حماية السفن من القراصنة مهمة شبه مستحيلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قراصنة يخطفون سفينة ثانية قبالة السواحل الصومالية
باريس: ترى مصادر عسكرية وبحرية ان حماية سفن الشحن والصيد من قراصنة جريئين مجهزين تجهيزا جيدا وينشطون في بقعة شاسعة من المحيط الهندي قبالة سواحل الصومال امر مستحيل بدون تعبئة دولية قوية. واثبتت محاولة اعتراض سفينة الصيد الفرنسية "لو درينيك" السبت على مسافة اكثر من 700 كلم من الصومال، ان القراصنة الذين كانوا يقومون بعملياتهم في الماضي قرب السواحل، تأقلموا مع وجود سفن حربية في مياههم ووسعوا نطاق عملياتهم.وسيطر قراصنة الخميس في عرض الصومال على سفينة شحن تملكها شركات يونانية وتقل 25 بحارا بحسب وزارة الملاحة البحرية اليونانية، كما افاد مسؤول برنامج مساعدة البحارة في كينيا اندرو موانغورا عن خطف سفينة الاربعاء. وقال المتحدث باسم هيئة الاركان الفرنسية الكابتن البحري كريستوف برازوك معلقا على الهجوم على لو درينيك "انه امر جديد تماما" مشيرا الى ان الهجوم وقع "على مسافة بعيدة جدا من السواحل، اقرب الى جزر السيشيل منها الى الصومال".
واوضح ان هذه المناطق المخصصة لصيد السمك والبعيدة عن خطوط الملاحة الدولية شاسعة الى حد لا يمكن للسفن الحربية تسيير دوريات فيها وضمان امنها مثلما تفعل حيال طرقات الملاحة التي تجوبها السفن. وتابع ان هناك في الوقت الحاضر "15 سفينة في منطقة خليج عدن/بحر العرب، اما في اطار القوة الدولية الضاربة 150 او في اطار وطني. وبينها سفينتان فرنسيتان".
وقال ان هذه السفن "تعمل على ضمان امن ممر بحري في خليج عدن. انها طريق بحرية تعبرها 16 الف سفينة في السنة وشن فيها القراصنة سبعين هجوما منذ مطلع العام". وفي مواجهة نشر سفن حربية ووحدات كومندوس بحرية كالفرق التي وضعت في 2007 على متن سفن استأجرها برنامج الاغذية العالمي بين كينيا والصومال، بدل القراصنة تكتيكهم فباتوا يختبئون في "سفن ام" اشبه بقواعد عائمة ولا يمكن تمييزها عن سفن تجارية عادية، ويبتعدون من السواحل ومن الطرق البحرية الخاضعة للمراقبة.
ورأى الاميرال الفرنسي المتقاعد لوران ميرير القائد السابق لمنطقة المحيط الهندي البحرية انه حين يهاجم القراصنة سفن صيد "يكون الامر اكثر تعقيدا بكثير". واوضح ان "صيادي السمك من حيث طبيعة عملهم يبحثون عن السمك في مكان وجوده. كما انهم عندما يصطادون ويلقون شباكهم في المياه، فهم اشبه باسرى ولا يمكنهم الفرار بزيادة سرعتهم". وتابع "من الصعب جدا حمايتهم. ينبغي توافر تعاون دولي قوي ورصد عدد كبير من السفن".
وطرحت فرنسا واسبانيا اللتين ينشط صيادوهما في المحيط الهندي في نهاية تموز/يوليو تشكيل قوة بحرية دولية مكلفة خصيصا التصدي للقراصنة الصوماليين ودعا البلدان الى تعاون دولي. وقال وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران آنذاك "انها بنظرنا عملية صعبة على مساحة بحرية كبيرة نملك فيها في غالب الاحيان وسائل ولكن ليس بشكل دائم".
واعتبر اوليفييه هالوي مدير عمليات شركة سورتيمار للامن البحري انه ينبغي التحرك ضد قواعد القراصنة، تلك المرافئ المعروفة من الجميع على الساحل الصومالي. وقال "يجب الذهاب اليهم في مخابئهم، مراقبة مشارف مرافئهم عن كثب، بدون استبعاد العمليات البرية في اطار تفويض دولي على سبيل المثال".
واضاف ان "مطاردتهم في عرض البحر لن تجدي نفعا. لم يعد من الممكن مفاجأتهم بشكل خاطف. كانت نشاطاتهم من قبل تقتصر على اشغال محلية صغيرة، اما الان، فباتت صناعة حقيقية". وتابع ان القراصنة "حصلوا على فديات بملايين الدولارات واستثمروها. لديهم زوارق فائقة السرعة من النوع الذي يملكه مهربو المخدرات وانظمة لتحديد المواقع واجهزة للرؤية الليلية. انها صناعة حقيقية، مافيات قوية ومحترفون حقيقيون".