فاينانشيال تايمز: ثورة جديدة للقذافي أم وصفة للفوضى؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تحفل الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء بأخبار ومتابعات اضطرابين، الأول عالمي تشهده أسواق المال ولا تعد بريطانيا بمنجاة منه، والثاني محلي يتمحور حول حزب العمال ورئيس حكومته جوردون براون الذي تتزايد أجواء التمرد حوله. وما بين هذين الاضطرابين كثير من التعليقات حول قضايا عالمية منها العراق وليبيا وأفغانستان وانتخابات حزب كاديما الإسرائيلي والانتخابات الأميركية.
"وصفة للفوضى"
تتساءل الفاينانشيال تايمز في تقرير موسع كتبه ثلاثة من مراسليها في الشرق الأوسط : لماذا يسعى القذافي لتقزيم الدولة الليبية؟ تقول الصحيفة " إن عودة القذافي إلى المجتمع الدولي كعضو يتحلى بالمسؤولية، قد أمنت نجاة نظامه، لكنها تركته يفتش عن قضية جديدة، ويبدو أنه قد عثر على واحدة لثورته المقبلة تحت عنوان: الفوضى في الداخل".
وما تشير إليه الصحيفة هو ما أعلنه الزعيم الليبي مؤخرا في خطاب له بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للانقلاب العسكري الذي جاء بنظامه إلى السلطة، حيث قال إنه يعتزم إلغاء معظم الوزارات وتسريح الوزراء وتوزيع عائد الثروة النفطية على المواطنين مباشرة ليدبروا أمورهم كما يريدون. تقول الصحيفة "إن المشكلة تكمن في أن لا أحد يعرف ماذا تعني هذه الخطة بالتحديد أو كيف ستطبق حيث يشعر كثيرون بأنها وصفة للفوضى".
وإذا طبق القذافي ما قاله فسيكون في ليبيا بداية العام المقبل عدد محدود من المؤسسات الحكومية تعني بالأمن والدفاع والطاقة والشؤون الخارجية، أما البقية مثل التعليم والرعاية الصحية فستكون "مسؤولية" الشعب الليبي، أو كما قال القذافي " طالما ظلت الأموال بأيدي مؤسسات حكومية فستظل هناك السرقة والفساد".
"ويرى محللون أن القذافي مصمم هذه المرة على تطبيق خططه والمضي بليبيا إلى مغامرة خطرة جديدة ، حيث توقع هو نفسه أن تؤدي هذه الخطط لحالة من الفوضى لعام أو عامين ". وتنقل الصحيفة عن جورج جوفي الخبير البريطاني في شؤون ليبيا القول "إن القذافي لديه يتمسك بفكرة الثورة الدائمة لأن ذلك يضمن سيطرته على مقاليد الأمور، وخططه الجديدة استجابة لضغوط خارجية وأخرى من داخل، هذه هي ترجمته لما يعتقد أنه رأسمالية إن السوق عبارة عن جماهير والجماهير لابد أن تدير شؤونها".
وتعدد الصحيفة في تقريرها المطول عوامل الضعف التي تحول دون ظهور ثمار الإصلاح في السياسة الليبية لتصل إلى أن النظام الإداري لا يعمل ولا يوجد من هو قادر على اتخاذ القرار، خاصة وأن الإصلاحيين الذين يؤيدون سيف الإسلام القذافي باتوا محصورين في صراع على السلطة مع الحرس القديم كما أن سيف الإسلام في صراع مع شقيقه (معتصم) الذي يقود الجهاز الأمني، مرجحة أن تكون الإصلاحات التي أعلنها الزعيم الليبي من بنات أفكار سيف الإسلام بهدف التخلص من الحرس القديم.
"الشقراء عميلة الموساد"
صحيفة التايمز تتابع أصداء الانتخابات الداخلية التي ستجري لاختيار زعيم لحزب كاديما الإسرائيلي اليوم خلفا لإيهود أولمرت في تقرير كتبه مراسلها في القدس جيمس هايدر تحت عنوان: زوجة وأم وعميلة مخابرات: تسيبي ليفني ربما تقود إسرائيل على درب السلام.
تقول الصحيفة " إن الشقراء، عملية الموساد السابقة في طريقها لتصبح أول رئيسة لوزراء إسرائيل منذ أيام جولد مائير قبل ثلاثين عاما حسب ما تفيد استطلاعات الرأي التي تفيد بتقدمها على منافسها الرئيسي، شاؤول موفاز وزير المواصلات ، الإيراني المولد الذي قاد جهود إسرائيل في قمع الانتفاضة الفلسطينية عندما كان رئيسا للأركان".
وتقول الصحيفة إن ثمة فروقا واضحة بين صورتي ليفني وموفاز لدى الرأي العام، فكثيرون ينظرون إلى الثاني باعتباره جنديا محترفا سيشعرون بالأمان معه، لكنه لن يكون قادرا على تبني أي مبادرة لحل الصراع الذي طال عقودا.
في المقابل، ينظر إلى ليفني التي تبلغ من العمر 50 عاما، على أنها أقل خبرة لكنها قادرة على الإقدام على مخاطر عالية العوائد، وهو ما تمثل في اتفاق حل دائم خلال المحادثات السرية، كشف عنه القنصل الأميركي في القدس جاك والاس، يقضي بالعودة إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 في الضفة الغربية وغزة ومناطق البحر الميت، وأن هذا الاتفاق سيعلن عنه في يناير المقبل مع نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش.
صحيفة الإندبندنت خصصت افتتاحيتها الرئيسية للعراق وأفغانستان مع تسلم الجنرال ريموند أوديرنو قيادة القوات في العراق من الجنرال ديفيد بتريوس، بعنوان يقول: هل تصلح خطة زيادة القوات في العراق لأفغانستان؟
تقول الصحيفة "إن إنجازات الجنرال بتريوس منذ تولى القيادة قبل 18 شهرا مشهودة، فقد اعتمد هذا الجنرال الذي يتسم بعمق التفكير، خبرته في مواجهة عمليات المسلحين والزيادة المعقولة في القوات لتهدئة مناطق العنف في بغداد والمحافظات الشمالية... لكن عنصر الوقت قد ساعده في ذلك، فقد شهدت بدايات العام الماضي تراجعا في عاصفة العنف الأهلي التي كانت تعصف بشمال العراق مع تمكن الجماعات الكردية والعربية السنية والشيعية من تحقيق أهدافها بإكمال تطهير عرقي للمناطق التي تريدها من كل من يخالفها".
وتمضي الصحيفة قائلة " لكن السؤال الرئيسي الذي يواجه الإدارة الأميركية حاليا والجنرال بتريوس وهو يتولى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى، هو ما إذا كانت الدروس التي استقتها في العراق صالحة للتطبيق في أفغانستان، خاصة وأن الرئيس الأميركي سيوجه حوالي نصف الثمانية آلاف جندي الذين سيسحبهم من العراق في الشتاء المقبل إلى أفغانستان. هذا العدد سيظل أقل بكثير من التقديرات التي طالب بها القادة الأميركيون لكسب المعركة ضد طالبان والتي تتراوح بين أربعين ألف وستين ألف جندي".
"كما أن أفغانستان تمثل تحديا مختلفا تماما عن العراق من النواحي الجغرافية والسياسية والعسكرية، فطبيعتها جبلية مع قليل من المراكز الحضرية، ومقاتلو طالبان متمرسون في حرب العصابات ولديهم قواعد على طول الحدود مع الجارة باكستان".
وتخلص الإندبندنت إلى القول إن الجنرال بتريوس " كان لديه من الحظ والظروف والمهارات التي ساعدته في مهمته بالعراق لكنه يحتاج إلى أكثر من نصيبه من كل هذه الأشياء لكي ينجح في مهمته الأفغانية".
"أزمة الرأسمالية"
وقد تصدرت أنباء الأزمة الاقتصادية العالمية وما يعتمل في أسواق المال من اضطراب، الصفحات الأول في صحافة اليوم:
الأندبندانت قالت في عنوانها الرئيسي: الآن، الخوف يعرقل عمل البنوك البريطانية.
الجارديان قالت: استمرار الانهيار في الأسواق العالمية.
التايمز قالت: الأزمة العالمية تضرب في الداخل وتهدد هاليفاكس.
الديلي تليجراف قالت: الاحتياطي الفيدرالي الامريكي (البنك المركزي) يكفل مجموعة إيه آي جي بقرض قيمته 85 مليار دولار.
وقد خصصت التايمز افتتاحيتها الرئيسية للقضية وجاءت بعنوان "الأزمة والرأسمالية" وكرستها للدفاع عن الرأسمالية.
تقول الصحيفة " إن انهيار بنك ليمان برازرز قد دون على أنه أحدث فصول الدراما المتواصلة لانهيار الرأسمالية التي تجمع انهيار نورثرن روك وبير ستيرنز ومتاعب فريدي ماك وفاني ماي. بالتأكيد لا يوجد نقص في من يرفعون خناجرهم ليعلنون موت سياسة السوق، لكن في الحقيقة أن ما يحدث يثبت عكس ذلك ، ويثبت أن الرأسمالية لا تزال فاعلة".
وتمضي التايمز قائلة "قد يكون ما يحدث مؤلما ومزعجا، لكنه نقيض للكارثة. قد يكون قاسيا ولا يغتفر، لكن هكذا تعمل الرأسمالية. فسياسة السوق تضمن محاسبة المخطئين على أخطائهم، وما تسرع المنتقدون واعتبروه أزمة للرأسمالية، هو في الحقيقة تقدم للرأسمالية". اما الديلي تليجراف فقد ربطت بين اضطرابات المال واضطرابات السياسة في مقال كتبه سيمون هيفر بعنوان : وسط هذا الانهيار المالي، من يجرؤ على حكم بريطانيا؟
يقول الكاتب " إن السؤال الجوهري الذي يجب طرحه والإجابة عليه في الوقت الراهن، لا يتعلق بقدرة جوردون براون على النجاة والاحتفاظ بمنصبه كرئيس للحكومة ولا بصناديق المعاشات ولا قيمة العقارات والأسهم. لكنه يتعلق بما إذا كان هناك سياسي في بلادنا يفهم ما يتوجب عمله لقيادتنا في هذا الوقت العاصف، وإذا كان هذا السياسي موجودا بالفعل فهل سيكون لديه أو لديها الشجاعة أو الفرصة للقيام بهذه المهمة؟
يتعلق الحديث بما يواجهه براون من تحديات في قيادة الحزب قبل المؤتمر العام لحزب العمال في مانشستر الأسبوع المقبل، فقد استقال ديفيد كارينز، الوزير بلا حقيبة المكلف بشؤون اسكتلندا، مطالبا بفتح التنافس على زعامة الحزب، ويخشى من استقالة المزيد من وزراء الحكومة.