قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نضال وتد من تل أبيب: استأثرت عملية القدس، الليلة، والتي أسفرت عن إصابة 19 جنديا إسرائيليا عندما أقدم شاب فلسطيني على دهسهم بسيارة سوداء من طراز بي أم دبليو، الليلة قرب مبنى بلدية القدس، باهتمام الصحافة الإسرائيلية التي زينت صفحاتها الرئيسية بصور من الحادث، بالإضافة إلى سيل من التفاصيل والتعليقات التي استذكرت جملة العمليات الأخيرة التي وقعت في القدس، والتي كان القاسم المشترك الرئيسي فيها هو كون منفذي هذه العمليات مقدسيين يحملون بطاقات "إقامة" زرقاء تسهل عليهم المرور والتحرك داخل أحياء القدس الغربية وباقي أنحاء إسرائيل. فقد كتب عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس يقول إن الأمر المهم، في سياق عملية أمس، والتي ستتضح تفاصيلها وتفاصيل هوية منفذها، هو الصورة الأشمل والتي تحوي : ستة عمليات في القدس منذ مطلع السنة، أسفرت عن مقتل 13 شخصا- وهو تواصل له مغزاه ومدلولاته يزعزع من جديد مشاعر الأمن الشخصي لسكان العاصمة، بعد سنوات عديدة من الهدوء. إنه توجه يلزم باتباع نمط تفكير جديد في جهاز الأمن. وهو توجه يدعو للقلق بدرجة لا تقل عن القلق الناجم بسبب الحرب المستعرة بين عائلات الإجرام، حتى وإن شغلت حيزا أقل في الصحف". ولفت هرئيل إلى أن الصعوبات الكامنة في محاربة هذا النوع الجديد من العمليات الذي تطور في القدس معروفة: "فهي عمليات يسهل تقليدها، ولا يمكن تقريبا منعها مسبقا. إذ أنه من الصعب مثلا الحصول على بندقة أو مسدس دون لفت أنظار أجهزة الأمن، لكن الجرافة هي سلاح متوفر بسهولة أكبر وقاتل بدرجة أقل- وبالأمس اكتفي منفذ العملية بسيارة خصوصية. كما أن بطاقات الهوية الإسرائيلية الزرقاء التي يحملها سكان شرقي القدس تصعِّب إحباط مثل هذه العمليات. صحيح أن التحقيقات التي أجريت حول العمليات السابقة لم تشر على وجود علاقة معينة بين منفذيها لكن تبين أنه كان عندهم جميعا نوع من العودة بشدة للدين، ومع ذلك لم تعلن أية منظمة إرهابية لغاية اليوم عن انتمائهم لها، التفسير الممكن لكثرة هذه العملية هو كما يبدو ببساطة رغبة في تقليد عمليات ناجحة. مع ذلك فمن المحتمل أن تكون التحقيقات قد قفزت عن معطى معين في احتمال كوننا أمام "خلية نائمة" يتم تشغيلها عن بعد بوتيرة عالية من أجل إشعال القدس من جديد". وأشار هرئيل على أن الأحداث المقررة للفترة القريبة القادمة، مثل المفاوضات مع الفلسطينيين حول اتفاقية رف، والانتخابات الأمريكية في نوفمبر والتوتر بين حماس وفتح وحتى الانتخابات لبلدية القدس، من شأنها أن تزيد من محفزات القيام بعمليات إضافية. ومع أن وزير الأمن إيهود براك دعا إلى إزالة الحواجز القانونية أمام هدم منازل منفذي العمليات، إلا أنه علينا أيضا أن ننتبه إلى تشخيص رئيس الحكومة المستقيل، عندما قال إن من يعتقد أن النمط الأساسي السائد للوضع في القدس (أي سيطرة إسرائيل على كافة الأحياء العربية) سيستمر عليه أن يأخذ بالحسبان أنه ستقع عمليات أخرى مشابهة لعملية الجرافة". أما صحيفة "يسرائيل هيوم" فأوردت تعليقا خاصا للواء المتقاعد من شرطة القدس ميكي ليفي أكد فيه أننا "أمام تقليد لعملية الجرافة، لكن العملية نفذت هذه المرة بواسطة سيارة خصوصية. ولا تملك أذرع الأمن حلولا سحرية لعمليات من هذا الطراز، ومن المحتمل أن نشهد المزيد منها في المستقبل. ولكن هناك عدة أمور يمكن ويجب القيام بها. أولا إتباع سياسة أكثر تشددا ضد منفذي العمليات، ويجب ثانيا تعميق النشاط ألاستخباراتي، وثالثا يجب توسيع نطاق نشر قوات الشرطة في مراكز الاحتكاك في المدينة". وفي صحيفة يديعوت أحرونوت تساءل المحلل أليكس فيشمان ماذا يمكن لمنفذ العملية أن يخسر؟، واستطرد يقول إنه لا توجد إنذارات، ولا ردع والأسوأ من ذلك أن جهاز الأمن لا يملك الحلول. وإذا لم يكن ذلك كافيا فإن الجهاز القضائي والقانوني يضع المزيد من العراقيل أمام كل فكرة يمكن أن تبلور ردعا معينا. وقال فيشمان إن منفذ العملية يعرف أنه ليس هناك م يمكن أن يخسره "فبمقدوره أن يموت مطمئنا، لأنه يعرف أنه لا يوجد أحد غيره سيدفع الثمن، فعائلته ستحظى بالتقدير وبتعويض دسم، بل إن مؤسسة التأمين الوطني ستواصل في حالات معينة دفع المخصصات لها، ولن يمس أي كان ببيته". وكتب فيشمان: "إن الاعتراف بعدم القدرة على التنبؤ أو إحباط هذا النوع من العمليات يجب ألا يؤدي إلى التنازل مسبقا عن محاولة خلق ردع، فإذا لم يتم خلق حد معين من الردع، وإذا لم يكن واضحا أنه على كل عملية ستجبي إسرائيل ثمنا باهظا من المنفذ، وعائلته وممتلكاته، وأنه ردا على كل عملية قتل على خلفية قومية ستهدم منازل وتطرد عائلات- فسنواصل العيش تحت هذا التهديد". وخلص فيشمان إلى القول: "إن هدم منازل القتلة ومعاقبة أسرهم هو أمر قاس، وغير إنساني، ولكن هل يملك أي كان حلا أفضل لوقف هذه الموجة من العمليات؟ أن ننتظر ربما تحقق السلام؟