الصحافة البريطانية لم تغب عن غزة رغم انشغالها بالعام الجديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: رغم انشغال الصحافة البريطانية الصادرة في اليوم الاول من عام 2009 باحتفالات راس السنة الجديدة وتوقعاتها لما ستواجهه بريطانيا خلال 2009، لم تغب شؤون الشرق الاوسط وخاصة الاوضاع في قطاع غزة عن اهتماماتها. اجمعت الصحافة البريطانية الصادرة الخميس على تناول رفض اسرائيل للدعوات الدولية المتزايدة لوقف اطلاق النار في القطاع مع دخول الغارات الاسرائيلية يومها السادس.
صحيفة الفايناشيال تايمز كتبت تحت عنوان اسرائيل ترفض الدعوات لوقف الهجمات على غزة، ان اسرائيل رفضت الدعوة الاوروبية لوقف اطلاق النار في غزة لمدة 48 ساعة لانها لا تضمن توقف المسلحين الفلسطينيين عن شن مزيد من الهجمات الصاروخية على جنوبي اسرائيل. وتنقل الصحيفة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء ان اسرائيل بدأت عملياتها في غزة بهدف وقف الهجمات الصاروخية عليها ولا يعقل ان توقف العمليات بينما الصواريخ لفلسطينية ما تزال تسقط عليها.
كما تنقل الصحيفة عن مسؤول اسرائيلي قوله ردا على دعوات وقف اطلاق النار "من غير الواقعي وقف اسرائيل النار من طرف واحد مع عدم وجود الية تضمن وقف اطلاق النار والارهاب من جانب حركة حماس". صحيفة الجارديان تناولت الرفض الاسرائيلي لدعوات وقف اطلاق النار ايضا وقالت ان القوات البرية الاسرائيلية حشدت مزيدا من الجنود والاليات على حدود غزة استعدادا لمرحلة جديدة من العمليات ضد حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة.
خلافات في القيادة
وتحدثت الصحيفة عن وجود خلافات بين القيادة الاسرائيلية حول المرحلة التالية من العمليات في غزة اذ يؤيد اولمرت استمرار العمليات العسكرية ضد حماس والانتقال الى مرحلة الهجوم البري بينما يؤيد وزير الدفاع ايهود باراك ترتيب هدنة لمدة 48 ساعة.
وتضيف الصحيفة ان فرنسا حاولت اقناع اسرائيل بوقف اطلاق النار لمدة 48 ساعة من اجل تزويد القطاع بالاحتياجات الاساسية لكن القيادة الاسرائيلية رفضت ذلك لانها حريصة على عدم تكرار اخطاء حرب تموز 2006 ضد لبنان حيث ادى اختلاف وجهات النظر في صفوف القيادة الاسرائيلية الى انعدام الثقة بالنفس في اوساط الرأي العام الاسرائيلي.
وبخصوص النتائج التي يمكن ان تحققها الحملة البرية الاسرائيلية المحتملة في القطاع بهدف وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل تقول الصحيفة ان اغلب المحللين لا يرجحون قيام اسرائيل بعملية برية في القطاع لان اعادة احتلال غزة مكلف اولا وقلة عدد القوات التي تم حشدها للقيام بمثل هذه المهمة ثانيا.
عجز مصر
في صفحة الرأي نشرت الاندبندنت مقالا للصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك تناول فيها بالنقد الشديد موقف الحكومة المصرية مما يجري في غزة. المقالة التي حملت بشدة على الحكم في مصر تحدثت فيها عن موقف الحكومة المصرية من الدعوات المتزايدة في الشارع العربي لمصر بفتح معبر رفح مع غزة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وحتى تقديم السلاح لحركة حماس.
يتحدث فيسك عن مشاكل اشد وطأة وقسوة تواجهها مصر ويقول ان عار مصر ليس موقفها من المذبحة التي تجري في غزة لكنه الفساد الذي عشش في مصر بحيث اصبح جزءا" من حياتها الاجتماعية وانعدمت فيها الخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والامن بالنسبة للمواطن المصري العادي. ويشير فيسك الى ان الوظيفة الوحيدة للامن في مصر اصبحت حماية النظام والاعتداء على المتظاهرين والتحرش الجنسي بالفتيات اللواتي يتظاهرن ضد حكم مبارك يبنما يجبر السجانون السجناء في سجن طرة على ممارسة الجنس مع بعضهم.
ويتحدث فيسك عن ظاهرة التدين في مصر التي تحولت الى مظاهر وطقوس فقط دون ان يؤدي ذلك الى تغير موقف المتدينين مما يجري ويقول ان اغلب موظفي الدولة حريصون جدا على الالتزام بواجباتهم الدينية لكنهم لا يكترثون بعمليات تزوير الانتخابات مثلا وخرق القانون والسجون والتعذيب. وينقل فيسك عن الروائي المصري علاء الاسواني الذي كتب في صحيفة الدستور المصرية قوله ان القتلى في صفوف المصريين نتيجة حوادث السير وغرق العبارات وانهيار الابنية والمرض والسرطان والتسمم بالمبيدات الحشرية يفوق عدد قتلى مصر في حروبها ضد اسرائيل.
تسليم المنطقة الخضراء
في شأن شرق اوسطي اخر كتبت صحيفة التايمز عن تسليم الولايات المتحدة للمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد الخميس الى الحكومة العراقية وقالت ان هذه الخطوة هي من ضمن العديد من الخطوات التي تقوم بها القوات الأميركية في العراق لتسليم مزيد من المسؤوليات الامنية والعسكرية الى الحكومة العراقية التي باتت تتمتع بامكانات اقوى مع مرور كل يوم.
وتقول الصحيفة ان لواء بغداد في الجيش العراقي سيتولى المسؤولية الامنية عن هذه المنطقة الشاسعة في قلب بغداد والتي تقع فيها اهم الدوائر الحكومية العراقية ومن بينها القصر الجهوري الذي حولته القوات الأميركية الى مقر السفارة الأميركية في العراق.