الاغتيال في سوريا يصعّب التحقيق بانشطتها النووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سوريا: وكالة الطاقة الذرية ليست أميركية
فيينا: اعلن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي ان مقتل مسؤول الارتباط السوري مع الوكالة لبحث "الانشطة النووية السورية" السرية قد ادى الى تأخير قيام الوكالة بهذه المهمة. ولم يذكر البرادعي اسم المسؤول السوري خلال اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة في العاصمة النمساوية فيينا، لكن المصادر الدبلوماسية في فيينا قالت ان العميد محمد سليمان كان مسؤول الارتباط مع بعثة الوكالة ورافقها خلال زيارتها سورية في شهر يونيو/حزيران الماضي.وكان العميد سليمان قد قتل في مدينة طرطوس السورية الساحلية خلال وجوده في استراحته في اوائل شهر اغسطس/آب الماضي. وقد اقرت بثينة شعبان، المستشارة الاعلامية والسياسية للرئيس السوري، تعرض سليمان لعملية اغتيال وانه كان ضابطا في الجيش السوري دون ان تعطي مزيدا من التفاصيل عن المهام التي كان يتولاها.
وقال مصدر دبلوماسي في الوكالة ان مقتل العميد سليمان يجعل قيام الوكالة بالتحقيق في هذا الملف امرا اكثر صعوبة لان سليمان " كان يعرف كل شيء عن هذا الموضوع وقادرا على انجاز المطلوب". اضاف المصدر ان سليمان رافق فريق الوكالة خلال زيارته لموقع "الكبر" شمال شرقي سورية الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية في شهر سبتمبر/ايلول من العام الماضي.
وتقول اسرائيل والولايات المتحدة ان الموقع كان مفاعلا نوويا في المراحل الاخيرة من البناء بمساعدة كوريا الشمالية. وقد نفت سورية ذلك وقالت ان الموقع كان منشأة عسكرية عادية خارج الخدمة.
"مهام حساسة"
وقالت اوساط المعارضة السورية في الخارج ان العميد محمد سليمان (49 عاما) اغتيل بواسطة قناص خلال وجوده في استراحته في مدينة طرطوس وكان من اهم مستشاري الرئيس السوري بشار الاسد ومكلفا بالاشراف على عدد كبير من الملفات الحساسة من بينها العلاقة مع حزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة "المستقبل" اللبنانية التي يملكها سعد الحريري المعارض لسورية نقلا عن مصادر سورية معارضة "ان سليمان كان المشرف على الاجهزة الامنية السورية في القصر الجمهوري واليد اليمنى لبشار الاسد".
"تقرير مفصل"
وكان المندوب الأميركي لدى الوكالة قد طالبها بتقديم تقرير مفصل عن نتائج بعثة الوكالة الى سورية خلال الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ورد البرادعي على طلب المندوب الأميركي بان الوكالة ستقوم بذلك في اقرب وقت ممكن.
وقال البرادعي خلال الاجتماع " اننا لا نتهرب من تحمل مسؤولياتنا وسنقوم بتقديم تقرير مفصل عندما نتوصل الى نتائج واستنتاجات وحقائق" مشيرا الى المصاعب والتعقيدات التي تواجهها الوكالة في مهمتها خاصة بعد "ازالة الادلة وفي حال الفشل في العثور على مواد نووية".
واضاف البرادعي ان النتائج الاولية لتحليل العينات التي اخذها مفتشوا الوكالة من الموقع السوري لا تشير الى وجود نشاط نووي وهو ما يتنافى مع الاتهامات الأميركية والاسرائيلية.
واشار الى سورية لم تقرر بعد امكانية تقديم مزيد من المعلومات الى الوكالة اوالسماع لمفتشي الوكالة بزيارة سورية مستقبلا وانها تنتظر النتائج النهائية لهذه التحاليل والمتوقعة بعد ثلاثة اسابيع. وكانت تقارير أميركية قد اشارت الى اسراع سورية في ازالة بقايا البناء الذي دمرته اسرائيل وطمرها تحت الارض واقامة بناء جديد على انقاض الموقع.
وقد رد مندوب سورية لدى الوكالة محمد الخطاب على المندوب الأميركي وقال ان واشنطن تتبع "منطقا اعوجا بالضغط على بلاده بدلا من ادانة العدوان الاسرائيلي مما يشجع الاخيرة على القيام بإعتداءات اخرى".
وحول تعاون سورية مع الوكالة للقيام بمزيد من التحقيقات قال خطاب "ان بلاده لم تقرر بعد اغلاق او فتح باب التعاون المستقبلي معها لكنها تنتظر صدور النتائج النهائية للتحاليل. وقالت مصادر دبلوماسية ان اكثر من نصف الدول الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة ايدت الطلب الأميركي.