أولمرت ما زال يؤمن بالتوصل لإتفاق مع عباس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: صرح المتحدث بإسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي يمكن أن يعلن إستقالته بعد إنتخاب رئيس لحزب كاديما خلفا له، أن أولمرت ما زال يعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين قبل نهاية 2008.
وقال مارك ريغيف قبل ساعات من لقاء جديد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واولمرت في القدس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية "يعتقد ان باب الاتفاق مع الفلسطينيين ليس مغلقا ومن الممكن تحقيق هذا الهدف قبل نهاية العام الجاري". ولم يذكر ريغيف اي تفاصيل عن الاتفاق الذي يأمل اولمرت في التوصل اليه. وردا على سؤال عن هامش المناورة الذي يملكه اولمرت، قال المتحدث ان "رئيس الوزراء سيتحمل كل المسؤوليات الموكلة اليه".
وبعد اعلان استقالته بسبب تورطه في قضايا فساد، سيبقى اولمرت رئيسا للحكومة الى ان يشكل رئيس الوزراء الجديد حكومة جديدة وحتى اجراء انتخابات مبكرة مطلع العام المقبل اذا لم يتمكن رئيس الوزراء الجديد من تشكيل الحكومة.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اولمرت يأمل في التوصل الى اتفاق مع الرئيس عباس حول وثيقة تتضمن الخطوط العريضة لنقاط الاتفاق التي تم التوصل اليها منذ استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بعد مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.
وهذه الوثيقة لن تتناول التفاصيل وستدع مستقبل القدس الشرقية جانبا. ويريد رئيس الوزراء بذلك تلخيص المفاوضات في وثيقة لتبدأ المحادثات التي سيجريها رئيس الوزراء المقبل على اساسها، حسبما اوضحت الاذاعة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان اللقاء بين عباس واولمرت سيعقد اليوم عند الساعة 21,00 بالتوقيت المحلي (18,00 تغ) في مقر اقامة رئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس.
ليفني تتصدر استطلاعا للرأي قبل انتخابات زعيم حزب كديما
من جهة ثانية عزز استطلاع للرأي يوم الاثنين آمال وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في تولي رئاسة الحكومة خلفا لايهود اولمرت الذي تحيط به الفضائح قبل يومين من مواجهة منافسيها في انتخابات لاختيار زعيم لحزب كديما.
واظهر استطلاع الرأي الذي اجري على عينة من اعضاء الحزب المسموح لهم بالتصويت في انتخاباته الاولية يوم الاربعاء ان 47 في المئة منهم يؤيدون ليفني التي ستصبح في حالة فوزها ثاني رئيسة للوزراء في اسرائيل بعد جولدا مئير في السبعينات مقارنة مع 28 في المئة يؤيدون شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء. ويتعين ان يحصل المرشح على نسبة تأييد تزيد على 40 في المئة لتجنب جولة اعادة الاسبوع المقبل.وفي الاستطلاع الذي اجرته وكالة ديالوج لحساب تلفزيون القناة العاشرة وصحيفة هاارتس حصل المتنافسان الاخران على زعامة الحزب على ستة في المئة لكل منهما. لكن المحللين يتوخون الحذر بشأن مثل هذه الاستطلاعات ولاسيما في انتخابات اولية لن يصوت فيها الا 74 ألف عضو في مقار يديرها الحزب.
وقال اولمرت الذي يواجه اتهامات بالفساد انه سيتنحى عن منصبه حالما يختار كديما زعيما جديدا. وكان المفترض حسب العادة أن يقوم بتسيير اعمال الحكومة ريثما يشكل خليفته حكومة ائتلافية جديدة لكن هناك تكهنات تفيد بانه قد يسلم السلطة مباشرة الى ليفني.
ويتوقع كثيرون أيا كانت النتيجة اجراء انتخابات برلمانية خلال شهور. ولا يحتل كديما الذي أنشأه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون عام 2005 الا ربع مقاعد البرلمان الاسرائيلي (الكنيست). ويستعد منافسون بينهم افراد من ائتلاف اولمرت لمعركة انتخابية تبين استطلاعات للرأي ان حزب ليكود اليمني بزعامة بنيامين نتنياهو قد يفوز بها.
وفي اطار تعهد اولمرت بتكريس ما تبقى له من ثلاث سنوات في السلطة من اجل التوصل الى اتفاق سلام تمهيدي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي في وقت متأخر يوم الثلاثاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكن مسؤولين من الجانبين يقللون من فرص التوصل الى اتفاق عشية السباق على زعامة الحزب.
وينظر على نطاق واسع الى ليفني كبيرة المفاوضين الاسرائيليين في محادثات السلام التي اطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش منذ عشرة شهور بانها تقدم أكبر فرصة للاستمرارية في عملية السلام لكن لا أحد من الجانبين تقريبا يتوقع انفراجة كبيرة للسلام قبل ان يغادر بوش نفسه السلطة بعد اربعة شهور.
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية يوم الاثنين بعد ان ابلغ اولمرت نوابا اسرائيليين ان اسرائيل يجب ان تسعى الى التوصل الى اتفاق جزئي على الاقل لضبط حدودها مع الفلسطينيين ان فرص التوصل لاتفاق هذا العام ضعيفة.اشتهر موفاز باساليبه الصارمة لسحق الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000 عندما كان قائدا للجيش ثم وزيرا للدفاع. وقال موفاز ان هجوما على مسقط رأسه ايران قد يكون "حتميا" اذا استمر النزاع بشان البرنامج النووي الايراني.
ويجد الجمهور الاسرائيلي صعوبة في الشعور بالحماس تجاه الانتخابات الاولية لكديما رغم تصويرها في بعض الاوساط على انها مواجهة تعبر عن الانقسام الدائم بين اليهود من اصول اوروبية واولئك الذين ينحدرون من أصول شرق اوسطية.واذا نجح فسوف يصبح موفاز الذي هاجر طفلا من طهران الى اسرائيل في خمسينات القرن الماضي أول رئيس وزراء اسرائيلي لم يولد في اوروبا او ينحدر من اسرة اوروبية.
ويشكو كثير من اليهود السفارديم من بني جلدة موفاز من انهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية بعد الاشكنازي الاوروبيين. وليفني محامية تبلغ من العمر 50 عاما وضابطة سابقة في جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) وابنة رجل بولندي المولد شهير من رجال العصابات في اربعينات القرن الماضي.وتعرض موفاز (59 عاما) لانتقادات يوم الاثنين بعد ان تنبأ بعدد الاصوات التي سيفوز بها. وقال موفاز وهو جنرال سابق للصحفيين "اعتقد انه في يوم الاربعاء سأفوز من الجولة الاولى بنسبة 43.7 من الاصوات" مستندا الى نموذج احصائي أعده خبير أمريكي يعمل في حملته.
وحاول مستشار لليفني لم يكشف عن اسمه الدخول في مزايدة شفهية مع موفاز ونقلت عنه وسائل الإعلام الاسرائيلية قوله "هناك فرصة نسبتها 0.1 في المئة لتحقق ذلك" اي ما يقوله موفاز.
الفلسطينيون بانتظار محاور جديد
وبعد اشهر من المفاوضات مع اولمرت تبدي السلطة الفلسطينية رغبتها في مواصلتها مع خلفه رغم ان الوضع السياسي غير المستقر في اسرائيل يهدد فرص التوصل الى اتفاق سلام في وقت وشيك. فهذه المفاوضات التي اعيد اطلاقها في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 في انابوليس بالولايات المتحدة يفترض ان تتمخض عن نتيجة قبل نهاية العام 2008 لكنها لم تسجل اي تقدم ملحوظ منذ ذلك الحين. ناهيك ان استقالة اولمرت المقبلة المرتبطة بفضائح مالية جاءت لتزيد الامور تعقيدا.
ويجري حزب كاديما الوسطي الاربعاء انتخابات لاختيار رئيس جديد خلفا لاولمرت. واذا كانت السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس تؤكد رسميا استعدادها لمواصلة مساعي السلام مع خلف اولمرت، ايا يكن، فهي مدركة في الوقت نفسه لصعوبات التعامل مع رئيس وزراء اسرائيلي اقل ميلا الى التسوية.
