أرواح ضحايا طالبان تسكن استادا أفغانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: نما العشب في استاد كرة القدم في كابول حيث اعتادت طالبان تنفيذ أحكام الإعدام علنا غير ان قلة من الأفغان يجرؤون على زيارته في المساء لاعتقادهم بأن أرواح الضحايا تهيم في جنباته. وقال محمد نسيم وهو يجز الحشائش الخضراء الكثيفة في الاستاد الذي تحيط به تلال بنية تفصله عن ضجة الشارع "سالت دماء كثيرة هنا."
وأُعيد طلاء عوارض المرمى حيث اعتادت طالبان إرغام المُدانين على الركوع قبل إعدامهم أو من حيث تدلت أذرع وأرجل من التي تقطع من اللصوص ليراها الجميع لتكتسب لونا أبيض من جديد. والآن تعلق على المدرجات الخاوية صور جديدة لزعماء أفغانستان الملك الراحل ظاهر شاه والرئيس حامد كرزاي والبطل المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود وأحدث نجم في البلاد بطل التايكندو الحاصل على الميدالية البرونزية في دورة الالعاب الاولمبية روح الله نيكباي.
وأقامت اللجنة الاولمبية الافغانية مكتبها في المبنى الاحمر في الاستاد وهناك صور لتكريم نيكباي وهو أول أفغاني يفوز بميدالية اولمبية. ولكن مهما حاولوا جاهدين لا يسع سوى قلة من الافغان نسيان وحشية سنوات طالبان حين كان يُساق رجال وأحيانا نساء الى الاستاد لرجمهم أو إعدامهم بالرصاص.
وبُترت أطراف آخرين لارتكابهم جرائم تتراوح من السرقة الى الزنا والقتل. وكانت المُدرجات تمتليء بأُناس من بينهم أطفال جاءوا بارادتهم أو أُتي بهم ليشهدوا كيف تطبق طالبان مفهومها للعدالة. ويقول نبيل قاري الحارس الشاب عند مدخل الاستاد "لا يأتي أي شخص هنا في المساء في الوقت الحالي حتى نحن لا ندخل. الكل يعتقد ان المكان مسكون وان أرواح القتلي لم تعرف الراحة حتى الآن."
كما أعدمت طالبان المُدانين في ساحة مفتوحة قبالة الاستاد حيث كانوا يأتون بهم في مؤخرة سيارات فان ينقلون فيها مرة أخرى بعد إعدامهم. وقال نسيم انه شاهد اثنين من أقاربه يقتلون بالرصاص وآخر يشنق في استاد كرة القدم لحيازتهم أسلحة خلصت محكمة سريعة أجرتها طالبان انها ستستخدم ضد نظامها.
ويتذكر توافد المواطنين على الاستاد لمشاهدة عمليات الاعدام التي لم تكن تستغرق سوى دقائق حيث كان يصطف الرجال قرب نقطة ضربة الجزاء ويعدمون بالرصاص. وكان البعض يهتف الله اكبر من المدرجات. وقال نسيم "كان أقاربي أبرياء مثل كثيرين قُتلوا هنا." سالت دماء كثيرة على ملعب كرة القدم وتسللت الى التربة ويقول نسيم انها كانت سببا في فشل محاولات سابقة لزراعة الحشائش.
ثم طلبت الحكومة من الشركة التي يعمل بها نسيم إعادة تطوير استاد كرة القدم في مشروع تكلف 50 الف دولار. وحفرت التربة لعمق نصف متر وتم استبدالها. وقال نسيم وضعنا طبقة جديدة من التربة حتى لا يطأ اللاعبون على دماء هذا العدد الكبير من الناس. وفي الشهر الماضي عمل فريقه وقتا إضافيا لضمان ري الحشائش وتجميل الاستاد لاقامة حفل الترحيب بنجم التايكندو نيكباي. ويضيف نسيم "نعمل بجد لضمان ان يصبح مكانا مناسبا للرياضة مرة أخرى."