أميركا تساعد جورجيا عسكريا والإتحاد الأوروبي يرجئ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو، وكالات: أعلن ديفيد ميركيل، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وآسيا في تصريح نقلته محطة إذاعة "صدى موسكو"، أن الولايات المتحدة ستساعد جورجيا في استعادة قدراتها الحربية. وقال الدبلوماسي إن مساعدة الولايات المتحدة لجورجيا تهدف بصورة رئيسية الى تعزيز سيادتها واستقلالها.
وقد أعلنت قيادة الولايات المتحدة في سبتمبر عن اعتماد مليار دولار بمثابة مساعدة أميركية لجورجيا. وستقدم واشنطن 570 مليون دولار من تلك المساعدة قبل نهاية السنة الجارية، حسب معلومات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية. كما زار جورجيا في بداية هذا الأسبوع وفد من البنتاغون لتحديد احتياجات البلد لتقويم بنيته التحتية العسكرية.
ميدفيديف: حلف الأطلسي أثار صراع جورجيا
بدوره قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة إن الغرب لن يعيد روسيا الى حكم مستبد على النمط السوفيتي والقى باللوم على حلف الاطلسي في اثارة الصراع في جورجيا الشهر الماضي. وقال مدفيديف في اشارة الى النزاع الروسي الجورجي "ماذا قرر الحلف الاطلسي؟ وماذا ضمن؟ لم يفعل غير انه اثار النزاع لا غير". واضاف "يتم دفعنا ... خلف ستار حديدي. واريد ان اؤكد ان هذا ليس سبيلنا. ولا معنى للعودة الى الماضي بالنسبة الينا".
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قد شنت هجوما على روسيا نتيجة تطورات الوضع في القوقاز واتهمت موسكو بالجنوح نحو الحكم الفردي التسلطي والديكتاتورية. واعرب ميدفيديف عن اعتقاده بأن الفرص قد زادت امام احتمال التوقيع على اتفاقية جديدة حول الامن الاوروبي في ضوء الأحداث الأخيرة في القوقاز مشككا في قدرة حلف الناتو وحده على ضمان الامن في القارة. وأشار الى ان العالم يقف امام خيارين اما الرهان على القوة او اقامة منظومة عصرية للتعاون الدولي.
روسيا تبحث زيادة الإنفاق العسكري بنسبة الربع
وقد ناقش مجلس النواب في روسيا مشروع الميزانية لعام 2009 والذي ينص على زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 25.7%، وهي زيادة كبيرة بالنسبة للجيش الروسي، وتأتي بعد شهر واحد فقط من انتصاره على الجيش الجورجي في الحرب حول أوسيتيا وأبخازيا. ويقترح مشروع الميزانية رفع الإنفاق العسكري العام المقبل من نحو 40 مليار دولار إلى نحو 50 مليار دولار.
وتأتي هذه الزيادة في حجم الإنفاق العسكري مع تأزم العلاقات الروسية مؤخرا مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي حيث بلغت أدنى مستوياتها في فترة ما بعد الحرب الباردة بعد الحرب مع جورجيا. وكان الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين ـ والذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء ـ قد اتخذ خلال فترة حكمه التي دامت 8 سنوات إجراءات لتعزيز مكانة بلاده في العالم وإعادة بناء قدراتها العسكرية.
وقد تعهد خلفه ديمتري ميدفيديف بالاستمرار في تحديث ترسانة الأسلحة الروسية، وهي مهمة أصبحت أكثر إلحاحا بعد الحرب التي استمرت خمسة ايام مع جورجيا. وتمكن الكرملين بفضل إيرادات النفط والغاز الضخمة التي جنتها روسيا مع ارتفاع أسعارهما من مضاعفة الإنفاق العسكري على مدى الأعوام الثمانية الماضية، إلا أن هذا لا يقاس بحجم الإنفاق الأمريكي على التسليح والذي بلغ هذا العام 480 مليار دولار.
وفي تطور سابق أعلن سلاح البحرية في روسيا أنه أجرى بنجاح تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات. وقال الكابتن ديجالو إيجور إنه تم إطلاق صاروخ "بولفا" من غواصة ديمترى دونسكي في البحر الأبيض وإن الرؤوس التي كانت تحملها قد أصابت هدفها في مرمى عسكري في شبه جزيرة كامشاتكا. وكانت تجارب أخرى على هذا الصاروخ قد فشلت مما شكك في قدرة روسيا على بناء ما يعتبره المسؤولون الروس مكونا أساسيا من قوة البلاد النووية.
بروكسل : مساعدات إعادة إعمار جورجيا قيد الدراسة
بدورها أكدت كريستيان هوهمان، الناطقة باسم المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الخارجية وسياسة الجوار بينيتا فيريرو فالدنر، بأن اقتراح المساعدات الذي تقدمت به هذه الأخيرة، باسم المفوضية، لتحرير مبالغ تصل إلى 500 مليون يورو لإعادة إعمار جورجيا، لا زال قيد الدراسة من قبل السلطات المختصة، خاصة البرلمان الأوروبي
ورداً على سؤال حول البرنامج الذي أعده الرئيس الجورجي ميكايل ساكاشفيلي، والذي ،على ما يبدو، يركز برامج إعادة الإعمار في مجال التسليح، أشارت الناطقة بأن أموال المساعدات التي تصرفها المفوضية لكافة " تخصص لأغراض مدنية وليس عسكرية"، " إن صرف المساعدات بموجب برامج محددة بشكل جيد هو الضمان الأكيد على أن هذه المساعدات لن تصرف في مجال تسليح الجيش الجورجي"
وحول ما تعنيه المفوضية بجورجيا، وهل تشمل جورجيا بالنسبة لها أبخازيا وأوستيا الجنوبية، اكتفت الناطقة بالقول " جورجيا بالنسبة لنا هي جورجيا"، مضيفة بأن التطورات على الأرض في المستقبل هي التي ستحدد ما إذا كنا سنتقدم في عملنا أو نبقي عليه محدوداً
ويذكر بأن المفوضة فالدنر كانت اقترحت أمام مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون يورو لإعادة أعمار جورجيا يغطي الفترة بين 2008-2010، على أن تصرف 100 مليون يورو منها حتى نهاية العام الحالي للغرض نفسه، وقد قبل المجلس الاقتراح مبدئياً وأحاله إلى السلطات المالية المختصة.
أما بالنسبة لأراضي جورجيا، فيعلن مسؤولو الإتحاد الأوروبي تمسكهم بوحدة أراضي جورجيا، من غير أن يكون واضحاً لديهم ما إذا كان أفراد بعثتهم المدنية المفترض أن تبدأ في أول الشهر القادم، سيستطيعون يوماً الدخول إلى أبخازيا وأوستيا الجنوبية، وكذلك الحال بالنسبة لأموالهم.