أخبار

إعتداءات نيودلهي تكشف الهند أمام الإرهاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيودلهي: أججت الإعتداءات التي نفذت السبت في نيودلهي سجالا في الهند حول القصور في سياسة مكافحة الارهاب في هذه القوة الاقتصادية الناشئة التي تضربها اعتداءات بمعدل كل ثلاثة اشهر. وتساءل اوداي باسكار المدير السابق لمعهد الدراسات والتحاليل حول المسائل الدفاعية في نيودلهي "هل ان الهند لها القدرة او الارادة على منع مثل هذه الاعتداءات وحماية مواطنيها؟"

ورأى ك. ب. س. جيل الرئيس السابق لشرطة ولاية بنجاب (شمال غرب) ومهندس حملة قمع لانتفاضة قام بها انفصاليون من السيخ في التسعينات من القرن الماضي انه "في بلد ضحية للارهاب منذ عقود، لم نتعلم اي دروس من الماضي". وتبنت حركة اسلامية محلية غير معروفة كثيرا هي حركة "المجاهدين الهنود" الاعتداءات الخمسة بالقنابل التي اوقعت 24 قتيلا في احياء تجارية وسياحية من العاصمة.

وعممت الشرطة صورا على الكمبيوتر للمشتبه بهم وكان اثنان منهم تم التعرف اليهما مطلوبين في اطار 16 اعتداء نفذت في تموز/يوليو في احمد اباد بولاية غوجارات (غرب). وسبق ان اعلن المجاهدون الهنود مسؤوليتهم عن اعتداءات وقعت في ايار/مايو في جايبور بولاية راجستان السياحية شمال غرب الهند، وعن اعتداءات نفذت بشكل منسق في ثلاث مدن بولاية اوتار براديش (شمال) في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

واوقعت الاعداءات اكثر من 150 قتيلا في اقل من سنة. وتشهد الهند منذ اربع سنوات معدل اعتداء كل ثلاثة اشهر. واوقعت هذه التفجيرات 3700 قتيل بين كانون الثاني/يناير 2007 واذار/مارس 2007، ما يجعل هذا البلد الاكثر تضررا من الارهاب في العالم بعد العراق، بحسب احصاءات وضعتها الحكومة الاميركية في صيف 2007.

غير ان هذه الاحصاءات لا تشمل موجة الاعتداءات في باكستان التي اسفرت عن حوالى 1200 قتيل منذ اكثر من سنة. وحذرت صحيفة تايمز اوف اينديا هذا الاسبوع "اننا في حرب!" مطالبة بوضع "استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب" مستوحاة من الاستراتيجية الاميركية او البريطانية او الفرنسية او الاسبانية.

وكان حزب المؤتمر (وسط يسار) الغى فور وصوله الى السلطة في ايار/مايو 2007 قانونا لمكافحة الارهاب اقرته حكومة الحزب الوطني الهندوسي (يمين) السابقة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. واتخذ رئيس الوزراء منموهان سينغ قرارا بالغاء هذه القوانين الاستثنائية خشية ان تطبقها الشرطة في قضايا بسيطة من الحق العام.

اما اليوم فيشير الخبراء الى ان قوات الامن واجهزة الاستخبارات الهندية تفتقر الى الموارد والوسائل الضرورية لمنع وقوع اي اعتداء في المدن. وان كانت اجراءات امنية متشددة مفروضة في المطارات، الا ان الصحافة تندد بالنقص في التجهيزات من آلات لرصد المعادن وشاشات مراقبة وغيرها في محطات القطارات والفنادق والمطاعم والمتاجر والمعابد.

وكانت السلطات تعمد حتى فترة قريبة الى توجيه اصابع الاتهام في اي اعتداء يقع الى "منظمات ارهابية اسلامية" قادمة من باكستان او بنغلادش، البلدين المسلمين المحاذيين للهند واللذين ولدا من تقسيم امبراطورية الهند البريطانية في اب/اغسطس 1947 ومن استقلال باكستان الشرقية سابقا عام 1971 باسم بنغلادش.

اما الان، فيقر عدد من المسؤولين الهنود والغربيين بان القوة الاقتصادية العاشرة في العالم تواجه "ارهابا اسلاميا محليا". واكد نايجل اينكستر من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان "عددا متزايدا من الاعتداءات الارهابية الاسلامية من فعل مجموعات هندية ولو انه يخطط لها ويقدم لها الدعم من الخارج".

وحذر باسكار من ان "ظهور ارهاب محلي يشكل خطرا اجتماعيا جسيما في هند شاسعة، معقدة ومتنوعة ثقافيا ودينيا واجتماعيا" ويبلغ عدد سكانها 1,1 مليار نسمة بينهم 80% من الهندوس و14% من المسلمين، ولها تاريخ حافل باعمال العنف الدينية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف