أخبار

قطر في مهمة صعبة جديدة للسلام في دارفور

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: تستعد قطر لبذل جهود دبلوماسية كبيرة لإطلاق مباحثات سلام على أراضيها بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في إقليم دارفور عبر لجنة عربية أوكلت رئاستها، وهي تتسلح بنجاحات دبلوماسية سابقة لا سيما في الازمة اللبنانية. الا ان مسؤولا قطريا رفيعا قال ان نجاح الوساطة يتطلب "تعاون الاطراف المعنية" فيما تجلت صعوبة المهمة برفض حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور، حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، الوساطة العربية "المتأخرة خمس سنوات" وهو عمر النزاع في الاقليم.

وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في ختام اجتماعاتهم الاثنين في القاهرة تشكيل لجنة وزارية من ستة اعضاء يتراسها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لرعاية مفاوضات سلام في دارفور بالتنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. ورحب وزراء الخارجية "باستضافة دولة قطر لهذه المباحثات" فيما تقرر ان تضم اللجنة الوزارية الجزائر والسعودية وسوريا وليبيا ومصر والامين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي.

وقال مساعد وزير الخارجية القطري سيف بوالعينين ان "تعاون الاطراف المعنية كان اساس حل الازمة اللبنانية وهو ايضا احد الشروط الرئيسية لحل ازمة دارفور". وتوقع بوالعينين ان "يبدا التحرك لترتيب المفاوضات في غضون اسبوع".

من جهته، قال مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية السوداني عمر حسن البشير خلال زيارة الى الدوحة ان "لدى قطر تجربة في علاج المشكلات واسهامات كبيرة في حل النزاعات". واضاف في تصريحات للصحافيين ان "قطر لم تكن بعيدة عن النزاع في السودان فقد لعبت دورا كبيرا في حل النزاع في شرق السودان وهي قريبة من مكونات المجتمع السوداني".

من جانبه، اشار سفير السودان في الدوحة ابراهيم عبدالله فقيري الى الدور الاقتصادي الذي تلعبه قطر في السودان بما في ذلك "المساعدات (..) وانشاء الطرق والقرى في شرق السودان اضافة الى المساهمات القطرية في غرب السودان وفي دارفور على وجه الخصوص ورؤوس الاموال القطرية التي اتجهت للاستثمار في السودان". وتتطلع قطر الى نجاح جديد يضاف الى رصيدها المتنامي في حل الازمات الاقليمية بعد النجاح الذي احرزته في الملف اللبناني وبعد دخولها على خط مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية.

وكانت قطر بذلت جهودا سابقة في المصالحة بين حكومة الخرطوم وقادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب من خلال استضافة اجتماعات بين ممثلي الجانبين. واشار سيف البوعينين الى ان "اختيار قطر لرئاسة اللجنة يجسد ثقة الدول العربية بقدرتها على التعامل مع الازمات في المنطقة خاصة بعد نجاحها في الملف اللبناني".

وكانت قطر قد رعت اتفاقا في ايار/مايو الماضي اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لازمة سياسية في لبنان بدت مستعصية لشهور طويلة واسفر عن انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وعن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واعترف الزعيم الليبي معمر القذافي مؤخرا "بمساعدة الامارات وقطر لقفل هذا الملف" بين بلاده والغرب وقال ان "هذه الدول الصغيرة استطاعت ان تفعل اكثر من الدول الكبيرة مثل السعودية ومصر". لكن البوعينين يشدد على ان "قطر لا تعمل بمعزل عن الدول العربية وانما بالتعاون و بالتنسيق الوثيق معها".

وقطر التي تؤكد تفهمها لموقف ايران في ملفها النووي وتسعى باتجاه تقريب ايران من مجلس التعاون الخليجي، تعتبر في الوقت نفسه حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة وتؤوي على ارضها مقرا للقيادة العسكرية الاميركية الوسطى ومكتبا للتمثيل التجاري الاسرائيلي. ويرى مراقبون ان قطر يمكنها ان تعتمد على علاقاتها الاقليمية والدولية الواسعة والمتعددة الاتجاهات.

وخلال السنوات الماضية، قامت وساطة قطرية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي لإنهاء القتال في محافظة صعدة كما قامت الدوحة بوساطات متعددة بين حركتي فتح وحماس. وبذلت القيادة القطرية جهودا لارساء تهدئة مستمرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية كما سبق ان استضافت قيادات حماس بعد ابعادهم عن العاصمة الأردنية عام 1999.

من جانبه، يقول وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي ان "انفتاح الدبلوماسية القطرية ونجاح توازناتها الاقليمية والدولية امور ساعدتها كثيرا على احراز هذا الصيت". اما المحلل السياسي محمد المسفر فيعتبر ان "قطر استوعبت في دبلوماسيتها التناقضات الاقليمية المؤثرة ما بات يؤهلها لان تصبح قبلة لحل النزاعات العربية".

كما ان مساعد وزير الخارجية القطري اعتبر ان "مصلحة قطر (من الوساطات المتعددة) تكمن في استتباب الامن والاستقرار في المنطقة التي منها ياتي امنها واستقرارها". ولا شك ان مصالحة قطر مع جارتها الكبرى السعودية بعد سنوات من التأزم تساهم في انجاح مساعيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف