عباس يستعرض عملية السلام مع بوش بنهاية ولايته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: يستعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس حصيلة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي تشارف ولايته على الانتهاء بدون ان يكون اتفاق السلام الذي جعله احد اولوياته، قريب المنال. وعلاوة على غياب اختراق، تعززت الشكوك بشأن نتيجة المفاوضات بسبب التغييرات السياسية في اسرائيل حيث دفع رئيس الوزراء ايهود اولمرت على الاستقالة اثر الاشتباه بتورطه في قضايا فساد.
وادت المشاورات من اجل تشكيل حكومة جديدة التي تجريها الرئيسة الجديدة لحزب كاديما تسيبي ليفني التي حلت محل اولمرت رأس الحزب الحاكم، الى احالة المفاوضات مع الفلسطينيين الى درجة ثانية من الاهمية. وفي هذا السياق اقر عباس الذي يشارك في نيويورك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، بان الامل في التوصل الى اتفاق بسرعة ضئيل لكنه اكد انه لا يعتزم على الرغم من ذلك، التوقف بانتظار تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل او انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "لا يمكننا الحديث عن لقاء الفرصة الاخيرة. سنواصل التحدث معهم (الاميركيين) حتى آخر لحظة". واضاف "لا ننتظر تولي ادارة جديدة السلطة لمحاولة التوصل الى اتفاق سلام يشكل الوسيلة الوحيدة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ومعاناة شعبنا".
ومنذ تحريكها في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 في انابوليس قرب واشنطن بهدف التوصل الى اتفاق في 2008، تشهد هذه المفاوضات تعثرا بسبب تواصل الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بينما لم يسجل اي اختراق في ملفات هامة مثل قضية القدس واللاجئين الفلسطينيين والحدود. ورغم هذه الحصيلة القاتمة يؤكد المسؤولون الفلسطينيون انهم لن يخضعوا لضغط "عامل الوقت" للقبول باتفاق لا يلبي طموحات الفلسطينيين او تأجيل تسوية بعض القضايا الشائكة. وقال عريقات "نحن نرفض اي اتفاق جزئي او انتقالي او مبدئي. نريد اتفاقا تاما يتناول كافة الملفات".
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية في منتصف ايلول/سبتمبر ان اولمرت كان يأمل قبل التخلي عن منصبه، في التوصل الى اتفاق مع عباس حول وثيقة تستعيد الخطوط العريضة للنقاط المتفق عليها منذ انابوليس دون الدخول في التفاصيل ومع ترك ملف مستقبل القدس الشرقية جانبا. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "لن نقبل باتفاق لحظة اخيرة لم تتم استشارتنا فيه".
واضاف ان "الرئيس عباس سيستعرض مع الرئيس بوش ما تم انجازه حتى اليوم في هذه المفاوضات وما لا يزال يتعين القيام به حتى نهاية السنة. والهدف هو معرفة ما اذا كنا وصلنا الى مأزق او انه لا تزال هناك امكانية للتوصل الى اتفاق". وقلل شيمون بيريز رئيس اسرائيل الذي يحضر اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء من فرص التوصل الى اتفاق في 2008.
وقال للصحافيين "كنا نأمل في ابرامه قبل نهاية العام غير انه يبدو اننا لن نتمكن من ذلك. لكنني اعتقد اننا حققنا تقدما حقيقيا وان هناك فرصا كبيرة لابرامه في العام المقبل". وكان البيت الابيض اشار الى ان بوش سيبحث مع ضيفه "التقدم الذي تحقق في انشاء المؤسسات الفلسطينية وفي تكريس رؤية تقوم على دولتين، فلسطين واسرائيل، تتعايشان جنبا الى جنب في سلام وامن". وفي خطابه امام الجمعية العامة الثلاثاء لم يتطرق بوش الى الامر الا بشكل سطحي مكتفيا باعادة التأكيد ان الشعب الفلسطيني "يستحق دولته الخاصة الحرة والمسالمة".