أخبار

سليمان يدعو لإستراتيجية دفاعية من الجيش والمقاومة بإفتتاح مؤتمر الحوار اللبناني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت، وكالات: دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الثلاثاء في إفتتاح مؤتمر الحوار الوطني إلى السعي لوضع إستراتجية للدفاع عن لبنان تعتمد على الجيش وطاقات المقاومة التي يمثلها حزب الله. وقال سليمان في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية وبثتها مباشرة شاشات التلفزة "انني على ثقة تامة ان باستطاعتنا وضع استراتيجية تحمي لبنان تستند الى قواتنا المسلحة وتستفيد من طاقات المقاومة وقدراتها". واضاف "لنبحث عن عناصر القوة لدينا ولندمج قدراتنا بما فيها الدبلوماسية".

وقال سليمان مشددا على دور الدولة في هذه الاستراتيجية "لا بد من وضع استراتيجية تتكامل فيها كل عناصر قوة الدولة وتندرج تحت مفهوم الدولة في الدفاع عن اراضيها في اطار السياسة العامة للبلاد". و وصف المؤتمر بانه "محطة مفصلية" تفتح من خلالها "نافذة جديدة على الحوار الهادىء" الذي يفضي الى "تعزيز قدرة الدولة على ادارة شؤونها بنفسها". واكد سليمان بان اول مهام الحوار "وضع تصور عام له شكل ومضمون" مشيرا الى خلاف المشاركين على المواضيع المطروحة بدون ان يتطرق الى خلافهم على توسيع المشاركة.

واعتبر سليمان ان مفهوم الاستراتيجية الدفاعية يشمل مواضيع متعددة بما يعني انها لا تقتصر على تنظيم علاقة حزب الله بالدولة بدون ان يذكر ذلك مباشرة وقال "الاستراتيجية عنوان شامل يبحث عن خيارات كبرى ومخططات طويلة الاجل ويتناول موارد الدولة على اختلافها بغية حشدها لتامين تحقيق الاهداف المرسومة". واضاف "قبول الحوار بحد ذاته لا يعني ان لا شيء مقفلا بل ان مختلف المواضيع قابلة للنقاش والتوافق" معتبرا ان "الممنوع الوحيد هو الفشل او الوصول الى الطريق المسدود".

وشدد على اهمية توصل المشاركين الى توافق لان بدائله "تدعو الى القلق الشديد" ودعاهم الى "تقديم التنازلات وتقبل التضحيات ولو موجعة" فهم لا يتنازلون لبعضهم وانما في سبيل الوطن. وفي اطار التشديد على المخاطر التي تواجه لبنان لفت سليمان الى "ان الاجواء السياسية المشحونة تعدت محيطنا الاقليمي وتنذر بتوترات دولية" قد تؤدي الى "استقطبات بادرة وساخنة". وقال "لا بد لبلدنا ان يكون موحدا لعله ينجح ما امكن في تجنب مفاعيل الرياح العاتية اذا هبت".

وكان بدأ قبيل ظهر اليوم الحوار اللبناني برئاسة سليمان والشخصيات ال14 التي شاركت في الحوار السابق بإستثناء امين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي يتغيب لاسباب امنية. وحضر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى افتتاح المؤتمر الذي دعا سليمان الى عقده في القصر الجمهوري انفاذا لاتفاق الدوحة الذي انهى ازمة سياسية حادة بين الاكثرية والاقلية النيابيتين.

وقد نص الاتفاق على "مشاركة" عربية في "اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين" اي ما يسمى بالاستراتيجية الدفاعية للبنان.

موراتينوس

من جهته أعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس ان الرسالة الأساسية التي سيوجهها إلى الرؤساء الثلاثة، تكمن في استكمال ما بدأ من المصالحات، على ألا تكون هذه المصالحات تكتية ومؤقتة بل ترتكز على أسس راسخة.

موراتينوس، وفي حديث إلى صحيفة "السفير"، أكد ان اسرائيل لن تقدم على أي حرب ضد لبنان لأنها لن تكون حرباً سهلة. وسأل: " لماذا لا توجد استراتيجية لبنانية للمفاوضات مع اسرائيل، كما يحصل بين سوريا واسرائيل حاليا"؟

وأخذ موراتينوس على البعض الذين يراهنون على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بالقول: "لن يتغير شيء بعد 4 تشرين الثاني. التغيير الوحيد الذي سيحصل هو في أميركا وحدها وليس في الخارج حيث باتت كل دولة تتحكم بمصيرها". وأضاف: "آن للبنان وللكثير من العرب أن يعوا أن التغيير يحصل من الداخل ويجب ألا ينتظروا الآخرين للتدخل ولإيجاد حلول لهم وأكبر دليل ما جـرى في لبنان الذي خطا خطوات ايجابية الى الأمام".