ويرجح فوز وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي تترأس فريق المفاوضين الاسرائيليين لخلافة اولمرت على رأس حزب كاديما في الانتخابات التمهيدية ما يؤدي بالتالي الى توليها رئاسة الحكومة، لكن بعدها مباشرة ياتي في استطلاعات الراي شاوول موفاز المعروف بانه من الصقور. لكن في حال اجراء انتخابات تشريعية مبكرة فيرجح فوز زعيم المعارضة ورئيس حزب ليكود اليميني القومي بنيامين نتانياهو المعروف بانه ايضا من الصقور.
وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس عباس لوكالة فرانس برس في هذا الصدد، "اولا يجب ان نرى من سينتخب في كاديما حيث توجد خيارات مختلفة"، ملمحا الى التنافس بين ليفني التي تعتبر برغماتية وموفاز الذي يعتبر من انصار الخط المتشدد. واستطرد "بالنسبة لنا اي حكومة تشكل في اسرائيل سنتعامل معها على اساس انها الحكومة الرسمية. اما اذا كانت ستستمر في المفاوضات من التسرع ان نحكم الان. فهذا سابق لاوانه". واضاف "ما يجري الان في اسرائيل يفترض ان يجعل المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة تدرك انه لا يعقل ان تكون عملية السلام محكومة بالاتفاقات بين الاحزاب الاسرائيلية". ولفت الى انه "من الواضح ان الامور باتت اكثر صعوبة بان نصل الى اتفاق قبل نهاية العام".
واضاف حماد "لن نقبل فكرة انه تحت ضغط الوقت يجب ان نقبل باي صيغة" قبل رحيل اولمرت او انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير المقبل، علما بان بوش جعل من تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني من اولويات ولايته الثانية. واوضح "لن نكون تحت رحمة الوقت ولن نوقع الا على اتفاق عادل وشامل".
من جهته رأى المحلل السياسي الفلسطيني حنا السنيورة ان البلبلة السياسية في اسرائيل سيكون لها حتما "انعكاسات سلبية" على عملية السلام. واوضح "ان الحالة ستكون كذلك في حال انتخاب نتانياهو او موفاز، الذي يجسد ليكودا اخر، بينما في حال انتخاب ليفني لا يعرف ما يمكن توقعه لكن يجب عدم النسيان بانها هي ايضا تخرج من صفوف الليكود". وقال "ان استمر المأزق الحالي فان الزعماء المتشددين سيتولون الحكم في اسرائيل ولدى الفلسطينيين ما يعني مزيدا من الاضطرابات والحروب" على حد قوله.
واعتبر حزقيال درور برفسور العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس ان الانتخابات المقبلة في اسرائيل التي قد تجرى في الاشهر المقبلة في حال استمرار الازمة السياسية، او في 2010 على ابعد تقدير، ستكون اكثر حسما بالنسبة لمستقبل عملية السلام من انتخابات حزب كاديما". وقال "ان المهم ليس كاديما بل ما سيجري خلال الانتخابات المقبلة".
لكنه راى ان وصول نتانياهو المحتمل الى الحكم لا يعني بالضرورة نهاية عملية السلام مع الفلسطينيين، مذكرا بان اتفاقية السلام مع مصر عام 1979 ابرمت من قبل رئيس وزراء من الليكود هو مناحم بيغن. وقال "لا احد بامكانه التنبوء كيف سيتصرف نتانياهو في حال انتخابه".
ويتهم الفلسطينيون نتانياهو بانه نسف اتفاقات اوسلو المبرمة عام 1993 حول الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة عندما كان على رأس الحكومة الاسرائيلية بين 1996 و1999. وفي الظرف الحالي اعتبر درور ان اي تسوية اسرائيلية فلسطينية تبرم قبل نهاية العام ستبقى حبرا على ورق لانها "ستكون ورقة بدون اتفاق".