شخصية شاركت عام 2006 في مؤتمر الحوار الذي عقد بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وحينها توصل المشاركون الى التوافق على مختلف بنود جدول الاعمال باستثناء الاستراتيجية الدفاعية التي ستكون اول بنود الحوار الحالي.
من ابرز المشاركين في الحوار الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي لم يذهب الى الدوحة لاسباب امنية. ويشارك كذلك رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري اضافة الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون. يذكر بان جلسات حوار عام 2006 توقفت بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان ولم تستانف بعد توقفها.
باريس ترحب بالدعوة لحوار لبناني وتؤيد التفاوض مع إسرائيل
ورحبت باريس بمبادرة سليمان إلى الدعوة لحوار وطني وأكدت تأييدها لإجراء محادثات بين إسرائيل ولبنان، ولكنها اعتبرت أن قرار التفاوض يعود إلى السلطات اللبنانية. وعلقت الخارجية الفرنسية تعليقا على سؤال حول دعوة الرئيس سليمان القيادات السياسية اللبنانية إلى الاجتماع حول طاولة الحوار في السادس عشر من الشهر الحالي بالقول "نرحب بهذه الخطوة الجديدة في تنفيذ اتفاق الدوحة ونذكر بهذه المناسبة بدعمنا الكامل للسلطات اللبنانية ولبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها"، وفق تعبير المتحدث المساعد فريدريك ديزانيو.
ومن ناحية ثانية كرر المتحدث الفرنسي تأييد بلاده لإجراء محادثات بين لبنان وإسرائيل بعدما أعلن الرئيس اللبناني أنه لا يرى مبرراً لتفاوض ثنائي مع إسرائيل، وقال ديزانيو "يعود إلى السلطات الشرعية في لبنان أن تقرر إجراء مفاوضات أو عدم إجرائها"، وأضاف "تؤيد فرنسا من ناحيتها إجراء حوار بين دول المنطقة وكل ما يساعد على الاستقرار والسلام، وتجدد تمسكها باستقرار الأوضاع على طوال الخط الأزرق واحترام وقف الأعمال العدائية والتنفيذ الكامل للقرار 1701 بكافة بنوده"، في إشارة إلى القرار الذي صدر عن مجلس الأمن بعد حرب صيف العام قبل الماضي.
الرئيس السوري يرحب بكل اتفاق يجمع اللبنانيين
الى ذلك رحب الرئيس السوري بشار الاسد بكل اتفاق يجمع اللبنانيين ويحقق وحدتهم الداخلية. وذكر بيان رئاسي سوري ان ترحيب الرئيس الاسد جاء خلال استقباله رئيس وزراء لبنان الاسبق عمر كرامي.
واضاف البيان ان الاسد استعرض مع كرامي نتائج زيارة الرئيس اللبناني الى سوريا الشهر الماضي والتطور المتنامي للعلاقات بين البلدين الشقيقين وضرورة توطيد هذه العلاقات في جميع المجالات اضافة الى بحث اخر مستجدات الاوضاع على الساحة اللبنانية في ضوء الاتفاق بين الاطراف المتقاتلة في مدينة طرابلس شمال لبنان.
وقال البيان ان كرامي شكر الرئيس الاسد لوقوف سوريا المستمر قيادة وشعبا الى جانب لبنان وحرصها على امنه واستقراره. وفي مجال متصل التقى كرامي بعد ذلك مع كل من رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ووزير الاعلام محسن بلال واستعرض معهما العلاقات الاخوية بين سوريا ولبنان في مختلف المجالات.
التعليقات
!!!
عشتروت -اللبنانيين وقعوا الوف الاتفاقات من بيت الدين الى سويسرا الى الطاءف الى الدوحة, ولم يجدي شيأ !!!