قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: راى محللون ان ليبيا التي عادت الى الساحة الدولية وتشغل مقعدا في مجلس الامن الدولي اصبحت شريكا لا غنى عنه للمجتمع الدولي بفضل تأثيرها في افريقيا وضخامة ثروتها النفطية.وقال الاستاذ الجامعي مصطفى الفيتوري ان انتخاب هذا البلد الغني بالنفط لتولي احد المقاعد غير الدائمة في مجلس الامن "هو انتصار للدبلوماسية الليبية واعتراف من المجتمع الدولي بدورها خاصة في افريقيا". وكانت ليبيا انتخبت في تشرين الاول/اكتوبر 2007 للمرة الاولى منذ وصول العقيد معمر القذافي الى السلطة في 1969، لتولي احد المقاعد غير الدائمة في مجلس الامن الدولي على ان تتولاه لعامي 2008 و2009.واكد الفيتوري لوكالة فرانس براس ان ليبيا "تركت بصماتها في الامم المتحدة في اغلب القضايا الدولية وخاصة العربية والافريقية منها وهذا يدل على تقدير المجتمع الدولي لدور ليبيا." ومن غير المتوقع ان يتوجه الزعيم الليبي معمر القذافي الذي لا يعلن عن تنقلاته خارج ليبيا مسبقا الى نيويورك ويرجح ان يكون وزير الخارجية عبد الرحمن شلقم ممثلا لليبيا في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.وبعد سنوات طويلة من الخلاف بين القذافي والغرب الذي كان يتهمه بتشجيع الارهاب، اصبح الغربيون يعتبرون ان للزعيم الليبي دورا اساسيا في حل المشاكل في القارة الافريقية. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي زارت طرابلس هذا الشهر على "الدور المهم لليبيا في المغرب العربي وفي الاتحاد الافريقي وخاصة في السودان".وكانت زيارة رايس هي الاولى لوزير خارجية اميركي منذ 55 عاما. وجاءت بعد عقود من العلاقات المتوترة بين البلدين. واعلن القذافي قبيل الزيارة ان "ملف الخلاف بين الولايات المتحدة الاميركية وليبيا اقفل نهائيا".وليبيا التي تتقاسم حدودا مشتركة مع السودان والنيجر وتشاد قامت بالعديد من الوساطات بين متمردي دارفور والحكومة السودانية لعلاقتها الوطيدة بالطرفين وثقتهما بطرابلس كوسيط محايد. كما يحظى الزعيم الليبي بتأثير كبير على الرؤساء الافارقة والقبائل الافريقية وحركات التمرد في القارة الافريقية التي يرفض بشدة اي تواجد غربي فيها.وقد جدد القذافي اثناء استقبالة لرايس معارضته للقيادة العسكرية الاميركية في افريقيا (أفريكوم) التي تسعى واشنطن لاقامتها في القارة بهدف تكثيف مكافحة الارهاب، كما يقول الاميركيون. واكد "ان الافارقة سينظرون الى هذا الوجود العسكري الأميركي بأنه استعمار وسيرفضونه".وكانت دول اخرى مثل فرنسا وايطاليا وبريطانيا اقامت علاقات رسمية مع طرابلس وابرمت عقودا كبيرة ومغرية في كافة المجالات الاقتصادية. وكانت مفوضية الاتحاد الاوروبي قد بدأت في الاول من ايلول/سبتمبر مفاوضات مع طرابلس من اجل التوقيع على اتفاقية شراكة كان تم الاعلان عنها منذ حل مشكلة الممرضات البلغاريات صيف 2007.ويعتبر المحللون ان النفط كان له دور كبير في هذه النجاحات الدبلوماسية. ويقول شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا لوكالة فرانس برس "النفط كان دائما المحور الاساسي وفي الحسبان في كل المفاوضات مع الغرب واميركا حتى وان لم يذكر بشكل مباشر". واكد غانم "ان الغرب يسعى لعلاقات متميزة مع ليبيا لقربها من اوروبا ولما تشكله من مصدر مهم وآمن للطاقة، كما يوفر انفتاح الغرب على ليبيا المزيد من الفرص للشركات الغربية للاستثمار في البلاد".ويقول مراقب غربي "ان تقارب الغرب مع طرابلس جاء ايضا خوفا من التواجد الصيني الملحوظ في القارة الافريقية وتحسبا لدخول ليبيا طرفا في الحرب الباردة بتقاربها من روسيا". وكان مسؤولون روس اعربوا عن رغبتهم بشراء كل الانتاج النفطي الليبي. ولكن الاوروبيين يعتبرون ان لليبيا اهمية استراتيجية اخرى غير النفط فهي قريبة من اوروبا بحكم موقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط الشاطئ الجنوبي للقارة الاوروبية وهم يتمنون منها ان تساهم بالحد من الهجرة غير الشرعية نحو اوروبا.ويعتبر المحللون ان احد الاسباب في خضوع ايطاليا لشروط طرابلس بالتعويض والاعتذار عن الحقبة الاستعمارية كان ايضا الحصول على تعاون اكبر للحد من الهجرة غير الشرعية.