أخبار

‏البشتون ينظرون بإجلال لبن لادن ويخشونه في آن‏

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يؤكد اخصائيون في باريس وباكستان ان البشتون سكان المناطق القبلية الباكستانية والافغانية التي يعتقد ان اسامة بن لادن يختبىء فيها يكنون الاجلال لزعيم القاعدة لكنهم يخشونه في الوقت نفسه.

وذلك يفسر الى حد كبير لماذا تمكن بن لادن من النجاة حتى الان من اكبر عملية مطاردة في التاريخ، الى جانب مشاعر عداء متنامية حيال الاميركيين يغذيها بانتظام سقوط ضحايا مدنيين في عمليات القصف او العمليات التي تقوم بها القوات الاميركية.

وقال جيرار فوسمان البرفسور في "كوليج دو فرانس" انه "اذا قرأتم الروايات البريطانية في القرن التاسع عشر (...) ترون انه بدفع اموال يمكن الحصول على اي شيء من البشتوني".

وتابع "اعلنت جائزة للامساك ببن لادن، وهي ليست قليلة. لكن الاميركيين لم يحصلوا مطلقا على اي معلومات. لماذا؟ بسبب عوامل دينية. فبن لادن واصدقاؤه يعتبرون قديسين، ولا يجوز تسليمهم باي ثمن".

واضاف ان "هذا بدأ منذ عمليات القصف الاولى في كابول في 2001: تحولت مقابر طالبان الذين قتلوا الى اماكن مقدسة، الى مزارات صغيرة مزينة بالرايات"، موضحا ان "مثل هذا التضامن مع بن لادن واصدقائه لا يمكن تفسيره سوى بعوامل دينية قوية".

واعتبر زعيم قبلي في وزيرستان الشمالية يعيش اليوم في اسلام اباد ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "الناس في مناطقنا يحبون بن لادن كثيرا الى درجة التقديس. فمال المكافأة لا يغري احدا لانهم يعتقدون ان الحياة عابرة بينما العالم الاخر لا ينتهي. انهم يعتقدون ان الاتقياء الاكثر ورعا وحدهم يذهبون الى الجنة".

الى ذلك يستفيد اسامة بن لادن بوجه اعم من تقليد الضيافة -- وبخاصة حق الايواء -- لدى السكان المحليين، ما يعتبر من المثل والقيم الاساسية لدى البشتون الى جانب الشجاعة وواجب الانتقام.

لكن الخوف من عمليات انتقام مريعة وشبح عمليات ثأر لا حدود لها في حال الخيانة يحمي ايضا زعيم القاعدة واعوانه.

وفي اسلام اباد راى خبير في المسائل الامنية يشارك في مراقبة عمليات مكافحة الارهاب، ان "عمليات الانتقام التي يقوم بها تنظيم القاعدة تشكل عاملا فعالا جدا".

ولفت هذا الخبير طالبا عدم كشف هويته الى انه "عند اي شبهة يقطع الرأس (...) مئات الاشخاص قتلوا هكذا والافلام تنتشر في المناطق القبلية"، مضيفا "لقد توصلوا الى تفكيك شبكات المخبرين".

وصباح الخميس عثر على جثث ثلاثة رجال قتلوا برصاص في العنق في تالي بمنطقة باجور القبلية الباكستانية. وكتبت على الجثث عبارات تهدد بالمصير نفسه لكل من يحاول التعاون مع اسلام اباد.

وفي المناطق التي يسيطرون عليها في البلدين يعمد طالبان الذين ينتمون في الغالب الى عائلات متواضعة والى مخيمات اللاجئين او دور ايتام، الى خلخلة النظام الاجتماعي البشتوني من خلال ابعاد او تصفية الزعماء التقليديين وفرض نظام اكثر صرامة واحكاما.

واوضح جيرار فوسمان في هذا الصدد ان "قبائل البشتون معروفة بانها ورعة جدا" لكن "حركة اصولية قوية بدلت نظامها المتوارث بصيغة متشددة جدا للشريعة".

ويحذر هؤلاء الخبراء من ان كل ضحية من المدنيين تسقط جراء قصف اميركي وكل "اضرار جانبية" خلال عملية جوية تجعل عائلات وعشائر ووديانا كاملة تميل الى طالبان والقاعدة.

وشدد فوسمان على انه "في هذه المناطق لم ينجح احد مطلقا في وضع اليد على احد بدون مساعدة السكان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف