موراتينوس: على الشعب اللبناني تقوية ثقته بنفسه

بيروت-واشنطن: عبّر وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس عن سروره للوضع الهادئ الذي وجده في لبنان حيث تزامنت زيارته مع انطلاقة الحوار الوطني، وقال: "سررت لرؤية لبنان الموحّد المستعدّ للعمل بكل أطيافه وحركاته السياسية، وبالتالي فإن إطلاق الحوار الوطني جاء بذهنية بناءة ومحترمة وبإرادة تتوخى التوصل الى نتائج إيجابية يتقاسمها الجميع".

موراتينوس، وفي حديث إلى صحيفة "السفير"، لم يتطرق إلى عنوان الحوار الرئيسي المتمثل بالاستراتيجية الدفاعية، معتبراً "أن هذا الموضوع داخلي، والممثلون الدوليون عليهم احترام ما يقرره اللاعبون السياسيون الداخليون. ونحن كإسبان لا نسمح لأنفسنا بإسداء نصح في هذا الشأن الوطني".

وحول قوله عن ضرورة بدء اللبنانيين بتهيئة ملفهم التفاوضي مع إسرائيل، أجاب: "كررت مراراً أنه إذا أردنا سلاماً شاملاً في المنطقة يجب أن يكون أيضاً سلاماً شاملاً ونهائيا بين لبنان وإسرائيل، وفي هذا الإطار على اللبنانيين إيجاد الوقت والروزنامة المناسبين لاتخاذ هذا الخطوة". وأضاف: "تبقى مسألة الأرض الاساسية بين البلدين، مقارنة مع الأراضي الفلسطينية والسورية فأنتم كلبنانيين في وضع أفضل بكثير، ونحن نعمل على حل قضية مزارع شبعا وهذا كلّه يصبّ في تسهيل الأمور حين يأتي الوقت المناسب للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل".

ولاحظ موراتينوس بعد تفقّد كتيبة بلاده في الجنوب، "وضعا أكثر تحسّنا من حيث الاستقرار. وتفيد المعلومات بأن قوات "اليونيفيل" تقوم بعملها على أفضل وجه في تطبيق القرار 1701". وعمّا إذا أثار مع الجانب الإسرائيلي الخروقات التي يتعرض لها القرار 1701، قال: "أثرت هذا الموضوع مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، ويعتبر الإسرائيليون أنهم يطبقون هذا القرار جيدا، ويذكّرون بوضع بلدة الغجر ونحن نبذل جهودا حثيثة لحل هذه المسألة أيضا".

ورأى موراتينوس أن مسألة ترسيم الحدود اللبنانية - السورية من الأمور الطبيعية، لكنني أتفّهم الرغبة بإيجاد لجنة مشتركة لتنظيم الحدود وهذا أمر طبيعي بين دولتين جارتين. أعتقد أن سوريا لعبت دورا إيجابيا في الأوقات الصعبة التي مرّ بها لبنان، وبالتالي يجب ترميم الثقة بين البلدين وصيانة علاقات الشراكة والتعاون بينهما ومنذ زيارة الرئيس ميشال سليمان الأخيرة الى دمشق أعتقد أن الأمور بدأت تسير في الاتجاه الصحيح".

وختم موراتينوس مؤكداً أن "على الشعب اللبناني أن يقوّي ثقته بنفسه وأن يقرر مستقبله باستقلالية تامة، وعليه التخلي عن العقدة التي تفيد بأن الآخرين هم من يقررون عنه. رسالتي هي ببساطة: ابقوا موحدين والمستقبل ملك أيديكم".

واشنطن: الحوار الوطني خطوة في الاتجاه الايجابي

وصفت واشنطن الحوار الوطني اللبناني الذي بدأ امس في بعبدا بأنه محاولة للانتقال بالبلاد من الانقسامات السياسية الى اتجاه ايجابي. وقال الناطق بإسم وزارة الخارجية شون ماكورماك إن "لبنان بدأ حواراً وطنياً، وهذا جهد لبناني هدفه دفع البلاد قدماً. لقد كانت هناك انقسامات سياسية مزمنة، وفهمي للأمور هو ان هناك محاولة للانتقال بالبلاد الى ما بعد هذه الانقسامات السياسية وفي اتجاه اكثر ايجابية".

ورداً على سؤال عن سلاح "حزب الله"، أجاب ماكورماك: "هناك قرارات مجلس الأمن التي تدعو الى وقف تدفّق السلاح الى لبنان، ونتوقع من جميع الأطراف التزام هذه القرارات".