البرادعي يحث ايران على تبييض صفحتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيينا: دعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين ايران الى الرد على الادعاءات حول قيامها بدراسات لانتاج راس حربي نووي كما اكد ان الوكالة لا تزال تقيم عينات اخذت من موقع في سوريا مؤكدا غياب اي مؤشر على وجود مواد نووية.
وقال البرادعي انه بدلا من ان تصف ايران تلك الادعاءات بانها "مزورة" و"ملفقة"، فان عليها ان "توضح مدى صحة هذه الدراسة ومن اين تمت فبركة مثل هذه المعلومات، حسب تاكيدها".
وقال البرادعي امام مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا ان "على ايران ان تقدم معلومات اساسية لدعم تصريحاتها وان تسمح بالوصول الى الوثائق والاشخاص المعنيين".
وقال انه "اذا لم توفر ايران مثل هذه الشفافية (..) فان الوكالة لن تتمكن من تقديم تطمينات حول عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير معلنة في ايران".
وجاءت تصريحات البرادعي في كلمته الافتتاحية امام مجلس حكام الوكالة خلال اجتماعه الدوري الذي يستمر اسبوعا في شهر ايلول/سبتمبر.
وكان على راس اجندة الاجتماع اخر تقارير البرادعي حول ايران والذي نشر الاسبوع الماضي واتهم فيه ايران بالتسبب في وقف تحقيق دولي حول برنامجها النووي ورفضها وصول مفتشي الوكالة الى الوثائق والاشخاص والمواقع ذات العلاقة.
وتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في برنامج ايران النووي منذ ست سنوات، الا انها لم تستطع ان تحدد بعد ما اذا كانت تلك النشاطات سلمية كما تزعم ايران.
اما المسالة الشائكة حاليا فهي ما يسمى ب"الدراسة المزعومة" التي عثر عليها على جهاز كمبيوتر محمول في ايران ويشير الى ان طهران ربما حاولت تطوير راس حربي نووي وتحويل اليورانيوم واختبار متفجرات قوية وصواريخ.وتنفي ايران هذه المزاعم وتقول انه "لا اساس لها" و"مفبركة".
الا ان الوكالة الدولية تشتكي من ان ايران لم تقدم اي دليل ملموس لدعم مثل هذه التاكيدات.
ومما زاد من تعقيد المسالة رفض واشنطن السماح للوكالة الدولية الاطلاع على الوثيقة التي تبني عليها مزاعمها.
وفي تصريحات للصحافيين الاثنين قال علي اصغر سلطانية سفير ايران في الوكالة انه لم يسمح لايران بالاطلاع على اي وثائق تدعم تلك المزاعم.
وقال "كيف يمكن مساءلة بلد دون تقديم الوثائق الحقيقية له؟ ان دولة عضو تتهم دولة عضو اخرى، الا انه لم يتم اعطاء الدولة العضو (المتهمة) اية وثائق او ادلة".
وقال ان واشنطن وليس طهران هي التي خلقت الجمود الراهن في الموقف.
وفي كلمته الاثنين، حث البرادعي "الدول الاعضاء التي زودت الوكالة بالوثائق المرتبطة بالدراسة المزعومة، السماح للوكالة باطلاع ايران عليها".
وطمأن المدير العام ايران الى ان الوكالة الدولية لا تحاول "التطفل" على نشاطاتها العسكرية المتعلقة بالاسلحة التقليدية او الصواريخ غير الخاضعة لسلطة الوكالة.
وقال "الا اننا نريد الاستفادة من كافة المعلومات ذات الصلة لكي نستطيع تاكيد عدم استخدام اية مادة نووية لاغراض انتاج اسلحة نووية".
وقال دبلوماسي غربي بارز طلب عدم الكشف عن هويته ان سلطانية "يحاول تحويل الانتباه عن المشكلة الحقيقية وهي عدم تعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وقال ان "لدى ايران فرصة وافرة لدراسة الوثائق والمعلومات التي جمعها قسم الضوابط في الوكالة".
كما تحدث البرادعي عن سوريا التي تزعم الولايات المتحدة انها كانت تبني منشأة نووية سرية دمرها الطيران الاسرائيلي العام الماضي.
واشار الى ان الوكالة لم تحلل او تقيم العينات التي اخذت خلال زيارة مفتشي الوكالة موقع الكبر الواقع في نطقة صحراوية نائية شمال شرق سوريا على نهر الفرات.
وقال ان "العينات التي اخذت من الموقع لا تزال تخضع للتحليل والتقييم من قبل الوكالة، الا انه حتى الان لم يتم العثور على اي مؤشر على وجود اية مادة نووية".
اما بالنسبة لكوريا الشمالية فقال البرادعي ان بيونغ يانغ طلبت من الوكالة ازالة الاختام ومعدات المراقبة من مفاعل يونغبيون النووي.
وقال "هذا الصباح، طلبت سلطات كوريا الشمالية من مفتشي الوكالة ازالة الاختام ومعدات المراقبة لتمكينهم من اجراء تجارب في محطة المعالجة التي قالوا انها لن تشتمل على مواد نووية".
وقالت بيونغ يانغ الاسبوع الماضي انها تعمل على اعادة تشغيل مفاعل نووي في يونغبيون ولم تعد ترغب باية تنازلات اميركية وعدت بها واشنطن بموجب اتفاق تاريخي ابرم في حزيران/يونيو مقابل تفكيك برنامجها النووي.
وتوقف النظام الشيوعي المتشدد عن العمل في تفكيك مجمع يونغبيون الشهر الماضي وقال الجمعة الماضية انه يعمل على اعادة تشغيل مفاعل ينتج البلوتونيوم. وتشعر كوريا الشمالية بالغضب من عدم قيام الولايات المتحدة بشطبها عن قائمة الدول الداعمة للارهاب مقابل تفكيك مفاعلها.
وقال البرادعي ان مفتشي الوكالة "لاحظوا ان بعض المعدات التي ازالتها بيونغ يانغ خلال عملية التفكيك قد اعيدت". الا انه اكد ان "هذا لا يغير وضع الاغلاق في مفاعل يونغبيون".