" جزائريو البوسنة " يمثلون أمام محكمة مدنية أميركية الشهر القادم بعد مرور 6 سنوات على اختطافهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: كشف متحدث باسمعائلات الجزائريين الـ23 المحتجزين في المعتقل الأميركي "جوانتنامو باي" أمس أنّ ستة من "جزائريي البوسنة" الذين اختطفتهم الاستخبارات الأميركية في سراييفو قبل ست سنوات وحولتهم إلى الخليج الكوبي بزعم تخطيطهم لتنفيذ هجمات ضدّها، سيتم تمكينهم من "محاكمة مدنية" أمام القضاء الأميركي بحر الشهر القادم.
وأوضح "عبد القادر آيت إيدير" ممثل عوائل المحتجزين في تصريح لـ"إيلاف"، أنّ شقيقه مصطفى آيت إيدير رفقة: عمر الحاج بودلة، صابر الأحمر، بومدين الأخضر، محمد نشلة، وبلقاسم بن سايح، الذين كانوا يعيشون جميعهم بالبوسنة قبيل اختطافهم المثير في شتاء العام 2002، سيمثلون أمام محكمة مدنية لا عسكرية، وهو ما أثار ارتياح عوائل هؤلاء، ورأى محدثنا أنّ المحاكمة المرتقبة ستنصف مواطنيه الستة وتبرئهم من تهمة الإرهاب التي جرى تلفيقها لهم رغم تبرئتهم من لدن المحكمة العليا البوسنية ومحكمة العدل الدولية، وإسقاطها عنهم مزاعم التخطيط لتفجير سفارات غربية في سراييفو.
وبعدما أطلق سراح كل من "حمليلي مصطفى" و"هواري عبد الرحمن" وكذا "عبد العالي فغولي" و"محمد عبد القادر" على دفعتين خلال الفترة القليلة الماضية، يرجّح مراقبون أن يكون "جزائريو البوسنة" هم من سينالون حريتهم قبل نهاية العام الجاري، بعدما تحدث دبلوماسي أميركي قبل أيام عن ستة محتجزين "مؤهلين لمغادرة الجحيم الكوبي"، وأبدى الناطق باسم عوائل المحتجزين، تفاؤله الشديد بإصدار المحكمة المدنية أمرا بالإفراج عن الستة المذكورين واستفادتهم من تعويضات، علما إنّ كل من "الأخضر بومدين" و"بلقاسم بن سايح" يعيشان وضعا صحيا خطيرا جدا.
وكشفت وثيقة أمنية أميركية نقلتها القناة الثانية للتلفزيون الألماني عن اختطافات طالت المعتقلين من طرف القيادة العسكرية الأميركية بأوروبا بمعية وكالة الاستخبارات الأميركية، وأفادت الوثيقة أنّ ضباطا تابعين للقيادة الأميركية الوسطى بأوروبا ''يوكوم'' الكائنة بمدينة شتوتغارت، اختطفوا في يناير/كانون الثاني 2002 الجزائريين الستة بعد وقت قصير عن تبرئتهم من لدن المحكمة العليا البوسنية من تهمة التخطيط لتفجير سفارات غربية في سراييفو.
وذكرت الوثيقة السرية الأميركية، أنّ المخابرات الأميركية نقلت الجزائريين الستة إلى مطار مدينة ''توزلا''، ومن هناك حملتهم طائرة عسكرية أميركية إلى القاعدة العسكرية الجوية الأميركية في تركيا، لينقلوا لاحقا رفقة 28 من المعتقلين إلى أفغانستان، ومن هناك إلى معتقل غوانتانامو حيث يمكثون حتى الآن.
وكانت تسجيلات صوتية أظهرت تعرّض هؤلاء إلى التعذيب، إضافة إلى خروقات كبيرة ارتكبت في حقهم بالخليج الكوبي، وسلطوا الضوء على الظروف القاسية التي عانوا منها في جحيم جوانتانامو، وتعرضت أصابع المحتجز "مصطفى آيت إيدير" إلى التهشيم بعد ممارسة العنف عليه من طرف الجنود الأميركان المكلفين بحراسة المعتقل.
وعجزت الولايات المتحدة عن إقامة دليل وحيد يثبت انتماء "جزائريي البوسنة" للقاعدة، تماما مثل مواطنيهم الـ20 الذين لم يحاكم أيا منهم عدا سفيان برهومي (32 سنة) الذي مثل في الربيع الماضي أمام محكمة عسكرية استثنائية، وظلت المحكمة الأميركية العليا ترفض تمكين الجزائريين من محاكمة عادلة، لعجزها عن توجيه أي تهم لهم، وهو ما دفع "مصطفى حمليلي" المُفرج عنه قبل أسابيع، إلى رفع دعوى على مستوى القضاء الأميركي، بعدما أثبتت التحريات براءته مثل غيره من جزائريي غوانتنامو الذين يعتزمون مقاضاة الإدارة الأميركية ومطالبتها بتعويضات، لاستعادة حقوقهم وتعويضهم عن السنوات التي قضوها في المعتقل، وكذا تعرضهم للتعذيب وأشكال التعدي الجسدي والمعنوي ضدهم، وهو ما أيّده "مصطفى فاروق قسنطيني" رئيس اللجنة الاستشارية الجزائرية لحماية وترقية حقوق الإنسان (حكومية)، حيث قال إنّ مواطنيه لهم الحق في المطالبة بردّ الاعتبار لأنفسهم.