ولفت في حديث إلى صحيفة "النهار" إلى أنه "سيحض اللبنانيين على الإستمرار في أخذ أمورهم بأيديهم ومعالجتها بأنفسهم ". وأمل موراتينوس خيراً من الحوار الوطني قائلاً: "نأمل في إيجاد حلّ وأن يصبح "حزب الله" حزباً سياسياً لأنه من غير الممكن ان يكون هناك جيشان في بلد واحد". وإذ حذر موراتينوس من ان عدم نجاح مفاوضات السلام يمكن ان يؤدي إلى عنف في المنطقة، قال: "لا بد لسوريا من ان تتكيف مع النظرة الجديدة إلى لبنان وان تكون لها مقاربة جديدة معه، مشيراً إلى انه متأكد من هذا التكيف لكنه يحتاج إلى وقت".

وكان موسى قد وصل إلى بيروت الاثنين، وجال على سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، معرباً عن سعادته بالعودة إلى بيروت "في ظروف إيجابية وتبعث على التفاؤل."

المصالحة

بموازاة ذلك تم عصر الاثنين لقاء مصالحة بين قيادتي حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، أكبر الأحزاب الدرزية، تحت رعاية الوزير طلال إرسلان، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النشط أيضاًَ في صفوف الدروز، والمقرب من حزب الله.

وفي ختام اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين، تحدث إرسلان قائلاَ: "الوفاء لروح المقاوم صالح العريضي، (الذي اغتيل الأربعاء بعبوة في سيارته) يقتضي منا الإسراع في إنجاز المصالحة واستكمالها، والتي بدأناها في مايو/ أيار مع السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط.."

وشدد أرسلان إن إعادة الأمور إلى التشاور والتحاور أمر طبيعي بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" على كافة المستويات، لإعادة تثبيت النسيج الاجتماعي الوطني، في الجبل،على قاعدة وطنية واضحة، وفق ما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء.

وأضاف: "لم نحل مكان طاولة الحوار، طاولة الحوار، لها شأنها وستبحث بالأمور، وإنما اليوم، كانت خطوة لإعادة فتح قنوات الاتصال، التي كانت مقطوعة بشكل جدي، وبشكل ميداني في المناطق، لإعادة اللحمة، وان ننهي كل رواسب الماضي ونتجاوزها."

بدوره قال وزير العمل محمد فنيش الذي يمثل "حزب الله": "إن الهدف من هذا اللقاء، هو فتح قنوات الاتصال بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" وهو بداية لمرحلة جديدة، بعد مرحلة من الخلافات والنزاعات والانقسامات، أدت إلى أن تصل الأمور إلى حد التصادم، وبالتالي فهذا اللقاء هو طي لمرحلة الماضي، وبدء مرحلة جديدة من التلاقي والتحاور، من أجل التفاهم والحوار حول مختلف القضايا."

من الجانب الاشتراكي، قال وزير الدولة وائل أبو فاعور إنه تم الاتفاق على "مسألتين أولا: الخلاف السياسي مشروع والاختلاف السياسي أيضا مشروع، والتباين السياسي أيضا مشروع، لكن الاحتكام إلى العمل السلمي الديمقراطي، والإبقاء على قنوات الاتصال والحوار هي من ألف باء العمل السياسي في لبنان."


ثانيا: هناك أحداث حصلت في أكثر من منطقة، وهناك اتفاق بيننا وبين "حزب الله" على القيام بكل ما يلزم، نحن وكل القوى السياسية لإنشاء شبكة أمان في المناطق الواحدة والمختلطة والمشتركة، لحفظ هذا العيش الواحد، والنسيج الاجتماعي، كما كان قائما في هذه المناطق."يذكر أن لبنان كان قد شهد عام 2006 جلسات جوار مشابهة، غير أن اندلاع معارك يوليو/تموز بين حزب الله وإسرائيل أدى إلى توقفها وتوتر الوضع السياسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف