رئاسيات الجزائر: بين سيناريو تونس أو سيناريو لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: عاد الحديث مجددا في الأوساط السياسية الجزائرية عن ولاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي تنتهي دستوريا في شهر ابريل المقبل بعد عهدتين من خمس سنوات . تعاطي احزاب الائتلاف الحاكم تبدو اكثر وضوحا مع الاشكال الدستوري بالدعوة الى الغاء المادة الرابعة والسبعين التي تحدد ولاية الرئيس بعهدتين فقط، وفسح الجال لتمكين الرئيس من الترشح لعهدة رئاسية ثالثة .
الأمين العام للتجمع الوطني الديمو قراطي رئيس الحكومة الحالي ، و الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم من حيث الأهمية كشف عن موقف حزبه من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى مع انتهاء العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة اوائل ابريل المقبل. اويحي قال ان تعديل الدستور سيتم في القريب العاجل ،وأن حزبه يدعو بوتفليقة الى البقاء في الحكم ، وأن حزبه سيتحول الى آلة انتخابية لصالح الرئيس بوتفليقة هذا الموقف لا يبدو بعيدا عن موقف حزب جبهة التحرير الوطني الذي اعلن قبل سنتين بأنه مع استمرار بوتفليقة في الحكم.
وقال بلخادم قبل اسابيع وحتى فان لم تكن له الرغبة في ذلك فاننا سنعمل على اقناعه بالبقاء في الحكم ، وبرر موقفه بحاجة الجزائر اليه في الوقت الحالي لاكمال البرنامج السلمي الذي وعد به الشعب الجزائري منذ انتخابه رئيسا في العام 1999.
ولم يستبعد تعديلا دستوريا في دورة البرلمان شهر ايلول المقبل. الشريك الثالث في الائتلاف الحاكم حركة مجتمع السلم الجزائرية المحسوبة على التيار الاسلامي لم تعلن موقفها الى حد الآن، وفسر مراقبون هذا التأخر انما يعود الى المتاعب التي يعاني منها رئيس الحركة أبو جرة سلطاني في الصراع الدائر على قيادة الحركة مع غريمه الوزير الأسبق عبد المجيد مناصرة.
وتثير لائحة نواب الحركة الاثنين قبل أيام باعلان التمرد عن رئيسهم من مجموع اثنين وخمسين نائبا يمثلون الحركة في البرلمان ،وهذا مؤشر برأي المراقبين في تأجيج الصراع قديؤدي الى اسقاط أحد الجناحين الذين يؤيدان تعديل الدستور والمطالبة باستمرار بوتفليقة في الحكم .
وترجح بعض الأوساط أن تعديل الدستور قد يحال على البرلمان بدلا من الاستفتاء الشعبي مثلما كانت تترقب بعض الأطراف الفاعلة في الحياة السياسية الجزائرية منذ اثارة التعديل. ويعني هذا أن طرح التعديل على البرلمان لن يجد معارضة على خلفية أن الائتلاف الحاكم يشكل الأغبية الساحقة في التمثيل البرلماني.
وما قد يبدو من معارضة لتعديل الدستور فان هذا التوجه برأي المحللين لايستند الى أية قوة شعبية، جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت أحمد رغم ماتطرحه من افكار مناهضة للنظام الحالي ، فانها لن تتمكن من اختراق موقف الائتلاف الحاكم والتأثير عليه، وتبقى في نظر أوساط سياسية حزبا مطلبيا يدعو الى تغيير النظام باجراء انتخابات تأسيسية للخروج كما تقول من النفق الذي آل اليه النظام الحاكم حاليا.
التجمع من أجل الثقافة الديموقراطية يشن حملة عدائية على الرئيس منذ انتخابه لعهدة ثانية ، ويطالب باستمرار برحيل هذه السلطة على اعتبار الفشل الذي منيت به في اقرار سياسات ناجحة وعلى كافة المستويات ، ويرفض تمديد ولاية الرئيس.
ويقول مراقبون ان ما يمكن وصفه بالضبابية التي تسود موقف الرئيس بوتفليقة من الاستمرار في الحكم أو مغادرته له قد يكون وراء التردد الذي يطبع المشهد السياسي في الجزائر، وهناك من يرى فيه أن الرئيس بوتفليقة لم يستقر على الصيغة النهائية على المقترح لبقائه في الحكم.
خيارات
بينما تطرح بعض التحاليل ثلاثة خيارات أمام بوتفليقة:
-الخيار الأول تعديل الدستور بالغاء المادة الرابعة والسبعين التي التي تحدد ولاية الرئيس بهعدتين من خمس سنوات لكل عهدة كما هو معمول به في تونس أو في اليمن السعيد .
-الخيار الثاني يراه آخرون أن يكون على شاكلة سيناريو لبنان مع اميل لحود بالتمديد لفترة سنتين، ويبرر اصحاب هذا الخيار بالموانع الصحية التي قد تدفع بالرئيس الى الى تقليص عهدته الى سنتين فقط.
-الخيار الثالث يقول أصحابه يمكن تعديل الدستور مع اقرار منصب نائب رئيس الجمهورية، وهذا في نظرهم تحسبا لأي مانع لأداء الرئيس بوتفليقة لمهامه، التسريبات بشأن هذا الخيار تقول ان منصب نائب الرئيس ينبغي أن يعود الى الجهة الشرقية من البلاد لاقرار توازن جهوي في السلطة لكن الرئيس بوتفليقة كما ترجح نفس المصادر انه يرفض هذا التوجه، ويرغب أن يكون نائب الرئيس من صلاحياته.
