البابا يلتقي مسلمين على هامش محاضرة وسط باريس

باريس: خص البابا بندكتس السادس عشر مساء الجمعة ممثلي الجالية الإسلامية في فرنسا بالسلام و بلقاء عابر على هامش محاضرته في معهد البرنارديين وسط باريس، وأعرب لهم عن سعادته بمخاطبة الكاثوليك بحضور مسلمين.

وكشف رئيس (اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا) تهامي بريز عن أن الحبر الأعظم قال لوفد الجالية المسلمة "إني سعيد بأن أتوجه إلى الكاثوليك بحضور ممثلي الجالية الإسلامية"، وأَضاف "كما هنأ البابا المسلمين بشهر رمضان"، عقب محاضرة ألقاها أمام نحو 700 من الحضور .

وصرح بريز "قلت للبابا كلمة تأثر فيها كثيرا، حيث سألته هل تعلم أن المسلمين يحبون سيدنا عيسى ويحبون أمه فأجابني أعرف، أعرف، أعرف ثلاث مرات"، وفق تعبير بريز الذي شارك في اللقاء إلى جانب عميد مسجد باريس دليل بوبكر ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد الموسوي .

وأعتبر بريز أن اللقاء مع الحبر الأعظم له "رمزية كبيرة"، وقال "لقد دعانا الرئيس ساركوزي صباحا لحضور حفل استقبال البابا في الإليزيه والآن دعتنا الكنيسة لحضور محاضرته وكان لقاءا قصيرا معه وخصنا بالسلام"، وتابع "قد لبى المسلمون الدعوة رغم أنه يوم الجمعة وفي شهر رمضان، وهذا يدل على أننا لدينا في ديننا ما يعنيننا على مواجهة كل جديد"، على حد قوله. وذكر أن ممثلي الجالية اليهودية لم يحضروا محاضرة البابا في المعهد .

وأوضح رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية أن الوفد الإسلامي كان على علم بأن اللقاء لن يكون طويلا، وبرر ذلك بالقول "البابا يحاور علماء كبار وقادة إسلاميين كبار"، مشددا على البعد الرمزي لمشاركة المسلمين باستقبال زعيم الكنيسة الكاثوليكية في باريس .

وكان البابا استقبل ممثلي الجالية اليهودية في مقر إقامته، وقال الحاخام الأكبر جوزيف شتروك "إن البابا استقبلنا كصديق"، وذكر أنه أشاد بدور اليهود في فرنسا .

البابا: ان تكون معاديا للسامية يعني ان تكون معاديا للمسيحية
إلى ذلكاعلن البابا في اليوم الاول من زيارته الى فرنسا خلال لقائه مع ممثلين عن المجموعة اليهودية ان المعاداة للسامية تعني ايضا معاداة للمسيحية.

وقال البابا "ان الكنيسة تعارض اي نوع من انواع معاداة السامية التي لا يبررها اي تفسير لاهوتي" قبل ان يستشهد باللاهوتي هنري دي لوباك "الذي ادرك انك في حال كنت معاديا للسامية فانت ايضا معاد للمسيحية".

واضاف البابا "مرة اخرى انا حريص على توجيه تحية عميقة الى الذين قتلوا بشكل ظالم والى الذين عملوا لكي لا تدخل اسماء الضحايا غياهب النسيان".

كما شدد البابا على "الدور الجليل" الذي قام به يهود فرنسا في تاريخ هذا البلد "ومساهمتهم العظيمة في تراثه الروحي".

وقال الحاخام الاكبر لفرنسا جوزف سيتروك "انه يتصرف بتواضع وهو رجل بسيط للغاية واستقبلنا كاصدقاء. صراحة لقد انجذبت كثيرا اليه".

وتكلم الحاخام في نهاية اللقاء عن "تقارب تاريخي بين اليهودية والكنيسة".