باكستان: طلقات تحذيرية على مروحيتين أميركيتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسلام اباد: قال الجيش الباكستاني الخميس إن وحداته أطلقت طلقات تحذيرية تجاه اثنين من مروحيات الجيش الأميركي بعدما عبرتا الحدود الأفغانية ودخلتا الأجواء الباكستانية، مضيفاً أن الطائرتين ردتا بإطلاق النار قبل أن تعودا أدراجهما.
وجاء في بيان الجيش الباكستاني: "عندما عبرت المروحيتان حدودنا، ودخلتا الأجواء الباكستانية بمسافة كبيرة، قامت قوات الأمن بإطلاق طلقات تحذيرية استباقية." بالمقابل، أكد مسؤول عسكري أميركي الواقعة، التي تعتبر أخطر حادث بين الطرفين منذ توتر علاقاتهما إثر اعتراض باكستان علناً على عمليات أميركية داخل حدودها، مشيراً إلى أن الطائرتين من نوع "OH-58D كيواس" تخدمان ضمن قوات حلف شمالي الأطلسي العاملة في أفغانستان، نافياً بشكل كامل أن تكونا قد اخترقتا الأجواء الباكستانية.
وذكر المسؤول الأميركي أن الطيارين أفادوا بتعرضهم لإطلاق نار من جنود يرتدون الزي الرسمي للجيش الباكستاني، كانوا يتمركزون عند مبنى رفع عليه علم باكستان.
وبدورها، قالت قوات حلف شمالي الأطلسي "ناتو" إن المروحيتين تعرضتا لإطلاق نار عندما كانتا في الأجواء الأفغانية، دون أن تأتي على ذكر قيامهما بالرد على مصادر النار. وجاء في بيان الناتو إن النار "أُطلقت من نقطة تفتيش باكستانية قرب الحدود على مقربة من منطقة تاناي بولاية خوست،" مع نفي كامل لقيامها بدخول الأجواء الباكستانية.
ولم ترد معلومات حول وقوع ضحايا أو أضرار جراء الحادث، الذي أكدت كافة الأطراف المعنية أنها تقوم بمتابعة البحث حوله لحله.
ويبدو أن واشنطن تتجه لتحميل إسلام أباد مسؤولية ما جرى، إذ قال براين وايتمن، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، "إن على الجانب الباكستاني تقديم إيضاحات وافية لأسباب وقوع الحادث."
وذكر مصدر عسكري لشبكة CNN أن ضباط من الجيش الأمريكي يتواصلون حالياً مع نظراء لهم في الجيش الباكستاني لمعرفة تفاصيل الواقعة، والتأكد من كونها حادثاً عرضياًَ، والحرص على تلافي وقوعها مجدداً.
وأضاف المصدر أنه الحادث الأول من نوعه على صعيد تسجيل إطلاق نار من الجانب الباكستاني على القوات الأمريكية، علماً أن إسلام أباد سبق أن أبلغت عن حادثين مماثلين - لكن أقل خطورة - خلال الأسبوع الحالي، في حين نفت واشنطن حدوثهما تماماً.
وكان الجيش الأمريكي قد أقر الأربعاء بسقوط إحدى طائراته بدون طيار في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، في إقليم "باكتيكا" غربي باكستان، نافياً تقارير سابقة، أفادت بأنه تم العثور على حطام الطائرة على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان.
أما الجيش الباكستاني فقال إن وحدات تابعة له عثرت على حطام طائرة أمريكية من دون طيار داخل أراضيه، بعد أن دخلتها قادمة من الأجواء الأفغانية.
وكانت القوات الأميركية قد نفذت خلال الأسابيع الماضية عدة هجمات في منطقة قبلية داخل الحدود الباكستانية، مما أحرج إسلام أباد وأثار حفيظتها، ودفعها إلى تحذير واشنطن بشدة من ارتكاب ما قد يتسبب بخرق سيادتها.
وخلال سبتمبر/ أيلول الجاري، أرسلت القوات الأمريكية وحدات نفّذت إنزالاً داخل الأراضي الباكستانية دون إذن، وتسبب ذلك بحملة إعلامية ورسمية غاضبة ضدها في البلاد.
وسبق أن كشف مسؤول استخباراتي رفيع المستوى، أن الرئيس الأميركي جورج بوش أقر منذ فترة، وبشكل سري، قيام قوات أمريكية خاصة بتنفيذ عمليات عسكرية داخل باكستان، دون انتظار الحصول على موافقة مسبقة من حكومة إسلام أباد.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني، آصف زرداري، قد شدد السبت على أن بلاده لن تتسامح مع أي خرق تتعرض له سيادتها تحت عنوان "الحرب على الإرهاب،" وذلك "بصرف النظر عن القوة التي ستقوم به" في إشارة صريحة إلى معارضته للعمليات التي تنفذها الولايات المتحدة.