التكهنات لدى بعض الأوساط السياسية لاترى في الوضع السياسي غموضا بل أن الأمر في نظرها يعود الى عامل الوقت الذي يعد مبكرا كما تقول لاعلان الرئيس موقفه من الانتخابات الرئاسية. وترجح هذه الأوساط استمرار الرئيس في حكم الجزائر لعهدة ثالثة كما أشيع من طرف الجمعيات المساندة لبقاء الرئيس في الحكم.
دوائر حكومية تقول ان ترشيح بوتفليقة أضحت مسألة وقت فقط، وما يروج من اشاعات عن وجود موانع صحية وسياسية وغيرها قد تدفع به الى العدول عن الاستمرار في الحكم ماهي في نظرها الامجرد اقوال من بعض المحسوبين في خانة الرافضين لسياسة المصالحة التي تعد من الأهداف الجوهرية في استراتيجية الحكم للرئيس بوتفليقة .
التعليقات
زعماء مدى الحياة
ابن المشرق -كان الاجدر بالزعماءالعرب الطامحين للبقاء الى الابد في المنصب ان يطرحوا استفتاء شعبي لتحويل الجمهوريات الى ممالك وامارات وانا كفيل لهم بالفوز بنسبة 99.99%، حتى يخرجوا من اخر قشرة من قشور الحرج . لبنان هي الدولة العربية الوحيدة التي يحترم فيها الرؤساء عقول وكرامة شعوبهم فرغم ان اوضاع لبنان مازلت غير مستقرة الا انها الدولة الوحيدة التي يغادر فيهاالرئيس بكل سهولةالمنصب.وعندي اقتراح اخر و انتخاب الزعماء الجمهوريين في الدول العربية كزعماء مدى الحياة كما حدث في احدى الدول العربية وهكذا نقدم اختراع جديد عربي لم يسبقنا اليه احد من العالمين ونسوغ فيه بقائهم.كلنا سمعنا بتشرشل وكيف انه قاد بريطانيا الى النصر في الحرب العالمية الثانية وانقذ الاقتصاد البريطاني من الانهيار ، ولكن مع كل هذا لم يمنحه الشعب فرصةاخرى للبقاءفي منصبه.
عصابة التمديد
محمد -ليس بوسع اي كان ان يلجأ الى تعديل دستوري لتحقيق مآرب شخصية او مصالح مجموعة ضيقة تنظر في شخص بوتفليقة الى ابعد من كونه رجل الدولة بل الحامي لمصالحها التي تسعى الى الحفاظ عليها مهما كانت الطرق ملتوية.الجزائر التي انجبت قيادات تاريخية يُشهد لها بالنزاهة والالتزام وحب الوطن لا يمكنها ان تكون في قبضة اناس دخلاء على السياسية ويمارسون كل اساليب الابتزاز والتحايل كتلك التي تطبع تصرفات الجيل الجديد من ما يسمون انفسهم رجال الاعمال الذين ينضوون تحت خانة العصابات السياسية الاقتصادية التي تحاول كالأخطبوط الاستحواذ على كل شيء.الجزائر ليست عقبمة حتى تحصر منصب الرئاسة في شخص بوتفليقة الذي يكفيه انه صار الآن متربعا على عرش لا يريد ان يعيش بدونه ..رغم انه منطقيا مطالب بالتنحي والاستقالة والاستمتاع بما بقي له من الحياة معززا مكرما..الجزائر ليست عقيمة حتى لا تجد من يحكمها فهناك الكثير من النُزهاء الوطنيين الذين انجبتهم امهاتهم ( كما يحلو للجزائريين قول ذلك)..وبامكانهم قيادة البلاد احسن بكثير من بوتفليقة..هناك من الشخصيات من يملكون القدرة على تغيير الجزائر نحو الاحسن ...خاصة وانها البلد الغني الذي بامكانه ان يكون رائدا في المنطقة بامكانياته المادية والبشرية. الحديث في هذا الموضوع قد يُرهق الكثير من المثقفين والمتتبعين للشأن الجزائري لكنه يبقى مستمرا ما دامت عقليات الاقصاء والاستحواذ على تفكير الآخرين هي السائدة ..من له الحق في صد الابواب في وجه اي مواطن يريد الخير اهذا البلد..من له حق ابعاد من لهم القدرة على فهم ما يريده الشعب الجزائري والتجاوب مع طموحاته..الجزائر قادرة على ان تكون احسن مما هي عليه الآن بمليون مرة..قادرة على ان توفير كل الرفاهية لشعبها.التخلي عن عقلية - انا ذكي ..واللآخرون اغبياء- صارت لا تنطلي على اي جزائري ...اذهبوا أينما شئتم يا من تتآمرون لابقاء الرجل المريض في قصر المرادية بدون رجعة..ارحلوا فيكفيكم انكم اغترفتم من اموال الشعب ونهبتم..ولا اقصي منهم احد فليس بامكن المرء الاختيار .وعاش من عرف قدره
تعليق
كمال مراد -هذا ليس بالأمر المفاجئ أن يتم تعديل الدستور من أجل السيد بوتفليقة . في الجزائر نظام مبني على الحزب الواحد بما يعني ذلك من إمتيازات وحاشية تأكل من أموال الشعب و توهمه بأنها حامية تراث المليون ونصف مليون شهيد بيد أن عدد العاطلين عن العمل قد تجاوز هذا الرقم بكثير . إعلان الملكية( عمليا ) في الجزائر بقوة الدستور أو مايسمى بالعهدة الثالثة جاء رغبة من الجيش لربح قليل من الوقت والجيش على علم بأن بوتفليقة المريض لن يكمل العهدة بل سيتخذ قرارات مرسومة ومحددة له من الجيش الحاكم الفعلي في الجزائر .